تفاصيل ختام تاريخي

العالم ودع المونديال بأبهى صورة وفرنسا تنحني لراقصي «التانغو» في أمسية العمر اختتم مونديال قطر بحفل شد إليه الأنظار، وبنهائي مثير بين المنتخبين الأرجنتيني والفرنسي، أول أمس (الأحد) بملعب لوسيل في الدوحة. مسك ختام انتهى على إيقاع إشادة عالمية ومجد أسطوري، لما حققته قطر، من إبداع ونجاحات أبهرت العالم في أقل من 29 يوما فقط. الدوحة، التي استعدت لحدث المونديال ل12 سنة، وبذلت المزيد من الجهد والعمل المضني، كما أنفقت الكثير من المال، نجحت في كسب التحدي، وقامت بما عجزت عنه دول لها باع في تنظيم مثل هذه التظاهرات العالمية. وما شاهده العالم من إبهار ونجاح على كافة المستويات سيصبح مفخرة للعالم وللعرب، تحديدا، لأن قطر أخرست ألسنة منتقديها، وأثبتت أن دولا صغيرة في منطقة الشرق الأوسط، قادرة على تحقيق مثل هذه الأحلام، التي ظلت مستعصية، وشبه مستحيلة على الدول الصغيرة أو الفقيرة، أو حتى تلك السائرة في طريق النمو. حفل مبهر كان حفل الاختتام نموذجيا، رغم بساطته، وكانت 15 دقيقة كافية، كي تبرز اجتماع العالم بأسره على مدى 29 يوما من منافسات المونديال، في أمسية احتفت بالشعر والموسيقى. هي أمسية العمر، كما أسمتها قطر، قدمت فيها توليفة موسيقية من الأغاني الرسمية للمونديال، التي أبدع فيها الفنان والمنتج العالمي والمغربي ريدوان، قبل أن يقدمها أمام الجماهير في حفل الاختتام بملعب لوسيل بحضور الشيح تميم بن حمد ال ثاني، أمير دولة قطر. كما شهد الحفل لوحات فنية نقلت جوانب من التراث الفني للمنطقة، وأغاني سبقت مباراة الأرجنتين وفرنسا، وأبدع فيها الفنانان دافيدو وعائشة "هيا هيا"، فيما أدى أوزونا وجيمس أغنية «أرحبو»، كما تألق الفريق النسائي في أداء أغنية "لايت ذا سكاي"، والمتكون من نورة فتحي وبلقيس ورحيمة رياض ومنال، وعرض راقص على أنغام الموسيقى في أجواء احتفالية وتفاعل وحماس في المدرجات، قبل أن يغادر الفنانون بساط الملعب، وسط تصفيقات أزيد من 80 ألف متفرج. وتميز حفل الختام بحضور العديد من مشاهير الرياضة والفن، ضمنهم الممثلة الهندية ديبيكا بادوكون، التي حلت بالدوحة، خصيصا لترفع الغطاء عن كأس العالم. نهائي الحلم اتجهت أنظار العالم، ومعه جماهير المونديال إلى ملعب لوسيل، أول أمس (الأحد)، لمتابعة نهائي الأرجنتين وفرنسا، بعد شهر كامل من الإثارة والندية والتنافس الشريف والمتعة الكروية، التي احتضنتها الملاعب الثمانية للمونديال. استيقظت الدوحة على إيقاع صخب الجماهير الأرجنتينية والفرنسية، ممن توجهت مبكرا إلى الملعب، تلبية لتوصية الجهة المنظمة. ولأن النهائي تزامن مع عيد وطني لقطر، أغلقت المتاجر والمحلات التجارية، لفتح المجال لجماهير الكرة، كي تودع المونديال في أبهى صورة. قبل أربع ساعات من انطلاق النهائي، توافدت الجماهير الأرجنتينية، تحديدا، على ميترو الأنفاق، وشلت الحركة تماما بسبب الازدحام، وكاد أطفال ونساء يتعرضون لإغماءات، دون أن يمنع ذلك من الهتاف باسم ميسي، فالأرجنتينيون يريدون التتويج بلقب المونديال، للمرة الثالثة في تاريخهم، ولم يظفروا به منذ جيل دييغو مارادونا في نسخة مكسيك 1986. أما الفرنسيون، فبحثوا عن اللقب الثاني تواليا والثالث في تاريخهم، إلا أنهم اصطدموا بحنكة ليونيل ميسي وإصراره على التوهج والتربع على عرش العالم. سحر ميسي واصل ليونيل ميسي إمتاع الجماهير في أمسية رائعة بسط فيها المنتخب الأرجنتيني هيمنته، وصدحت حناجرها بأصوات وأناشيد محفزة ل"التانغو" والتغني ب"ميسي...ميسي". وبدا جليا أن جمهور الأرجنتين كان أكثر عددا من مناصري "الديكة"، ليس فقط، لكثرة الوافدين من الأرجنتين، وإنما لوجود العديد من المشجعين المهووسين بميسي في قطر، وضمنهم هنود وباكستانيون وأتراك. فاجأ منتخب فرنسا جماهير المونديال بأدائه الباهت في الجولة الأولى، التي بدا فيها غير قادر على مجاراة إيقاع الأرجنتين، حتى أن أحد الصحافيين علق ذلك بقوله "كيف تأهل هذا المنتخب إلى المباراة النهائية على حساب المغرب". ولأن "الديكة" منتخب متمرس خبر جزئيات الكرة وتفاصيلها الصغيرة، التي تقلب موازين القوة في أي لحظة، نجح في إرباك حسابات الأرجنتين في ربع ساعة الأخير، ويرغم زملاء ليونيل ميسي لمراجعة الأوراق، قبل فوات الأوان. مبابي يرد نجح كيليان مبابي في إعادة فرنسا إلى المباراة من جديد في مناسبتين، ليعدل النتيجة وسط دهشة أنصار "التانغو"، الذين وقفوا مشدوهين لانتفاضة "الديكة" غير المتوقعة. اشتعلت المدرجات حرارة، وكادت دكة بدلاء منتخب فرنسا أن تصاب بالجنون، لحظة تسجيل مبابي الهدف الثاني في مرمى الأرجنتين. ارتفعت أصوات المعلقين عن المباراة بمنصة الصحافيين، فهناك من يصيح بأعلى صوته، وهو يسرد تفاصيل إبداعات ميسي، وآخرون يتركون الميكروفونات ليمسكوا برؤوسهم، كلما أهدر أحد المنتخبين فرصة التسجيل، فيما انقسم البعض بين مشجعين للديكة، وآخرين يؤازرون "التانغو"، إلا أن الجميع وقف مشدوها لإبداعات الجماهير بالمدرجات واللوحات الفنية، التي أبدع فيها اللاعبون داخل رقعة الميدان، طيلة 120 دقيقة، ليحتكم المنتخبان إلى الضربات الترجيحية، التي حبست أنفاس العالم، والتي ابتسمت لميسي للمرة الثانية بمونديال قطر، بعد الأولى أمام هولندا. البشت القطري خطف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الأضواء خلال مراسيم توزيع الجوائز وتسليم كأس العالم، أول أمس (الأحد)، في ملعب لوسيل. فبعد تألقه نجما ساطعا في مونديال استثنائي، توشح ميسي بالبشت القطري، الذي أهداه إياه الشيخ تميم أمير قطر، لحظة وقوفه على منصة التتويج لرفع الكأس، وسط فرحة هيستيرية لأفضل لاعب في العالم، وباقي زملائه، والجماهير الأرجنتينية، التي تغنت بالفوز التاريخي، بالملعب وخارجه. وانطلقت الأفراح لتعم المدرجات ومستودع الملابس، ومرورا بالطريق المؤدي إلى محطة ميترو الأنفاق، وانتهاء بمعظم فضاءات الدوحة. كانت ليلة استثنائية، تلك التي عاشها عشاق "التانغو" في الدوحة، ليس فقط لأن ميسي كسب رهان المونديال، وإنما للأداء المبهر، الذي قدمه لاعبو المنتخبين في نهائي الحلم. شكرا قطر غادر الجميع ملعب لوسيل، ولسان حالهم يقول إن العالم سيتذكر قطر وروعة تنظيمها لأكبر حدث كروي بكل المقاييس. وسيبقى هذا البلد الصغير مساحة، خالدا في أذهان عشاق المستديرة، لما عاينوه طيلة منافسات المونديال من كرم الضيافة وقدرة على تثبيت الأمن والأمان في مختلف أرجاء الدوحة. أما ملاعبها، فتلك حكاية أخرى قوامها التميز والتفرد والإبهار في كل شيء. هكذا غيرت قطر النظرة الظالمة، التي استهدفتها قبل انطلاق المونديال، لتؤكد أنها جديرة بتقديم رسالة للعالم، متشبعة بالإنسانية والروح الرياضية وتعايش الثقافات والديانات في مونديال ستتذكره البشرية لعقود وسنوات. شكرا قطر، لأنك قدمت مونديالا مبهرا ونظيفا في كل شيء. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير: عبد المجيد بزيوات (موفدا "الصباح" إلى قطر)

تفاصيل ختام تاريخي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مليار‭ ‬دولار‭ ‬لدعم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬

احتقان قطاع الصيد يصل البرلمان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات