“القنيطرة مدينتي”…كرة وترفيه ومبادرات إنسانية

الأخوان شيبو يتحديان "حصار" السلطات المحلية بتأطير 600 ممارس والريال يقطف أولى ثمار هذه المدرسة نجحت "القنيطرة مدينتي" في انتزاع مكانة لها بين الجمعيات الرياضية، التي تعنى بتكوين البراعم والصغار، وتلقينهم أبجديات كرة القدم، بعيدا عن الفرق والأندية. تأسست جمعية "القنيطرة مدينتي" عام 2010 خطوة أولى نحو آفاق أوسع، والمتمثلة في إحداث أكاديمية في كرة القدم. ولم يكن صاحب فكرة "القنيطرة مدينتي" سوى يوسف شيبو، الدولي المغربي السابق والمحترف في فرق أوربية وعالمية نظير بورتو البرتغالي وكوفونتري الإنجليزي ، ثم شقيقه محمد شيبو، أحد الدوليين السابقين غير المحظوظين، بعدما أرغمته الإصابة عن الابتعاد عن الملاعب في سن مبكرة، بعدما حمل ألوان المنتخب الوطني في مونديال ماليزيا للشباب سنة 1997. عراقيل البداية..التحدي رافق تأسيس "القنيطرة مدينتي" عراقيل وصعوبات وضعت أصحاب المشروع في تحد أكبر، فكسبوه، عندما جعلوا من هذه المدرسة محطة للتكوين واستقطاب المواهب والمؤطرين تمهيدا لإحداث أكاديمية تستجيب للمعايير الدولية.ورغم أن مؤسسي المدرسة، وهم رياضيون، لجؤوا إلى السلطات الولائية والمنتخبة للحصول على فضاء يؤوي مشروعهم الرياضي، حتى لو تطلب الأمر اقتناءه بالثمن نفسه المخصص للمنعشين العقاريين. ولم تفلح كثرة المراسلات والنداءات لإدراك المبتغى، بسبب كثرة التبريرات، فيما لم يكن حظ آخرين عاثرا، وهم يحصلون على بقع أرضية وبأثمنة تفضيلية. 600 منخرط في ثلاث سنوات حققت مدرسة "القنيطرة مدينتي" مكاسب مهمة في ظرف ثلاث سنوات، وحققت شهرة واسعة في القنيطرة، بالنظر إلى استقطاب مواهب من جميع الأحياء، وصل عددهم إلى 600 منخرطا في جميع الفئات (البراعم والصغار والفتيان والشباب)، التي تخوض منافسات عصبة الغرب، وأكثر من ذلك حققت نتائج باهرة، من بينها صعود الفريق الأول إلى بطولة القسم الشرفي في ظرف قياسي. يقول محمد شيبو، رئيس جمعية "القنيطرة مدينتي"، إن إحداث هذه الفئات لضمان الاستمرارية وعدم التفريط في اللاعبين، ممن تكونوا في المدرسة. وأضاف شيبو، رئيس قدماء لاعبي النادي القنيطري، أن "القنيطرة مدينتي" تضم أجود المؤطرين، ممن اختيروا بعناية ووفق معايير تربوية وأخلاقية، فضلا عن الكفاءة المهنية، وزاد "بعد دراسة متأنية للسير الذاتية اخترنا تسعة مؤطرين يتمتعون بسمعة طيبة". دوليون يؤطرون المواهب تستعين جمعية «القنيطرة مدينتي» بتقنيين أغلبهم دوليون سابقون، وذلك رغبة من المشرفين عليها في ضمان تأطير فعال ووفق ما تقتضيه الأبجدية التربوية الهادفة. لهذا، كان بديهيا أن يقود محمد شيبو طاقم المؤطرين، لكفاءته أولا، ولأنه أحد أصحاب المشروع إلى جانب شقيقه يوسف ورفيق دربهما علي بواب، ثانيا. ويتوفر شيبو على تجربة لا يستهان بها، فإلى جانب لعبه للمنتخب الوطني للشباب، تلقى