حي الملاح بالرباط… “المزوق من برا…”

مواطنون يقطنون في "مقابر موقوتة" وسط سخط على السلطات المختفية منذ 2018 وقفت "الصباح" على مشاهد صادمة بحي الملاح العريق بالرباط، لأسر تعيش يوميا على حافة الموت، بعد أن أصبحت منازلها مهددة بالسقوط مع أي قطرة مطر، وأسلمت حياتها لأي كارثة محتملة الوقوع، لأنها لا تتوفر على ملاذ آمن، يقي شيوخها ورجالها ونساءها وأطفالها. تواجه العديد من الأزقة بحي الملاح وبوقرون خطرا حقيقيا في كل يوم، بالنظر إلى كثرة المنازل الآيلة للسقوط، رغم أن السلطات سعت إلى ترميم الكثير منها، خاصة في جهة "مارينا" العاصمة، والتي تعد إحدى الواجهات الأكثر إقبالا من قبل السياح. حافة الموت تعيش العديد من الأسر بحي الملاح وبوقرون على حافة الموت يوميا، بسبب منازلها الآيلة للسقوط، إذ يمكن توقع سقوطها في أي لحظة، وتكبر نسبة الخطر مع هطول الأمطار، ذلك أنه مع كل غيث قادم، يحبس المواطنون القاطنون بهذه المنازل منذ عقود كثيرة أنفاسهم، إذ لا يمكن أن تمر الأمطار مرور الكرام، بل في كل لحظة تتساقط قطع كبيرة من أسوار منازلهم، وفي بعض الأحيان أسقفها وحتى أرضيتها، بالنسبة إلى القاطنين في الجزء العلوي من المنزل. تقول نجاة لـ "الصباح"، وهي أرملة تعيش مع أبنائها في بيت لم تتبق منه إلا غرفة واحدة مسقفة ب"الزنك"، في الوقت الذي انهارت أرضية غرفة أخرى على الجيران، خلال التساقطات المطرية الأخيرة، أنها تعيش في رعب يوميا، وتنتظر نهاية أجلها في كل لحظة رفقة أبنائها، لأنها لا يمكنها المغادرة إلى وجهة أخرى، بعد أن مات معيل الأسرة، وتقاسي من أجل كسب لقمة العيش لأبنائها. وكشفت نجاة أنها كانت في الأسبوع الماضي تكنس بالقرب من المنزل، ونزلت عليها قطعة حجرية من الأعلى، كادت أن تودي بحياتها، لولا الألطاف الإلهية، وأن هذه الأمور تعيشها رفقة جميع أفراد الحي، خاصة الأطفال الذين يلعبون يوميا في الزقاق الذي يوجد به بيتها، حيث وضعت السلطات دعامات بدائية، من أجل تفادي وقوع الحيطان وسط الزقاق، في الوقت الذي تواجه رفقة جيرانها خطر سقوط الحيطان في أي لحظة. غياب اللجنة أجمع جميع سكان الزقاق المذكور على أن اللجنة المكلفة بترميم منازلهم لم تزرهم منذ 2018، رغم تزايد الخطر يوميا، ولا يجدون تفسيرا لهذا التجاهل، الذي طالهم من قبل أعضائها، علما أنهم كانوا ضمن المستفيدين الأوائل من عملية ترميم المنازل الموجودة بحي الملاح. وطالب سكان الزقاق السلطات بالنظر إليهم بعين الرحمة والشفقة، لأنه لم يعد أمامهم الكثير من الوقت لتفادي وقوع الكارثة في يوم من الأيام، وسقوط ضحايا جدد، بعد أن سبق للعديد من المواطنين أن لقوا حتفهم تحت الأنقاض في السنوات الماضية، في الوقت الذي لا يرون فيه أي مبرر لهذا الغياب، سيما أن الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم، والأضرار لحقت منازلهم بشكل كبير، وينتظرون تحرك السلطات، قبل نزول الأمطار مستقبلا. "المزوق من برا" تغري الجهة الخارجية لحي الملاح، سواء من جهة "كورنيش" الرباط أو شارع الحسن الثاني، السياح باكتشاف الحي من الداخل، سيما أنه يعطي الانطباع أنه من المعالم التاريخية للمملكة، بالنظر إلى سور الموحدين الذي يحيط به. ويعلق أحد القاطنين بالحي على الأمر بسخرية، "المزوق من برا، آش خبارك من الداخل"، في إشارة إلى الوضع الكارثي الذي تعانيه الأسر يوميا، وهي تنظر إلى منازلها تتهاوى بين الفينة والأخرى، ويدق قلبها مع كل حركة أو إصلاح حاولت القيام به في غياب المسؤولين، متسائلا عن السبب الداعي إلى إصلاح الواجهة الخارجية، والسكان يعيشون على حافة الموت يوميا، ومنازلهم آيلة للسقوط في كل لحظة. واستطرد الشخص المذكور قائلا: " لولا الملك لما تم إصلاح الواجهة الخارجية، بعد أن شوهت مناظرها العاصمة، وباتت تتساقط الأحجار في كل حين، والكثير من الأزقة تم إصلاحها لأنها في الواجهة، إضافة إلى عملية إصلاح "دار الدباغ"، لأنها تبقى من الوجهات السياحية، لكن ما يجب الاهتمام به، هو المواطن الذي يقطن في هذه القنابل الموقوتة". وقف التنفيذ رغم أن هناك العديد من المنازل الآيلة للسقوط، إلا أن عملية الترميم طالت العديد من المنازل، في السنوات الأخيرة، خاصة منذ أن سقط أحد الضحايا في 2006، ونقل آخر إلى المستعجلات في حالة حرجة. وشملت عملية ترميم المنازل بحي الملاح وبوقرون العديد منها، لكن رغم ذلك هناك أزقة تضم العديد من المنازل الآيلة للسقوط، دون أن يعرف أصحابها سبب هذا التأخير في الأشغال، والمشاكل التي تحول دون قيام اللجنة المكلفة بالترميم بعملها لإتمام الأشغال. صلاح الدين محسن

حي الملاح بالرباط… “المزوق من برا…”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فضيحة تهز مستشفيات خريبكة

راسبون بامتحان المحاماة يطالعون أوراقهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات