“كبرنة” الرياضة … الحقد القادم من الشرق

الجزائر ورطت كرتها في وحل السياسة والعنصرية والمغرب يحول الأزمة إلى انتصارات تواجه البعثات الرياضية المغربية إلى الجزائر، الكثير من المتاعب والمشاكل مع نظام "الكابرانات"، بسبب الهوس الذي أصابه جراء الانتصارات الدبلوماسية للمملكة، في ملف الصحراء المغربية، والضربات المتتالية التي تلقاها في السنوات الأخيرة. وتعاني الأندية والمنتخبات والبعثات الرياضية المغربية أثناء تنقلها إلى الجزائر، من أجل المشاركة في ألعاب إفريقية، حتى قبل قرار نظام "الكابرانات"، القاضي بقطع العلاقات مع المغرب، ومنع الطائرات المغربية من التحليق فوق أجوائه، سواء كانت مدنية أو عسكرية. إنجاز: صلاح الدين محسن عرت مشاركة المغرب في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، الحقد الدفين للسلطات الجزائرية على المغاربة بصفة عامة، الشيء الذي يؤكد أن الجزائر غير مستعدة لفصل رياضتها عن النظام العسكري، الذي يطبق على الشعب الجزائري منذ استقلالها في ستينات القرن الماضي. "الشان"... نقطة أفاضت الكأس أماط رفض السلطات الجزائرية منح ترخيص لطائرة الخطوط الملكية المغربية، التي تقل وفد المنتخب الوطني الأولمبي، الذي كان مقررا مشاركته في "الشان" اللثام، عن عسكرة الرياضة الجزائرية، وتدخل "الكابرانات" في كل صغيرة وكبيرة، لها علاقة مباشرة مع الشأن الكروي. واستطاعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بحنكة مسؤوليها، فضح عسكرة الرياضة الجزائرية، ووضعها في ورطة حقيقية مع "الكاف"، قبل أن تفضح نفسها بنفسها عندما استدعت حفيد نيلسون مانديلا، لإلقاء خطبة، بتخطيط مسبق من قبل النظام الجزائري، حول الصحراء المغربية، والدعوة إلى تحرير آخر مستعمرة في إفريقيا، لا توجد إلا في مخيلته رفقة "الكابرانات"، رغم أن الحدث رياضي، ولا علاقة له بملف تنظر فيه هيأة الأمم المتحدة. وخلفت خطبة حفيد مانديلا صدمة لجياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وباتريس موتسيبي، رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد سماعهما كلاما لا علاقة له بمنافسة رياضية تشرف عليها "الكاف"، في الوقت الذي تشدد فيه الهيأتان على إبعاد السياسة عن الشأن الرياضي، وتندد به جميع المواثيق والأعراف الرياضية الدولية، في مقدمتها الميثاق الأولمبي. وما زاد من يقين إينفانتينو وموتسيبي، بخصوص توغل النظام العسكري الجزائري في الرياضة، الاستقبال الذي خصصه لهما عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر، والسعيد شنقريحة، "الكابران" الأكبر، قبل انطلاق "الشان"، وهو ما يؤكد أن المسؤولين الجزائريين، لا يوجد ملف آخر لديهم سوى المغرب. الألعاب المتوسطية... دورة المضايقات المشاكل التي عانتها البعثة المغربية بالجزائر، على هامش تنظيمها لألعاب البحر الأبيض المتوسط، من بين جميع الوفود المشاركة، تؤكد درجة اليأس التي بات يتخبط فيها المسؤولون الجزائريون، بعد أن عجزوا عن اللحاق بركب التقدم والتطور، الذي يعرفه المغرب في السنوات الأخيرة. وشكلت الألعاب المتوسطية فرصة للنظام الجزائري للانتقام من المغرب، عن طريق العديد من الإجراءات المعادية للبعثة الرياضية المغربية، في مقدمتها منع الصحافيين من الدخول إلى وهران محتضنة الدورة، بداعي أنهم جواسيس جاؤوا ليسرقوا المشاريع والإنجازات، التي حققتها "الجزائر الجديدة"، الشيء الذي أصاب الجميع بصدمة كبيرة، بحكم أن البعثة الإعلامية المغربية تتوفر على ترخيص من اتحاد ألعاب البحر الأبيض المتوسط، إذ لم يسبق لهذه التظاهرة أن عرفت مثل هذا القرار الجائر. وواجهت البعثة المغربية مواقف متناقضة بالجزائر، إذ في الوقت الذي يرحب الجزائريون بأشقائهم المغاربة، فإن النظام كان يوجه تعليماته للتضييق عليهم، وعدم منحهم الفرصة للتألق في المنافسات، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة بين مغربي وجزائري، إلى درجة أن جميع الوفود المشاركة، عبرت عن استيائها من هذا الأمر، خاصة البعثات القادمة من أوربا. واضطرت البعثة المغربية إلى التنقل للجزائر، عبر رحلة غير مباشرة، قادتها من البيضاء إلى تونس، ثم إلى