ضواحي أكادير… بؤر سوداء

المدينة تستورد جرائمها من محيطها العميق وتحتل الرتبة الأولى من حيث مؤشرات الأمن ضمن المدن الكبرى يتحدث بعض المغردين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومواقع إلكترونية، بين الفينة والأخرى عن نقط أو بؤر أمنية سوداء بأكادير، تعتبر مستوطنات تؤوي عددا من أفراد الشبكات والعصابات الإجرامية، التي تهدد الأمن العام بالمدينة، وتنتشر بها مختلف مظاهر أنواع الجرائم، إذ يتم الحديث عن الأحياء الشعبية كبنسركاو وأعروض وأمسرنات والخيام وتيكوين والحي المحمدي والمسيرة وأنزا العليا وسيدي يوسف، نقطا أمنية سوداء. هل فعلا تعتبر هذه المواقع بؤرا أمنية سوداء داخل النفوذ الترابي لأمن أكادير؟ وما هي الإجراءات الأمنية المتخذة لاستئصال وتجفيف هذه المنابع والشوائب الأمنية؟ "الصباح"انتقلت إلى مجموعة من هذه المواقع المشبوهة والتقت مجموعة من أفراد سكان هذه الأحياء للكشف عن الوضعية الحقيقية. إنجاز: محمد إبراهمي (أكادير) أكد عدد من سكان الأحياء المشبوهة، أن تلك المناطق لا تختلف عن باقي أحياء أكادير من حيث الأمن العام. وأجمع جل من التقت بهم "الصباح"، بأن اعتبار هذه الأحياء أو المناطق بؤرا أمنية، هي مجرد تمثلات ترسبت في عقول البعض، وتعود إلى الزمن القديم، قبل إحداث البنيات الأمنية بهذه الأحياء، وانتشار الفرق الأمنية المختلفة بجل هذه الأحياء التي كانت تؤوي عددا من المجرمين، الذين أجبروا على مغادرتها لتغيير خريطة مواقع وجود أنشطتهم. وأوضحوا جميعهم بأن الجرائم المرتكبة بتلك الأحياء، تبقى في أغلبها عادية في نوعيتها والوسائل المستعملة في تنفيذها. وأن الجرائم التي تم رصدها سواء بتدارت أنزا، أو بحي الفرح بأكادير، أو بالحي المحمدي أو ببنسركاو أو بأنزا وغيرها، إن من حيث العدد أو الصنف أو من حيث توزيعها الجغرافي، فتُظهر بأنها لا ترقى إلى مستوى توصيف جرائم العصابات المنظمة، إذ مجمل الجرائم المسجلة ارتكبها أشخاص بشكل انفرادي، ولا تتسم بالطابع المنظم. ويمكن اعتبارها جرائم عادية، مثل ما يقع بعدد من الأحياء والمدن المغربية. أكادير تستورد جرائمها من محيطها كشف رجل أمن متقاعد، فضل عدم ذكر اسمه، أن أكادير تستورد مختلف أنواع الإجرام من محيطها الجغرافي. وأكد أن المراكز الحضرية والقروية المحيطة بأكادير، تشكل مرتعا لملاذ المجرمين، سواء الممارسين للإجرام أو الفارين من العدالة بأكادير، أو الوافدين عليها من مختلف ربوع المملكة، نظرا لإمكانية التواري عن الأنظار بالضيعات الفلاحية والأحياء العشوائية المنتشرة بمنطقة اشتوكة آيت باها وتراست وإنزكان وتكوين وأحياء بالدراركة. واستدل المتقاعد بتفاصيل آخر جريمة روعت المغرب، وهي جريمة قتل شاب وإحراقه ثم رمي جثته في العراء بالحي المحمدي ببلدية أكادير. وشدد على أن ملامح تغير الخريطة الجغرافية للأنشطة الإجرامية بالمدينة، تظهر جليا في هذه الجريمة، التي تم استيرادها من خارج المدينة، حيث تم قتل الضحية، وبعدها تم نقل الجريمة إلى أكادير، إذ امتدت خيوطها ما بين الحي المحمدي بالمدينة، إلى محيطها الجغرافي الذي يشكل حزاما على شكل قوس، يحيط بأكادير ويخنقها أمنيا. وأظهرت فصول الجريمة الشنيعة، أن بدايتها كانت باستدراج شاب من الحي المحمدي إلى قرية تماعيت المتاخمة للمدينة، ليجهز عليه القاتل بداخل أحد المستودعات، ويحشر جثته في صندوق سيارته، ثم ينقلها عشرات الكيلومترات ليقذف بها في جنبات الحي المحمدي، قبل أن يصب عليها مادة حارقة ويشعل بها النار. أكادير العميق بؤر أمنية قال الأمني المتقاعد، أن مختلف عمليات التمشيط الأمنية التي تنفذها مصالح الأمن بولاية أمن أكادير بمداخل ومخارج المدينة وممراتها ومعابرها، من خلال المراقبات والسدود القضائية التي يتم نصبها، وكذا من خلال المساطر القضائية التي تجريها الشرطة القضائية بمختلف المقاطعات، تؤكد أن أكادير تستورد الجريمة من خارج ترابها. وهذا ما عرته وتعريه التدخلات الأمنية التي تستهدف المحاور الطرقية ونقط المرور، التي يمكن أن تستغل لتزويد بعض الأشخاص بالمدينة بالمخدرات وماء الحياة والأقراص المهلوسة وغيرها، امتداد خريطة الإجرام إلى أكادير العميق. وكشف عدد من العمليات الأمنية الكبرى، التي نفذتها كل من السلطات الأمنية بأكادير وعناصر الدرك الملكي بأكادير، خاصة تلك المتعلقة بالاتجار الداخلي والدولي للمخدرات، سواء من حيث الكميات المحجوزة، أو تعدد محاولات تهريب العشرات من أطنان الشيرة، أن هذا النوع من الجرائم يرتكز نشاطه بالأساس بالمحيط القروي لأكادير، الذي يتخذ قاعدة أساسية لتنفيذ الأنشطة الإجرامية بالمدينة أو خارجها. وسجلت الإحصائيات أن جميع العمليات الإجرامية الكبرى، تتم بمحيط المدينة، خاصة بمناطق آيت عميرة وهوارة والقليعة وآيت ملول وتمسية وأزرو وأولاد داحووالدراركة وتكوين وتاراست وضواحي شمال أكادير، التي تعتبر ملجأ شبه آمن للمجرمين، وفضاء مفتوحا لممارسة مختلف الجرائم. المؤشرات الأمنية بالمدينة احتلت أكادير الرتبة الأولى على مستوى المدن السياحية بالمغرب في مؤشر الأمن لـ 2022، الصادر عن قاعدة البيانات العالمية (نامبيوnumbeo). وتعد "نامبيو" أكبر وأشهر قواعد البيانات على شبكة الأنترنت في العالم، وتهتم بتقييم مستوى الجريمة، ودرجة الأمان في دول العالم، من خلال قياس معدلات ارتكاب الجرائم. ويعتمد المؤشر على معايير عديدة، كجرائم القتل والسرقة والسطو والاغتصاب والنصب والاحتيال والعنف، حيث يرتب المؤشر المدن بمقياس يتراوح من صفر إلى 100، إذ كلما اقتربت المدينة من الصفر كانت معدلات الجريمة فيها قليلة، فيما ترتفع هذه المعدلات في حالة اقتراب تقييم مدينة ما من 100.

ضواحي أكادير… بؤر سوداء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمير في "قفطان مازاغان"

تحريض الأطفال... انقلب السحر على الساحر

مقالات ذات صلة