تكوينا جامعيا وأكاديميا أهله لتأطير مواهب «القنيطرة مدينتي». والشيء نفسه بالنسبة إلى علي بواب، الذي خبر تجربة كبيرة لاعبا دوليا ومحترفا كذلك، فهو لعب لفرق النادي القنيطري والجيش الملكي والفتح الرياضي، قبل احترافه بلوكرين البلجيكي، فيما زميلهما الثالث، جمال الفقير، لعب للنادي القنيطري واتحاد طنجة، ثم تألق محترفا بسلطنة عمان. أما السنغالي عبد اللاي مباي، فلعب كذلك للنادي القنيطري، الذي تألق معه بشكل لافت، قبل أن يفضل الاستقرار بالمغرب بصفة نهائية، فيما رشيد الركادي، المنضم أخيرا إلى طاقم «القنيطرة مدينتي»، فلعب للعديد من الفرق الوطنية ولمع اسمه فيها من بينها النادي المكناسي والجيش الملكي والفتح الرياضي والنادي القنيطري واتحاد طنجة وأولمبيك آسفي، قبل أن يلجأ إلى التدريب بفرق الهواة من بينها فريق عمل بلقصيري. ريال مدريد يترصد مواهب "القنيطرة مدينتي" كان من نتائج العمل الجيد لأطر وتقنيي «القنيطرة مدينتي»، إبراز العديد من المواهب منذ تأسيس هذه الجمعية. والأكثر من ذلك أن فرقا عالمية تترصد مواهبها، من بينها ريال مدريد، الذي خطف موهبة «القنيطرة مدينتي» أيوب كربيجة، من مواليد 2000، والذي حط الرحال بالفريق الملكي في مناسبتين للاختبارات التقنية والبدنية، فكسب الرهان واجتازها بنجاح، ما يؤكد قرب انتقاله رسميا إلى هذا النادي العريق بداية من الموسم المقبل. ولم يكن أيوب كربيجة وحده الذي خطف الأضواء، بل يسير أشرف لهبيل، مواليد 2003 في الاتجاه نفسه، وهو يلتحق بمركز التكوين التابع لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم. كما اختير أفضل مهاجم في السنتين الأخيرتين. يخوض براعم وصغار «القنيطرة مدينتي» تداريبهم في ملاعب القرب لمولاي الحسن بالحوزية في القنيطرة، فيما يخوضون مبارياتهم الرسمية بالملعب البلدي بقصبة مهدية. أما فريقا العصبة، فيستضيفان منافسيهما بالملعب البلدي. وتشارك جمعية «القنيطرة مدينتي» في بطولة أكاديمية محمد السادس بخمسة فرق على الأقل. يقول محمد شيبو، رئيس «القنيطرة مدينتي» إن هذا المشروع يتوخى من ورائه تأطير المواهب مقابل مبالغ مقبولة وغير مكلفة، وتابع «نؤدي واجب الكراء لإدارة ملعب القرب بالحوزية. كما أننا قمنا أخيرا بتأطير 100 طفل من ذوي الدخل المحدود بالمجان، وذلك لمساعدتهم على الاندماج والتأقلم مع باقي زملائهم مع استفادتهم من أمتعة وبذل وقمصان».لا تهتم «القنيطرة مدينتي» بكرة القدم فقط، بل يمارس أطفالها أنشطة متعددة من ترفيه ومطالعة وأنترنت ومسبح، وهو ما يجعل هذه المؤسسة تشكل الاستثناء في القنيطرة. عيسى الكامحي

“القنيطرة مدينتي”…كرة وترفيه ومبادرات إنسانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

علامـات الفـرق الكبـرى... دجاجـة تبيـض ذهـبا

الرجاء ثالثا في إفريقيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات