غياب رؤية لتسوية ملفات متعلقة بتسلم عقارات من أصحابها والتعويض عليها تواجه برامج ومشاريع مدرجة في إطار مخطط تنمية البيضاء، الموقعة عقوده واتفاقياته أمام جلالة الملك في أكتوبر 2014، خطر التوقف، بسبب التأخر في تسوية الوضعية القانونية لعقارات وأراض شيدت فوقها. وتسلمت الجماعة مشاريع جاهزة بين 2019 و2021، وانطلق العمل بها، وفتح بعضها أمام العموم والمواطنين، قبل التأكد من إنجاز اتفاقات مع أصحاب العقارات يعطون بموجبها الإذن بالاستغلال القانوني الكامل، دون مشاكل في المستقبل، تؤثر على عقود كراء محلات تجارية، أو مرافق تابعة للمشاريع نفسها. وشيد مشروع كورنيش عين الذئاب، على سبيل المثال، فوق عقار تشترك في ملكيته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر (بين الباب 5 والباب 9) وبين مديرية الموانئ والملك العمومي البحري (ابتداء من الباب 5 إلى الباب 1 الذي يضم مقاهي ومطاعم ومرافق ترفيه). وانطلق العمل في هذا المشروع، الذي يهدف إلى إعادة تهيئة كورنيش عين الذئاب، وتثمين نزهة شارعه، وتهيئة شارع المحيط الأطلسي على طول 3.5 كيلومترات وكلف 100 مليون درهم، دون أخذ رأي المؤسستين العمومتين اللتين اعترضتا على ذلك، ولم تسمحا باستئناف الأشغال إلا بعد عقد عدد من الاجتماعات مع مسؤولي الجماعة، انتهت بإيجاد تسوية مؤقتة. وبالمنطقة نفسها، عرقل الاحتلال العمومي البحري المؤقت من قبل مقاه ومطاعم ومؤسسة بنكية، انطلاق أشغال مشروع الكورنيش لـ115 يوما كاملا، لغياب التنسيق بين المسؤولين المكلفين بتنفيذ الأشغال، وبين أصحاب العقارات. وتكررت العملية نفسها في مشروع حديقة الجامعة العربية، الذي واجه عدة مشاكل في هدم بنايات ومقاه ومبان ومرافق كانت وسط هذا المرفق العمومي، واستمرت عمليات التسوية إلى ما بعد تاريخ انطلاق المشروع، واستمر إلى 2019، بينما سلم المشروع إلى الجماعة في ماي 2020. ورغم عملية التسليم، مازالت عقارات أخرى مندرجة في التصور الكبير لهذا الصرح البيئي الضخم وسط البيضاء، قيد التسوية، ويتعلق الأمر بـنواد رياضية مختلفة تسيرها جمعيات وطنية، ومبان تضم عمارات تابعة لمديرية المياه والغابات. وينطبق الوضع نفسه على مشاريع أخرى بالبيضاء، بعضها انتهت الأشغال فيه وسلم إلى صاحبة المشروع (الجماعة)، وآخر مازال قيد الإنجاز، لكن تجمع بينها النقطة المتعلقة بعدم التسوية النهائية للعقارات. وينسحب هذا الأمر على مشروع حديقة عين السبع (رسمان عقاريان خاصان لم يخضعا إلى التسوية)، ومشروع مسرح البيضاء الكبير (عدم تسوية أرض تابعة للأملاك المخزنية، وعدم تسوية ساحة محمد الخامس التي ضمت إلى المشروع). ومن بين المشاريع الأخرى التي تواجه المشكل نفسه، مشروع كورنيش عين السبع (عدة رسوم عقارية خاصة لم تخضع إلى التسوية)، ومشروع كورنيش دار بوعزة. يوسف الساكت