الجزائر، وإلى وهران، حيث عاش الوفد الإعلامي المعاناة، بعد أن احتجزتهم السلطات في المطار لـ 36 ساعة متواصلة، ومنعت عليهم الأنترنيت والاتصال بالجهات المسؤولة. الاعتداء على منتخب الفتيان اعتبر الاعتداء على لاعبي المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، خلال نهائي كأس العرب، الذي جمعهم بالجزائر، من أبشع الصور التي جابت العالم بأسره، بعد أن اطلع على فضيحة الاعتداء الشنيع على أطفال صغار، من قبل لاعبي ومسؤولي وجمهور الجزائر. وكشفت عملية الاعتداء أن الفوز على المغرب، لا يمكن أن يطفئ جمرة اللهب، التي تحرق جسد النظام العسكري الجزائري، بسبب الضربات الموجعة للدبلوماسية المغربية، ومحاولته تصوير المغاربة بأنهم الجنس المنبوذ من قبل الجميع، واللعب على ورقة التطبيع، التي يبدو أنها دقت آخر مسمار في نعش "الكابرانات". وكشفت المباراة النهائية، الضغط الكبير الذي عاشه لاعبو منتخب الجزائر لأقل من 17 سنة، وتورط النظام العسكري في تهييجهم، ودفعهم لارتكاب حماقات، ستبقى وصمة عار على جبينهم، وتحويل فرحة العرب بالكأس إلى مأتم، بسبب الفوضى التي اعترت الملعب، إلى درجة أن المغاربة تمنوا لو أنهم لم يشاركوا في المنافسة، على أن يتعرضوا للاعتداء أمام أنظار مسؤولي الاتحاد العربي والعالم. تاريخ أسود تعج التجارب السابقة للبعثات الرياضية المغربية إلى الجزائر، بالأحداث المؤسفة بسبب التعامل السيء لنظام "الكابرانات" معها، إذ خلال احتضانه للمنافسات القارية والإقليمية، عاشت البعثات الرياضية المغربية ممارسة شاذة من قبله، في مقدمتها التظاهرات الخاصة المتعلقة بالدراجات. وسجلت جامعة الدراجات احتجاجات كثيرة على هذه الممارسات، من قبل النظام الجزائري، بسبب إقحامه ملف الصحراء المغربية في بطولة إفريقيا لسباق الدراجات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، والشيء نفسه بالنسبة إلى جامعة الشطرنج، التي فشلت في عدم منح العضوية للجمهورية الوهمية، باتحاد شمال إفريقيا، خلال اجتماع سابق بتونس. ويبدو أن هوس "الكابرانات" بملف الصحراء والمغرب، أعمى بصيرتهم، إلى درجة تهييج الشعب الجزائري على المغاربة بصفة عامة، ومحاولة الضرب في عروبتهم وإسلامهم، وبشكل خاص، بعد توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إذ لم ينحصر الأمر على الجانب السياسي، بل تعدى ذلك ليشمل الجانب الرياضي، بسبب التدخل السافر للنظام العسكري الجزائري فيه، وإجبار المسؤولين الرياضيين على عدم اتخاذ أي قرار دون موافقة "الكابرانات"، ومحاولة تسييس الأمور بطريقة مفضوحة. لقجع ينتصر في "كاف" ناورت الجزائر بأموالها وأذنابها، لإيجاد مقعد للقيطتها البوليساريو في "الكاف"، إذ سعت بشتى السبل لإرغام أعضاء الكنفدرالية الإفريقية على التصويت لفائدة منح العضوية للجمهورية الوهمية، وقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم طلبا إلى "الكاف"، لتحقيق هذه الرغبة، قبل أن يدفع ذلك المغرب للقيام بمجهودات كبيرة، وقطع الطريق على الجزائر في تحقيق ذلك. واستطاعت جامعة الكرة التصدي لطلب الاتحادية الجزائرية، من خلال تطويق الأزمة من جميع الجوانب، عبر عقد اتفاقيات شراكة مع الدول الإفريقية، ونسج علاقات جيدة مع جميع الاتحادات الوطنية بالقارة، قبل أن تعمد إلى تغيير الفصل 4 من النظام الأساسي للـ "كاف"، واشتراط منح العضوية للدول المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وكشف طلب الاتحادية الجزائرية التوغل الكبير لنظام "الكابرانات" في الشأن الكروي الجزائري، وسعيه إلى إقحام هذا المشكل السياسي في الرياضة، عبر منع اعتراف وهمي لجمهورية وهمية، سيما أن السلطات الجزائرية أكدت عبر التاريخ موقفها العدائي للمغرب وصحرائه. وخلف تغيير النظام الأساسي للـ "كاف" صدمة لدى السلطات الجزائرية، التي عمدت فورا إلى تغيير خير الدين زطشي، رئيس الاتحادية الجزائرية، بعد أن فشل في المهمة التي "عين" من أجلها.

“كبرنة” الرياضة … الحقد القادم من الشرق

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هل يشارك الأسود في كوبا أمريكا؟

الاتفاق يفاوض الركراكي لخلافة الدنيبي

مقالات ذات صلة