«العائلة»… كواليس من قلب البعثة

خفة دم بنمحمود وقفشات اللاعبين وأمهاتهم وتفاصيل صنعت الاستثناء المغربي بقطر عاش المنتخب الوطني مونديالا استثنائيا بكل المقاييس، بعدما قدم أداء مبهرا خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم بقطر 2022. ولم يقتصر الحضور القوي للمنتخب على مستوى النتائج فحسب، وإنما تعدى ذلك إلى إشعاع اسم المغرب رياضيا ودبلوماسيا، الأمر الذي جعل العديد من المتتبعين والمحللين الرياضيين يتحدثون عن المغرب، كما لو أنه الفائز الحقيقي بالمونديال. عاش المنتخب الوطني أجواء داخلية مثالية، خاصة في ما يتعلق بالانسجام التام بين جميع مكوناته، كما سيطر المرح على مستودع ملابس الأسود، الذي غالبا ما شكل نقطة سوداء في السنوات الأخيرة. روح الانتصار سيطرت روح الانتصار والرغبة في تشريف المنتخب الوطني على معنويات اللاعبين، إلى حد أنهم تحدوا إصاباتهم بشتى الطرق، حتى يكونوا حاضرين في المباريات. وظهرت معنويات اللاعبين العالية ونديتهم داخل رقعة الميدان وإصرارهم على حصد الانتصارات، بغض النظر عن قوة المنافسين. وما ساعد على ذلك وجود وليد الركراكي، ناخبا وطنيا، الذي نجح في لم شمل اللاعبين على كلمة واحدة، وهي «قميص المنتخب فوق كل اعتبار»، ووطد علاقته بجميع اللاعبين، خاصة أولئك، الذين كانوا مغضوبا عليهم من قبل الناخب الوطني السابق وحيد خاليلوزيتش، فضلا عن حسن تواصله مع محيطه، كما مع الصحافيين، ما خلق جوا استثنائيا وانسجاما كبيرا في مستودع الملابس. وكان بديهيا أن يظهر المنتخب المغربي بوجه مختلف، بفضل روح المجموعة والقتالية في كسب النزالات الثنائية، حتى وهو يلعب أمام كرواتيا وبلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا. انسجام اللاعبين من الأشياء التي تظهر الانسجام الكبير بين اللاعبين والمدرب أثناء التداريب، قيام حكيم زياش بتمرير الكرة بين قدمي مدربه وليد التداريب، ما أثار موجة من الضحك في صفوف اللاعبين، فيما حاول الركراكي مطاردة نجم تشيلسي الإنجليزي للإمساك به، قبل أن يلتفت إلى المصورين لمطالبتهم بعدم توثيق «القنطرة»، في أجواء تنم عن مدى ارتياح وانسجام اللاعبين ومدربهم. كانت التداريب فرصة للاعبين لتقاسم أجواء الارتياح والتعبير عن ذلك بعبارة «أوهو»، التي يفضل اللاعبون ترديدها في ما بينهم بين حين وآخر، لإظهار سعادتهم وارتياحهم. هذا هو "السبع" يستغل بعض لاعبي المنتخب الوطني مرور زملائهم بالمنطقة المختلطة لإعطاء التصريحات، للهمس في آدائهم، إطراء وتشجيعا، كما حدث مع يوسف النصيري، الذي استغل مرور عبد الرزاق حمد الله على إحدى القنوات المغربية، ليصيح في أذنه «السبع»، ليرد عليه مهاجم الاتحاد السعودي «أنت هو السبع»، ولعل هذه الواقعة تؤكد بشكل ملحوظ مدى انسجام المهاجمين المغربيين. أما سليم أملاح، فكان أكثر اللاعبين استهدافا من قبل زملائه، أثناء مروره بالمنطقة المختلطة، دون أن نستحضر مستملحات حكيم زياش وعفوية وليد شديرة وبلال الخنوس ويوسف النصيري، فيما كان رومان سايس أكثر اتزانا وهدوءا، وهو يدلي بتصريحاته إلى مختلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. سايس والصابري كان رومان سايس قائدا حقيقيا للمنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، فإضافة إلى توجيه زملائه بأرضية الميدان، حرص على مطالبتهم بالتوجه إلى الجماهير المغربية، لتحيتها بعد كل انتصار للأسود. وعندما احتسب الاتحاد الدولي لكرة القدم الهدف الأول أمام بلجيكا باسمه، تدخل وطلب من «فيفا» تسجيله باسم زميله عبد الحميد الصابري، علما أن اللجنة المختصة اعتبرت أن سايس من لمس الكرة قبل دخولها إلى مرمى تيبو كورتوا، تعبيرا عن روح قيادية عالية، حتى ولو تطلب الأمر عدم استفادته من الهدف الأغلى قيمة في مباريات الكرة، وهو ما يؤكد أن روح المجموعة والتآزر والتآخي سر تألق المنتخب الوطني في مونديال قطر. قفشات بنمحمود تميز رشيد بنمحمود، المدرب المساعد للمنتخب الوطني، بروحه المرحة وخفة دمه، سواء في التداريب أو مستودع الملابس، إما ممازحا حكيم زياش وعبد الصمد الزلزولي أو تبادل القفشات بين باقي اللاعبين، في محاولة منه لتخفيف الضغط عن اللاعبين، قبل كل مباراة، وهو ما يؤكد صفاء الأجواء بالمنتخب ومحيطه. أما في دكة البدلاء، فيظهر بنمحمود أكثر جدية في تعامله مع معطيات المباريات، كما يتدخل بحزم للاحتجاج على الحكم، او توجيه اللاعبين، بتنسيق تام بينه وبين المدرب وليد الركراكي. أجواء عائلية ولاحظت «الصباح» أثناء زيارة طاقمها إلى مقر إقامة العائلات بالدوحة، أن الأمهات يحفظن عن ظهر قلب شعارات والأناشيد المتعلقة بالمنتخب الوطني، ولم يترددن، وهن يلتقطن صورة جماعية، في ترديد «سير...سير» و»اللي ما تبوجا ما شي مغربي» و»جيبوها ياولاد» وغيرها من الشعارات، التي صدحت في ملاعب المونديال. ورغم كل ما قدمته العائلات إلى فلذات أكبادها بالمونديال، إلا أن الأمهات أجمعن على أنهن لم يقدمن أي شيء سوى الدعاء لأبنائهن، من أجل النصر والتمكين. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد الصباح إلى قطر)

«العائلة»… كواليس من قلب البعثة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوطهير مدربا لليوسفية

إنجاز الأسود... حلم قارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات