طنجة تفتح ذراعيها لـ “الموندياليتو”

تعبئة شاملة للقطاعات الأمنية والسياحية والثقافية والرياضية لإنجاح الحدث العالمي تنطلق النسخة التاسعة عشرة لكأس العالم للأندية "الموندياليتو"، غدا (الأربعاء) ، بالملعب الكبير في القرية الرياضية بطنجة، وسط أجواء استثنائية وارتياح تام من قبل المنظمين والسلطات المحلية والإقليمية بعاصمة البوغاز، التي سخرت كل إمكاناتها لإنجاح هذه التظاهرة الكروية العالمية، وتكريس سمعة كرة القدم المغربية على الساحة القارية والدولية. يترقب عشاق كرة القدم في مختلف أنحاء العالم، وعلى رأسهم الجمهور المغربي، بحماس كبير ساعة الصفر لانطلاق المنافسات الرسمية لكأس العالم للأندية لسنة 2023، المقرر إقامتها بين فاتح و11 فبراير المقبل بالملعبين، الكبير بطنجة والأمير مولاي عبد الله بالرباط، بمشاركة 7 أندية من جميع القارات، ثلاث منها فرق عربية هي الوداد المغربي والأهلي المصري والهلال السعودي، إلى جانب ريال مدريد الاسباني وفلامينغو البرازيلي، بالإضافة إلى أوكلاند سيتي النيوزيلاندي وسياتل ساوندرز الأمريكي. ويتوقع المتتبعون للشأن الرياضي بالمدينة، أن تشهد الدورة الحالية حضورا جماهيريا كبيرا، نظرا لقيمة وشهرة الفرق المشاركة، ونجاحا باهرا للفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية المصاحبة لها، التي تقام على هامش البطولة لفائدة المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، والتي أعدت بروح تشاركية مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، بما يتناغم مع الجهود المتواصلة والمساعي الرامية إلى إنجاح هذه النسخة، وجعلها الأكثر إبهارا في تاريخ البطولة. السلطات تتجند منذ أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" شرف تنظيم هذه البطولة العالمية للمملكة المغربية، تجندت السلطات المحلية والولائية بطنجة، ومعها الجهات المعنية بالحدث، بمن فيهم القائمون على الرياضة والسياحة والثقافة، وسخروا كل إمكانياتهم البشرية والمادية واللوجستيكية، من أجل ترتيب كافة الخطط الإستراتيجية المتعلقة بالأمن والصحة والنقل والتواصل والتسويق، وتوفير كل الظروف المساعدة على استقبال الفرق العالمية المشاركة وجمهورها العريض المرافق لها، وكذا الإعلام الدولي الذي سيواكب هذه البطولة، التي تعد مناسبة لإشعاع هذه المدينة المتوسطية دوليا، وتشكل محطة أخرى بارزة تنقل صورة المغرب المشرفة للعالم. واهتمت السلطات المحلية بتأهيل البنيات التحتية وتحسين جمالية الفضاء العام والمساحات الخضراء، وكذا الواجهات العمرانية المصنفة ضمن التراث المادي للمدينة، خاصة المدينة العتيقة، التي تم إدماجها أخيرا في المنتوج السياحي المحلي، بالإضافة إلى أعمال الرصف والصيانة وتجديد بعض أعمدة الإنارة وتثبيت كاميرات للمراقبة بأهم شوارع المدينة، ما أضفى على المدينة لمسات جمالية تليق بتاريخ هذه المدينة الساحلية العريقة، ودفع أصحاب المشاريع السياحية والتجار، إلى إعداد برامج متكاملة وشاملة لاستقبال ضيوف المدينة وزوارها، وتوفير الظروف المواتية لهم للتمتع بمؤهلات المنطقة ومميزاتها الطبيعية والحضارية. السياحة في الواجهة مثل باقي القطاعات المعنية، وضع مهنيو قطاع السياحة بالمدينة تصورات مقرونة بخطوات إجرائية، تمت بمشاورة مختلف الفاعلين والمهنيين، بما فيها الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية ووكالات الأسفار وشركات النقل السياحي وتأجير السيارات، الذين انخرطوا دون شروط في تعبئة شاملة عبر حملات دعائية على منصات التواصل الاجتماعي، تحتوي على مجموعة متنوعة من العروض الجذابة، بما في ذلك النقل والإقامة وجولة في المدينة، من أجل إبراز المؤهلات السياحية والطبيعية للمدينة، وحث ضيوف هذه التظاهرة على استهلاك المنتوجات السياحية بالمنطقة الشمالية. وفي هذا السياق، ذكر سفيان بوعياد، المندوب الجهوي لوزارة السياحة بطنجة، أنه أحدثت لجنة موسعة أوكلت إليها مسؤولية التتبع الميداني، للتحضير الخاص