الحيمر: الأندية لا تساير إيقاع الجامعة

مدرب الكوكب قال إن مكانة الفريق أعادته إلى الهواة ودعا إلى الاستفادة من نموذج الركراكي قال رضوان الحيمر، مدرب الكوكب المراكشي لكرة القدم، إن مكونات كرة القدم الوطنية مطالبة باستخلاص الدروس من تجربة المنتخب الوطني في المونديال الأخير. وأضاف الحيمر، في حوار مع «الصباح «، أن الأسلوب الذي اعتمده وليد الركراكي رفقة المنتخب، بات الأنجع والأكثر اعتمادا من قبل المنتخبات العالمية. وفي ما يلي نص الحوار: ما تقييمك لمباراتكم الأولى بعد العودة من فترة التوقف؟ كانت مباراة صعبة، واجهنا جمعية المنصورية الذي يعد خصما عنيدا. في الموسمين الماضيين قدم مستويات جيدة، سيما في ميدانه. قدم لاعبونا أداء جيدا، وكنا الأفضل في العديد من فترات المباراة، وكان هناك إيقاع مرتفع. عرفنا كيف ندافع بشكل جيد ونهاجم بشكل جيد، فكما تابعنا في كأس العالم، الفريق الذي يجيد الدفاع ويحسن استغلال الهجومات، هو من ينتصر. الجميع يجب أن يستفيد من كأس العالم الأخيرة. حققنا نتيجة جيدة، بعد أن دخلنا بإصرار كبير من أجل الفوز، كما أن تعيين حكم من النخبة ساعد في استمرار اللعب، وقلل من التوقفات التي تقتل الإيقاع. ما مدى تأثركم بفترة التوقف؟ لم نتوقف كثيرا، في بداية مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم، استمررنا في اللعب، إلى أن وصل المنتخب لنصف النهائي، فتوقفنا لجولتين، ولم يكن هناك تأثير كبير، وخير دليل على ذلك، أن جميع الفرق التي تلعب على الصعود، والفرق التي استقبلت في ميدانها انتصرت. كيف تخططون لتحقيق الصعود في ظل وجود منافسة قوية؟ حققنا نتائج جيدة، منذ البداية، لم تكن منتظرة بكل صراحة، بحكم أننا لم نستعد بشكل جيد، إذ تجمعنا قبل 21 يوما فقط من انطلاق البطولة، وهي مدة غير كافية للتعرف على اللاعبين، ويتعرفوا بدورهم على النظام التكتيكي، الذي نعتمده. اتفقت مع المسؤولين على عقد لمدة سنتين قابلة للتجديد لسنتين، لإعادة الفريق إلى القسم الأول. الكوكب لديه قاعدة جماهيرية كبيرة وألقاب ويمثل مدينة عالمية، بها ملعب جيد، لذا يجب أن يعود في أسرع وقت إلى القسم الأول. أسخر تجربتي لمدة تفوق 32 سنة، لمساعدة الفريق. النتائج تسير بشكل جيد، رغم أن هذا القسم صعب، ننافس فرقا تاريخية ومرجعية تريد العودة إلى سابق عهدها، مثل النادي المكناسي والنادي القنيطري، إضافة إلى أمل تزنيت الذي صعد مرتين ويريد تحقيق صعود ثالث، ولديه فريق جيد، كما هو الشأن بالنسبة إلى الوداد السرغيني، فهناك خمسة فرق تنافس على الصعود، وهي مهمة صعبة، وأتمنى المواصلة بالإيقاع ذاته، وآمل أن يظل الجانب المالي مستقرا كما كان الشأن في الشهرين الأولين، لأنه في الفترة الأخيرة، لوحظ بعض التأخير في تسليم المستحقات للاعبين. كيف ستتعاملون مع الميركاتو الشتوي لتقوية الصفوف؟ التعاقدات يجب أن تكون ذكية ومعقلنة. ليس لدينا خصاص كبير، نملك مجموعة متكاملة بنسبة 80 %. نحن بحاجة لخمسة أو ستة لاعبين لسد أماكن الخصاص، ويجب أن نجد لاعبين لديهم التنافسية، يلعبون مع فرقهم، وهنا تكمن الصعوبة في الانتقالات الشتوية. في بداية الموسم لم يكن لدينا الوقت لإبرام تعاقدات كثيرة، اتجهنا نحو أبناء الكوكب، فنواة الفريق من المراكشيين، وهي مسألة نادرة في المغرب، أن تجد فريقا يلعب ب 80 % من أبناء المدينة. استغرب عديدون عودتك إلى الهواة؟ كان صعبا قرار العودة إلى الهواة، بعد أن قطعت مسارا طويلا من أجل الوصول إلى القسم الأول. فكرت طويلا، غير أن مكانة الكوكب والمدينة وقيمة المشروع، ووجود ملعب جيد، إضافة إلى المسيرين الذين لهم تجربة كبيرة، كلها أمور جعلتني أقبل بركوب المغامرة، رغم معارضة أفراد من عائلتي، سيما أنني توصلت بعروض من القسم الاحترافي. وبمجرد أن اتفقت مع مسؤولي الكوكب توصلت بعرض من القسم الأول، غير أنني كنت "عطيت الكلمة"، ولا مجال للتراجع، وأتمنى أن يسير المشروع وفق ما هو مخطط له سلفا، حتى أتمكن من المواصلة، سيما من الناحية المادية التي عانيت بسببها في السنوات التي قضيتها سابقا في أقسام الهواة. غادرت القسم الأول إلى الهواة في حين حضر مدربون أجانب إلى القسم الأول، ما تعليقك؟ أتفاجأ بتعاقد بعض الفرق مع مدربين غير معروفين، في حين يفترض التعاقد مع مدربين أجانب بأسماء معروفة، ولهم رصيد معرفي وتجارب غنية، مثلا أن يكون المدرب أشرف على منتخب بلاده، أو فاز بلقب في السنوات الأخيرة. أنا لست ضد الأجنبي إذا كان سيفيد الكرة المغربية، غير أن هناك من يستقدم أطرا غير معروفة، رغم وجود أطر وطنية في المستوى، أبانت أن لديها إمكانيات كبيرة. يجب الاستفادة من درس وليد الركراكي مع المنتخب. ماهي الخلاصات التي يمكن الخروج بها من تجربة الركراكي؟ يمكن أن ننجح، بتوفير الظروف المناسبة وإعطاء الثقة للإطار الوطني، والدليل ما قدمه وليد الركراكي في فترة وجيزة، وتحقيق إنجاز تاريخي لن نعرف قيمته إلا مع مرور السنين. كان الوصول إلى نصف نهاية المونديال حلما، واليوم بات حقيقة بفضل إطار وطني شاب شرف كرة القدم المغربية والعربية والافريقية، لذا على المسؤولين أن يمنحوا الثقة للإطار الوطني، كما أتمنى أن تمنح الجامعة للمدربين فرصة ثانية للاشتغال في القسم نفسه خلال الموسم الواحد، عوض فرصة واحدة. الركراكي تميز بأسلوب لعب مختلف، كيف يمكن للأطر الوطنية أن تستفيد منه ؟ ممكن، فالنهج الذي اعتمده الركراكي كان الأسلوب الأنسب ضد الفرق القوية التي تتوفر على تجربة أكبر، ولاعبين في دوريات كبرى، أسلوب الدفاع بشكل جيد، واللعب على المرتدات، لأن التكتيك المعتمد في كل مباراة، يتغير حسب أسلوب وقوة الخصم، إذا كان متمرسا، تعطيه فرصة صناعة اللعب، وتنتظره، من خلال الدفاع بشكل جيد والهجوم بشكل فعال، مع استغلال المساحات التي يتركها المنافس. يبدو أن أسلوب لعب الركراكي غير العديد من المفاهيم، ما رأيك ؟ في النسختين الأخيرتين من كاس العالم، ظهر أن الفرق التي تعتمد اللعب الهجومي، لم تكن موفقة، بل أصبح أسلوب الانتظار والهجمة المرتدة السريعة، والبحث عن المساحات، هو الأنجع، إذ تختار فرق كثيرة ترك الكرة للمنافس من أجل أن يمنحها مساحة في ظهر دفاعه. وأعتقد أن قوة الخصم، هي ما يحدد التكتيك المناسب، لا يجب البحث عن الفرجة بل عن النتيجة، ففي أسلوب الهجوم المنظم يكون هناك تأخر في الوصول إلى المرمى، إذ يتم لمس الكرة من قبل لاعبين كثر، بينما الآن من لمسات قليلة، تصل إلى المرمى، في وقت اختلال توازن المنافس. كما لوحظ أن كأس العالم الأخيرة، شهدت حضورا بدنيا قويا وإيقاعا مرتفعا، ويجب علينا الاستفادة من الدروس، وأعتقد أن الأسلوب الذي نهجه وليد فرضته قوة المنافس، وطبقه بشكل مثالي. لماذا غادرت الفريق؟ بعد أن قلت الثقة، ودخل الشك، وقعت مشاكل جعلتني أتخذ قرار المغادرة، بعد أن اطمأننت على الفريق الذي كان يحتل الرتبة السادسة، ولم تبق سوى مباريات قليلة، كي يضمن البقاء وإنهاء الموسم في رتبة آمنة وسط الترتيب. قررت الخروج في هدوء، بسبب كثرة التدخلات والقيل والقال، غير أن علاقتي مع المحبين وأعضاء المكتب المسير، بعد 12 سنة من العمل، لازالت مبنية على الاحترام، وأحظى بمكانة خاصة لديهم، فهم لم ينسوا التضحيات التي قدمتها للفريق والتي عايشوها، فقط كان هناك بعض الفتور في علاقتي مع رئيس الفريق، بسبب عدم توصلي بمستحقاتي، لأنني كنت أعطي الأولوية للاعبين، إلى أن تراكمت مستحقاتي، وعند مغادرتي أخذت الجزء القليل منها، لذا كنت أطالب بها. هل انقطع حبل التواصل مع الرئيس؟ اتصل بي مرة أو مرتين، وفي بعض الأحيان لم يكن يرد على مكالماتي، أظن أنه ليس لديه جواب بخصوص مستحقاتي، في حين أود الحصول عليها دون اللجوء إلى النزاعات، حفاظا على الصورة الجيدة التي أحتفظ بها عن الفريق، حتى تبقى تجربة مثالية. هناك بعض الوعود وأنا أنتظر، وأتمنى حظا سعيدا للفريق والأطر التي تشتغل به، فإن طالبت بمستحقاتي والتي ليست بالمبالغ الطائلة، لا أهدف إلى التشويش، فمبادئي معروفة. العودة للبطولة الوطنية، كانت على إيقاع المشاكل، ما تعليقك؟ فعلا، تحاول الجامعة مشكورة توفير الظروف الملائمة، لكن للأسف أن تسمع إضرابات عن التداريب في القسمين الأول والثاني، وفرقا لا تتوفر على مصاريف التنقل لإجراء المباريات، يبقى شيئا مخيبا للآمال، لا يمكن أن نعطي المثال في المونديال، ونسمع إضرابات ونزاعات مع اللاعبين في بطولتنا. الجامعة أعلنت أنها ستراقب ميزانيات الفرق والضمانات المالية، وأعتقد أن هذا الجانب ساهم في تدهور حال فرق كبيرة، لذا بالنسبة إلي، المسؤول الذي لا يقدر على جلب موارد مالية وفق برنامج وليس بمنطق "مول الشكارة"، يجب أن يرحل "أو يحط السوارت"، فالمفروض في المسؤول، هو العمل على جلب الموارد المادية. البطولة الوطنية تحتل الصفوف الأولى إفريقيا، بمجهود الفرق التي تحافظ على استقرارها المادي والتقني كالوداد ونهضة بركان، وهناك ستة فرق تحاول رفع الإيقاع، والباقي كله يعاني المشاكل. نسمع أن علاقتك بفريقك السابق شباب السوالم، أصبحت متشنجة، ما حقيقة الأمر؟ الفترة التي قضيتها مع الفريق كانت مهمة في مساري، بعد فترة اللعب مع الرجاء لمدة 18 سنة، والتي لن أنساها، إذ فزت خلالها ب 16 لقبا. كانت فترة ارتباطي بشباب السوالم طويلة ومرجعية وأصبح يضرب بها المثل، بعد الصعود من الهواة إلى القسم الأول، بالأداء والنتيجة، رغم أن البنية التحتية كانت متوسطة جدا، والموارد المالية محدودة جدا. نجحنا في مهمة تاريخية. أجرى الحوار: عادل بلقاضي(مراكش) في سطور الاسم الكامل: رضوان الحيمر تاريخ ومكان الميلاد: 23 أكتوبر 1973 بالبيضاء لاعب سابق للرجاء الرياضي الفرق التي دربها: شباب المحمدية وشباب السوالم ويوسفية برشيد يدرب الكوكب المراكشي منذ بداية الموسم الرياضي الجاري لعب للرجاء من 1993 إلى 2006 ألقابه: البطولة الوطنية (7 مرات) وكأس العرش (3 مرات) وعصبة أبطال إفريقيا (مرتان) وكأس أفروآسيوية (مرة واحدة) وكأس "السوبر" الإفريقي (مرة واحدة) وكأس الكنفدرالية الإفريقية (مرة واحدة) وكأس الأندية العربية (مرة واحدة)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

الوزارة تبحث عن مدير للرياضة

برشيد يعمق أزمة خنيفرة

مقالات ذات صلة