الرياضة

قطر 2022 … هل تعرض الأسود لظلم التحكيم؟

الموجه كشف مجموعة من المعطيات تؤكد فساد التحكيم بالاتحاد الدولي
ساهمت الأخطاء التحكيمية في خروج المنتخب الوطني من نصف نهاية مونديال قطر، واكتفائه بالرتبة الرابعة عالميا، بعد أن تعرض للظلم في مباراة نصف النهاية أمام فرنسا، وكرواتيا لحساب مباراة الترتيب.
وبعيدا عما إذا كانت هذه الأخطاء التحكيمية متعمدة أو عفوية، وتدخل في نظام اللعب، كما يقول البعض، فإن الكل أجمع على أن الأسود تعرضوا للظلم، وأن هناك أسبابا وعوامل أخرى، سيكشفها الخبير التحكيمي في هذا الملف، وارتباط ذلك بوجود لوبي بأمريكا الجنوبية وأوربا، يسيطر على لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم.

“لوبي” التحكيم

كشف محمد الموجه، الخبير في التحكيم، لـ «الصباح»، أن هناك «لوبي» يسيطر على التحكيم بـ «فيفا»، يتكون من مسؤولين باتحاد أمريكا الجنوبية وأوربا لكرة القدم، لا ينتبه إليه عشاق كرة القدم العالمية عادة، وأنه نبه إليه في الكثير من المرات.
وأوضح الموجه أن الغرض الأساسي لهذا اللوبي، إحباط أي محاولة تألق للمنتخبات الخارجة عن منطقتي أوربا وأمريكا الجنوبية، وأن لديه العديد من الأدلة على هذا الكلام، في مقدمتها اختيار سبعة حكام من أمريكا الجنوبية المكونة من عشر دول فقط، وستة من إفريقيا المكونة من 54 دولة، وأن الحكام الأفارقة أداروا ست مباريات فقط، في الوقت الذي أدار فيه الحكم البرازيلي سامبايو أربع مباريات لوحده، أما الحكمة الرواندية فلم تدر أي مباراة.

حكام أفارقة

أبدى الموجه استغرابه من اختيار الاتحاد الدولي لحكام أفارقة، يتميزون بمستوى ضعيف بشهادة جميع المتتبعين، ويتعلق الأمر بغاساما وسيكازوي، الذي كان وراء العديد من الفضائح التحكيمية بإفريقيا، مشيرا إلى أن اختيارهم كان متعمدا، من قبل اللوبي المذكور، ليظهروا للعالم أن الحكام الأفارقة ضعاف المستوى، وأن حكام أوربا وأمريكا الجنوبية هم المسيطرون.
وأضاف الموجه أن المسؤولين المغاربة والأفارقة مطالبون بدخول دواليب التسيير في لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم، للدفاع عن مصالح المنتخبات الإفريقية، من هذا اللوبي الذي يتحكم في دواليب اللعبة منذ عقود، لمنع تتويج أي منتخب آخر من خارج أوربا أو أمريكا.
واعتبر الموجه صمت الإيطالي كولينا، رئيس لجنة التحكيم، عن الأخطاء التحكيمية التي وقعت في مباراة المغرب، وبعض المباريات الأخرى، كان بسبب تواطئه مع الاتحاد الدولي، إضافة إلى أنه سيكون أول المتهمين باختيار حكام ضعاف المستوى في المونديال.

تاريخ المونديال

بالرجوع إلى تاريخ المونديال، يتضح أن ثلاثة منتخبات فقط بلغت نصف نهائي المونديال، من خارج اتحادي أوربا وأمريكا الجنوبية لكرة القدم، ويتعلق الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية في مونديال 1930، وكوريا الجنوبية في 2002، علما أنها كانت البلد المنظم، والمغرب في 2022.
ويقول الموجه، بخصوص هذه المسألة، إن الاتحاد الدولي لم يستسغ بلوغ المنتخب الوطني نصف النهاية، ولم يكن يعتقد ذلك حتى من باب التكهن، بحكم أنه اعتقد في الوهلة الأولى أن الأسود سيخرجون من دور المجموعات، غير أن ذلك لم يكن، وبعد مواجهته لمنتخب إسبانيا، ظن أنه منتخب قوي ولا يمكن المغرب تجاوزه، والشيء نفسه في مباراة ربع النهائي أمام البرتغال، وكان عليه أن يتدخل لإيقاف زحف الأسود نحو النهائي عن طريق التحكيم.

“مؤامرة” ضد الأسود

وأكد الخبير التحكيمي أن الجميع تابع كيف حرم الحكم المكسيكي المغرب من ضربتي جزاء في مباراة فرنسا، بشهادة العالم، إذ أنه ارتكب ظلما واضحا في حق الأسود، من خلال حرمانه من ضربة جزاء بوفال، الذي قام بعد ذلك بتوجيه إنذار إليه، لمنعه من اللعب براحة، سيما أنه شكل مصدر قلق للدفاع الفرنسي، وكذلك في مباراة الترتيب أمام كرواتيا، التي لم يمنح فيها الحكم القطري ضربة جزاء للنصيري، رغم أن اللاعب الكرواتي منعه من الارتقاء، علما أنه يعرف قوته في الضربات الرأسية.
وأضاف المتحدث ذاته أن هناك معطيات تفيد بوجود مؤامرة في مباراة فرنسا، وكشفتها تقنية «الفار»، التي لم تتدخل لا في نصف النهاية أو في الترتيب، إذ لا يعقل ألا يرجع فيه إلى حكام «الفار» للتأكد من اللقطة وتحليلها، علما أن المغرب عاش السيناريو ذاته في مونديال روسيا، عندما لم يتدخل في مباراتي البرتغال وإسبانيا.

مشكل الجهوية

تطرق الموجه إلى موضوع دقيق في تعيين حكام مباريات المونديال، يتعلق بالأخذ بعين الاعتبار، الجهوية في تعيينهم، إذ أن لجنة التحكيم في الاتحاد الدولي، تحرص على عدم تعيين حكم لإدارة مباراة أحد طرفيها ينتمي إلى القارة التي يتحدر منها.
وأوضح المتحدث بهذا الصدد، أن مونديال قطر عرف تعيين حكام أوربيين في مباريات أحد طرفيها منتخب أوربي، والدليل على ذلك مباراة الأرجنتين وهولندا، والمباراة النهائية التي عين فيها الحكم البولوني سيمون مارسينياك، رغم وجود فرنسا في النهائي، رغم أن الحكم الأمريكي من أصل مغربي إسماعيل الفتح، كان الأولى بإدارتها، أولا أنه أخذ أعلى تنقيط في المباراتين اللتين أدارهما من قبل بـ 9.6 على 10 ولأنه ينتمي إلى اتحاد أمريكا الشمالية.
وختم الموجه كلامه، بأن التحكيم أفسد فرحة المغاربة والأفارقة والعالم بتحقيق إنجاز غير مسبوق، وأخرج اللاعبين عن سيطرتهم في مباراة الترتيب، إذ لم يسبق لأحد أن رأى أشرف حكيمي وزملاءه يحتجون إلى تلك الدرجة على الحكم القطري.

إنجاز: صلاح الدين محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.