بالجانب السياحي والخدمات المصاحبة، ووقفت بكل حزم وصرامة على كل جزئيات الموضوع حتى تكون الخدمات في أعلى مستوى وتلائم شروط استقبال ضيوف المغرب، إلى جانب الاهتمام بالتحسيس والتوعية والتنبيه والمراقبة للحيلولة دون وقوع أمور أو ممارسات قد تسيء إلى سمعة المغرب التي لا يمكن التسامح فيها. وأعرب المسؤول الجهوي عن ثقته الكاملة بأن طنجة على أهبة لمجاراة هذا الحدث الرياضي حتى تشرف المغرب الذي له باع طويل في المجال السياحي، خاصة أن طنجة ومعها الرباط على عاتقهما مسؤولية كبيرة في احتضان تظاهرة رياضية من هذا الحجم الكبير، وتمثيل المغرب ليس فقط في الجانب الرياضي، بل في جوانب أخرى لا تقل أهمية. أنشطة ترفيهية لم يقتصر تحضير طنجة لاحتضان فعاليات كأس العالم للأندية على توفير البنيات التحتية الرياضية والإقامة المريحة للفرق المشاركة، في هذا العرس الكروي العالمي، بل بادر مسؤولو المدينة إلى إعداد برنامج ثقافي تنشيطي يقام بأبرز الفضاءات العمومية المرجعية بالمدينة، وبعدد من الأحياء بغية تمكين زوار طنجة من الاطلاع عن قرب، على الثقافة المغربية المتعددة الروافد، والثقافة المحلية وموروثها الحضري المتنوع، الذي تشبع بالإرث الأندلسي والريفي واليهودي. وحسب القيمين على البرنامج التنشيطي الثقافي، فإن العشرات من الفرق الفنية المحلية دخلت في طور الاستعداد منذ مدة طويلة، للمساهمة في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الدولية، وكذا التعريف بمختلف الفنون التعبيرية التي تزخر بها المنطقة الشمالية، بما فيها التراث الجبلي وغيره من الفنون التي تعطي صورا جلية عن تاريخ المغرب الذي يمتد لقرون عديدة تمازج فيها بحضارات عريقة. كما تشارك في البرنامج السوسيوثقافي المصاحب لـ "الموندياليتو"، فرق فنية وموسيقية من مناطق مغربية مختلفة، لإعطاء فكرة عامة للجماهير التي ستحج بكثافة لمؤازرة فرقها حول تنوع المشهد الثقافي الوطني، الذي يتميز بروافد متعددة لها مميزات وخصوصيات تمتد على طول تراب المملكة الشريفة. تخفيضات ومجانية أمام توقعات توافد أعداد كبيرة من الراغبين في متابعة هذه البطولة العالمية، خصصت السلطات المحلية بطنجة حافلات النقل العمومي، لتأمين تنقلات الجماهير من داخل المدينة إلى الملعب الكبير، الذي سيحتضن مباريات هذه البطولة، إذ سيكون بإمكان الجماهير الرياضية التي تتوفر على تذاكر المباريات الثلاث، التي ستقام على الملعب الكبير، الاستفادة مجانا من خدمة النقل العمومي، والقيام بزيارة مختلف الفضاءات السياحية والطبيعية التي تزخر بها عروس الشمال، واكتشاف الفضاءات الأثرية بالمدينة القديمة، وهي خطوة تهدف إلى الترويج لطنجة وتعريف السياح بالمؤهلات. كما أن جل الوحدات الفندقية بعاصمة البوغاز، قامت بعروض تسويقية على مواقع التواصل الاجتماعي، تشمل تخفيضات في أثمنة الإقامة وصلت إلى 30 في المائة، مقارنة مع الأيام العادية، بالإضافة إلى برامج تحتوي على مجموعة متنوعة من العروض الجذابة، بما في ذلك النقل والإقامة وجولة في المدينة، من أجل تحفيز الراغبين في حضور هذا العرس الكروي العالمي. مبادرات بيئية عبر عدد من شباب المدينة عن استعدادهم لتقديم خبراتهم في مجال تنظيم الأحداث الرياضية والمهرجانات الثقافية، للمساهمة في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الدولية الكبيرة، وترسيخ قيم العمل التطوعي وروح المبادرة في الأوساط الشبابية. وذكرت حركة الشباب الأخضر بطنجة، أنها تعتبر نفسها جزءا لا يتجزء من المجهود الرسمي والمدني والشعبي لإنجاح هذا العرس الرياضي، ووضعت نفسها رهن إشارة الجهات المنظمة، من خلال مواردها البشرية والمادية المتاحة في عملية تنظيف مدرجات ملعب طنجة الكبير، والقيام بدور المحافظة على البيئة وإبراز قيم المواطنة الحقة، بالإضافة إلى تحسيس الجماهير الحاضرة بالمقابلات المبرمجة بعاصمة البوغاز. وأعربت الحركة بهذه المناسبة، عن أملها في أن يكون "الموندياليتو" حدثا صديقا للبيئة بامتياز، يتم من خلاله التشجيع على استخدام النقل العمومي المشترك، وترسيخ ثقافة الحفاظ على نظافة المرافق العمومية والمساحات الخضراء، مبرزة أن استضافة المغرب لنسخة 2023 من كأس العالم للأندية، تشكل إضافة مهمة ونوعية، من شأنها إعطاء دفعة جديدة للسياحة والاقتصاد والبيئة. تعبئة أمنية شرعت المصالح الأمنية بطنجة، منذ الإعلان عن تنظيم هذه البطولة العالمية بالمغرب، في تنفيذ خطتها الرامية إلى ضمان الأمن والنظام العام بالمدينة طيلة فترة التنظيم، التي تستمر 11 يوما، والرفع من مستويات الأجهزة الأمنية المعنية لتأمين سلامة الفرق المشاركة والمشجعين، حيث عبأت جميع مصالحها لتفادي كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذا العرس الرياضي الكبير. وعلمت "الصباح"، أن مصالح الأمن بالمدينة، توصلت بتعليمات صارمة تقضي بإعلان أعلى درجات التأهب لمواجهة أي طارئ محتمل، إذ ينتظر أن يتم اتخاذ إجراءات استثنائية تضاف إلى ما هو معمول به عادة في مثل هذه المناسبات، ويتمثل في دوريات ثابتة وأخرى متحركة، في كل أنحاء المدينة، تشارك فيها كل الفعاليات الأمنية التابعة لولاية أمن طنجة، من شرطة قضائية وأمن عمومي واستعلامات عامة، بالإضافة إلى الفرق السياحية، التي ستعمل على تكثيف الحراسة بالنقط الحساسة والحيوية بالمدينة، بما في ذلك المؤسسات السياحية والفندقية والأسواق والمراكز التجارية الكبرى وأماكن العبادة الخاصة بالأجانب. كما تخصص فرق متنقلة تابعة لشرطة المرور لتأمين مختلف الممرات والمعابر، والعمل على فرض احترام القانون وإعطاء الإرشادات والمساعدات لزوار المدينة، بالإضافة إلى إجراءات استثنائية ستشمل أيضا المراكز الحدودية، التي سيتم التركيز على مراقبتها لضمان الدخول إلى التراب المغربي والخروج منه في ظروف أمنية جيدة. الملاعب جاهزة نجحت المجهودات المبذولة من قبل كافة المتدخلين في مشروع توسعة الملعب الكبير بطنجة وتهيئته لاحتضان مباريات النسخة الـ 19 من بطولة كأس العالم للأندية، إذ من المنتظر أن تنتهي الأشغال في الساعات القليلة المقبلة، سواء على مستوى الأرضية المعشوشبة والمدرجات والمستودعات والإنارة وشاشات العرض واللافتات. وأكد أنس جبيلو، مدير الملعب الكبير لطنجة التابع للشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (صونارجيس)، أن الأشغال أنجزت في وقت وجيز، وجرت بوتيرة سلسة بفضل تضافر جهود كافة المتدخلين في المشروع، سيما من قبل والي الجهة ومسؤولي وأطر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية، مؤكدا أن الملعب سيكون جاهزا في غضون 24 ساعة لاستقبال "الموندياليتو". وأوضح جبيلو، في تصريح صحافي، أن أشغال التوسعة مكنت من رفع الطاقة الاستيعابية للملعب من 45 ألفا إلى أكثر من 65 ألف متفرج، ويتوفر حاليا على تجهيزات وبنيات تحتية من الجيل الجديد، تتوفر فيها كافة المعايير المطلوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لاحتضان التظاهرات الكروية العالمية، إذ صار بذلك من أكبر ملاعب كرة القدم بالمغرب والقارة الإفريقية. وعاينت "الصباح" عمليات وضع اللمسات الأخيرة على الملعب، سيما المتعلقة بالعشب الطبيعي والمستودعات وشاشات العرض وأنظمة الإنارة والصوت، وكذا الاستعدادات المتعلقة بحفل افتتاح كأس العالم للأندية، ما يؤكد أن الملعب الكبير لطنجة توفر حاليا على ضمانات حقيقية في مجال جودة الاستقبال وراحة الرياضيين والجماهير والأمن. كما شملت الأشغال، التي سهرت عليها خمس شركات كبرى عملت بنظام المناوبة، محيط القرية الرياضية التي توجد بها ملاعب التدريب، وكذا الواجهتين الداخلية والخارجية للملعب، حيث أنجزت سلطات طنجة مجسمين يحملان اسم المدينة بمدخل الملعب الكبير، وكذا بجهة دخول الجماهير الرياضية. إنجاز: المختار الرمشي

طنجة تفتح ذراعيها لـ “الموندياليتو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسالة رياضية: البرمجة

"عرس الذيب" يعوض "بغيت حياتك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات