انتشار «الماحيا» والمخدرات بالحي الصفيحي جعل منه نقطة سوداء رغم المجهودات الأمنية المبذولة من قبل مختلف وحدات الأمن بتمارة من شرطة قضائية وفرقة حضرية ودوائر أمنية وأيضا فرقة محاربة العصابات المحدثة حديثا، إلا أن دوار "اجديد" الصفيحي، مازال يفرخ الخارجين عن القانون، وبات مسرحا للعديد من الجرائم في ظل التأخر الحاصل في إعادة إيواء قاطني دور الصفيح. إنجاز:عبدالحليم لعريبي-التصوير(عبدالمجيد بزيوات) هو دوار صفيحي يقبع وسط تمارة، اسمه دوار "اجديد" في الوثائق الإدارية، تحاصره العمارات من مختلف الواجهات. يعود إحداث هذا الدوار إلى عقود خلت، بعدما احتله نازحون من قبائل زعير وغيرها، لكنه ظل نقطة سوداء تعرف انتشارا لمختلف مظاهر الإجرام وتقتحمه عناصر الأمن بين الفينة والأخرى. "الماحيا" هذه النقطة السوداء تعرف انتشارا لمختلف مظاهر الإجرام، يأتي في مقدمتها تحصن مروجين للخمور المحلية "الماحيا" الذين اعتادوا على بيع هذا المشروب المحظور، فكلما أوقفت عناصر الشرطة القضائية أو الأمن العمومي والدوائر، المروجين يعوضهم آخرون في ممارسة نشاطهم الإجرامي. يستفيد هؤلاء المروجون من عقوبات حبسية مخففة بسبب التكييف القانوني لجريمة الاتجار في هذا المشروب المحلي، وكلما غادر هؤلاء المروجون الذين يطلق عليهم ب "الكرابة"، يعودون إلى نشاطهم المحظور، وساهمت هذه العودة في دفع العديد من المدمنين على التنقل إلى كاريان "دوار اجديد" من أحياء شعبية أخرى ودواوير بأحزمة البؤس بتمارة لاقتناء هذا المشروب. الكيف وطابا والشيرا هذا الدوار يؤوي العديد من الجانحين الذين يتاجرون في مختلف أصناف المخدرات من شيرا وأقراص مهلوسة وكيف وطابا...، هذه المعطيات ساهمت بشكل كبير في رفع عدد المبحوث عنهم من قبل المصالح الأمنية، بعدما يكشف الموقوفون بتهم الاستهلاك والحيازة للمخدرات بأنهم اقتنوا تلك الممنوعات من جانحين لهم سوابق في قضايا الاتجار بالمخدرات. وكلما عقد المسؤولون بالمنطقة الأمنية الصخيرات تمارة اجتماعات لمحاربة الجريمة، يضعون الجانحين المتحدرين من دوار الصهد على رأس المطلوبين لديهم، وباتت فرقة محاربة العصابات المحدثة قبل سنتين تصل إلى أوكار الجانحين، عدد منهم يحمل صفة العود. جرائم نوعية ظل هذا "الكريان" شاهدا طيلة العقود الماضية على جرائم نوعية هزته بين الفينة والأخرى، وكان مسرح مواجهات بين الجانحين القاطنين به وقوات مختلفة من الأمن، كما يداهمه الدرك القضائي والترابي على صعيد سرية تمارة بين الفينة والأخرى، كلما ذكر اسم متورط سواء بموجب مسطرة مرجعية أو غيرها. وظل سكان الدوار يحتفظون بالمجرم الشهير ب"الشجرة" المعروف بعدوانيته تجاه المواطنين وقوات الأمن، كما عرف الدوار ألقاب مجرمين آخرين، ظلوا يتحصنون به منذ سنوات طويلة، ضمنهم "ديسكو" الذي أطلقت عليه عناصر الأمن النار، بعدما حرض عليهم كلبا. بصمات هؤلاء المجرمين تركت سمعة سيئة لدوار "اجديد" بانتشار للجريمة والانحراف أثرت على القاطنين به، كما هو شأن دوار "بلمكي" المعروف بـ "جمايكا" حاليا. تعطيل الترحيل رغم أن دوار "اجديد" يعد من الأحياء الصفيحية التي تفرخ الجريمة، إلا أن العديد من الأسر سهرت على تربية أبنائها، وبعضهم تقلد مناصب مهمة في مصالح الدولة، لكن هذه الأسر مازالت تحلم بترحيلها إلى مشاريع السكن اللائق، بعدما تأخر القائمون على الشأن السكني بالمدينة في توفير مشاريع تحفظ للمستفيدين من إعادة الإيواء كرامتهم، لكن استمرار السكن في هذه المنطقة يزيد من متاعب القاطنين وجيرانهم. ويقول محمد، أحد القاطنين بجانب دوار "اجديد"، إن الأسر ترافق أبناءها يوميا حتى يستقلوا سيارات النقل المدرسي أو الحافلات أو سيارات الأجرة، لتفادي سرقتهم في الساعات الأولى من الصباح من قبل الجانحين الذين يتحدرون من هذا الدوار، مشيرا إلى أن الأمل القائم حاليا هو ترحيل سكان "الكاريان" إلى مناطق أخرى. هي أمان يحلم بها العديد من القاطنين بالدوار نفسه أو جيرانه، ليس أملا في الحصول على سكن لائق فحسب، بل لتشتيت الجانحين وذوي السوابق، ما سيساهم في القضاء نسبيا على الجريمة والقضاء على هذا الوكر. أمن العصابات يطوع المجرمين فطن القائمون على الشأن الأمني المحلي والجهوي، أن الوصفات المقدمة لمحاربة الجريمة تقتضي إحداث فرق أمنية مختصة في محاربة الجريمة، وظل هذا المقترح واردا إلى أن جرى تطبيقه فور وصول والي الأمن محمد الدخيسي إلى مديرية الشرطة القضائية، ليأمر في البداية بإحداث فرق لمحاربة العصابات على صعيد الأمن الإقليمي بسلا، وبعدها فاس، ثم تمارة والرباط، لتنتقل هذه الوصفة إلى مدن أخرى كالبيضاء ومراكش.