الحكومة تدرس قرارإلغاء الاعتراف بجمهورية الوهم شكل إعلان حكومة الأوروغواي، استعدادها لإلغاء اعترافها رسميا بـجمهورية الوهم، ضربة موجعة لخصوم الوحدة الترابية، وتعزيزا لجهود الدبلوماسية المغربية، من أجل طرد الكيان الوهمي من بلدان أمريكا اللاتينية. وأفادت صحيفة "الأوبرسورفر" الأوروغوايانية، في مقال تحت عنوان "الحكومة تجمد الارتباط بالجمهورية الصحراوية، وتتخذ إجراءات لتعميق العلاقات مع المغرب"، أن الحكومة عازمة على تعميق العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع المغرب، وهو ما يتطلب بالضرورة، إلغاء أو تعليق العلاقات مع "بوليساريو". ويأتي الإعلان عن هذا الموقف الإيجابي من ملف الوحدة الترابية، في إطار الجهود التي تبذلها الدبلوماسية المغربية الرسمية والموازية، والتي توجت بسحب عدد من الدول اعترافها بالكيان الوهمي، وفتح بعضها قنصليات في الأقاليم الجنوبية. وعرفت العلاقات بين المغرب والأوروغواي في السنوات الأخيرة تكثيف الزيارات، وتبادل المشاورات، حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، ولعبت فيها الدبلوماسية البرلمانية دورا مهما، توجت باستقبال لويس لاكايي، رئيس جمهورية الأوروغواي، للنعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، خلال زيارة عمل قام بها على رأس وفد برلماني الصيف الماضي. وأشاد رئيس الجمهورية بالمكانة الإستراتيجية التي يتمتع بها المغرب في محيطه الاقليمي والقاري، وإرادة بلاده تذليل كل العقبات، مؤكدا أن كل الظروف والمقومات متوفرة اليوم للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين البلدين في مختلف المجالات إلى أفضل المستويات. وتوجت زيارة وفد مجلس المستشارين بتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين، وإحداث لجنتي الصداقة المشتركة، وبحث آليات شراكة بين الطرفين. وأكد ميارة في تصريحات سابقة عقب الزيارة، أن رئيس الأوروغواي متفهم جدا للقضايا السياسية المغربية، خاصة المتعلقة بالوحدة الترابية، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على خطة عمل تروم تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية، وهو ما سيكون له الأثر الإيجابي على القضايا الكبرى التي ما فتئ يدافع عنها المغاربة. وخلال بداية الشهر الجاري، قام وفد برلماني من الأوروغواي، برئاسة خورخي أوزفالدو غانديني، نائب رئيس مجلس الشيوخ، ومسؤولون حكوميون ورجال أعمال بزيارة إلى المغرب، استغرقت أسبوعا كاملا، خصصت لبحث واقع العلاقات الثنائية وسبل الارتقاء بها في مختلف المجالات. وأعرب رئيس مجلس المستشارين عن أمله في أن تسهم زيارة وفد مجلس الشيوخ الأوروغواياني، في تجاوز العراقيل التي تواجه العلاقات الثنائية، في ضوء استمرار الأوروغواي في الاعتراف بالكيان الوهمي، معبرا عن أمله في أن يشكل إلغاء ما يسمى "لجنة الصداقة مع جبهة بوليساريو"، الذي اتخذه مجلس الشيوخ، وتشكيل مجموعة الصداقة مع المملكة المغربية، بداية حقيقية لتكريس الثقة المتبادلة وقاعدة أساسية للشروع في مسار طموح للعمل المشترك، من أجل غد أفضل للعلاقات الثنائية. برحو بوزياني