القادم أصعب

3 أسئلة إلى* أقبوش النوري < عشنا سنة من كورونا، أغلقت معها أسواق الماشية، وتكبد الفلاح خسائر كبيرة، وقام ببيع الماشية بأسعار بخسة. وبعد موسم كورونا دخلنا في مرحلة جفاف صعبة، سببت مشاكل بالجملة، إلى درجة أن "النعجة" أصبحت تباع في الأسواق المغربية بسعر يتراوح ما بين 20 درهما و120، ووجدنا أنفسنا أمام نقص كبير في إناث الأغنام، وبعد سنة أصبح الخروف يباع بأسعار خيالية، تصل إلى 1500 درهم، في وقت كنا نقتني الخراف بأسعار لا تتجاوز 800 درهم. وأما بالنسبة إلى الأبقار، فينطبق عليها الأمر نفسه، إذ أن أعلافها بلغت أسعارها مستويات مرتفعة جدا، وصلت إلى 100 في المائة، إذ أن كيس العلف الذي كان سعره 250 درهما أصبح بسعر 500 درهم وأكثر، وهناك أنواع أخرى يصل سعرها إلى أكثر من 700 درهم. < أمر طبيعي أن الزيادة في عوامل الانتاج تؤدي مباشرة إلى ارتفاع السعر، ويرتقب أن يصل في الأيام المقبلة إلى 120 درهما للكيلوغرام الواحد، إذ ما تزال الأزمة في ما يتعلق بالأسعار في بدايتها. وأعتقد أن الأسعار التي يباع بها اللحم في الفترة الحالية، فيها خلل ما، إذ أن كلفة الانتاج تفرض ارتفاع الأسعار إلى مستويات أكثر مما هي عليه، وأؤكد لكم أن خرافا كان سعرها في الأيام العادية 500 درهم، بيعت أمام أعيننا بـ 800 درهم، وهي من النوع الصغير غير الصالح للذبح. وفي هذه الحالة لدينا خياران، إما أن الجزار يخلط لحم الخراف الفتية، بلحوم النعاج المسنة، من أجل الحفاظ على هامش للربح، أو أنه خاسر في هذه العملية، فحتى لو باع اللحم بالسعر المقترح حاليا في الأسواق، يبقى هناك هامش كبير للخسارة. < أبرز مشكل هو النقص الحاد للماشية في الأسواق، إذ أنها في تراجع مستمر، كما أن هذه السنة لا تعد بالكثير في ما يتعلق بالأمطار، وبالتالي يمكن أن تكون سنة جفاف هي الأخرى، لأننا نقترب من فصل الربيع ولم نلمس بعد بوادر سنة فلاحية جيدة. ومن أجل التقليل من هذه المخاطر وجب على الوزارة اعتماد برنامج استعجالي، لإنقاذ السوق من التراجع الحاصل، خاصة في ما يتعلق بـ "النعجة"، كما يجب أيضا تقديم تسهيلات للفلاح، الذي لا يجد من يرافع لصالحه، إذ أن توزيع الأعلاف لا يتم بشكل متساو في الأقاليم، ولدينا مشاكل أعمق تتعلق باستغلال الآبار، إذ أننا نرعب في الحصول على الرخص، لكن الجهات المسؤولة لا تريد منحنا إياها، وهو ما يهدد نشاط الفلاح بشكل عام. * نائب الكاتب العام للجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء أجرى الحوار: عصام الناصيري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

بوقاع: لا تنمية بدون ترويج

سقوط مدبر سرقات السيارات

مقالات ذات صلة