جثة أخرى بضاية الألفة

المكان تحول إلى كابوس أمام صمت مسؤولي البيضاء ومشروع منتزه تبخر مع السنوات اكتشف سكان بإقامات الفردوس بحي الألفة بالبيضاء، عصر أول أمس (السبت)، شيئا غريبا يطفو في ضاية الألفة تحت إطار خشبي كبير، ما دفع إلى استطلاع الأمر قبل أن يتبينوا أن الأمر يتعلق بجثة امرأة. ودفع الحادث إلى إبلاغ الشرطة والسلطة المحلية، اللتين حضرت عناصرهما إلى المكان قبل أن يحل به رجال الوقاية المدنية ، الذين تكلفوا بانتشال الجثة وإخراجها من الضاية المصنفة محمية بيئية، والتي تحولت إلى كابوس بعد توالي حوادث الغرق وتحولها إلى مكان لتخلص المجرمين من الجثث. أجرت عناصر الشرطة المداومة بدائرة الألفة المعاينة الأولية على جثة الضحية، كما التقطت لها صورا، قبل نقلها على متن سيارة إلى مصلحة الطب الشرعي مولاي التهامي من أجل إنجاز تقرير حولها والتعرف على أسباب الوفاة، إن كانت ناجمة عن غرق، أو أنها تحمل شبهة جنائية.وحسب المعلومات الأولية التي استقتها «الصباح»، فإنه جرى تحديد هوية الضحية، كما تم التعرف على ذويها، ويتعلق الأمر بشابة متزوجة تبلغ من العمر 32 سنة، ولها أبناء. وأوردت مصادر «الصباح» أن الضحية حلت بالمنطقة ضيفة عند أختها، قبل أن تختفي لتظهر جثة هامدة تطفو فوق المياه، غير بعيد عن الممر الفاصل بين حديقة عمالة الحي الحسني والضاية.ولم تحدد المصادر نفسها إن كان الأمر يتعلق بجريمة أم أنه انتحار او حادث عرضي ناجم عن انزلاق، مؤكدة أن الأبحاث تجري مع أفراد من عائلة الهالكة، لمعرفة أحوالها الصحية والنفسية وعلاقتها مع أسرتها، لكشف أسباب الحادث. وتحولت ضاية الألفة التي صنفت محمية بيئية، إلى كابوس حقيقي، يهدد سلامة السكان، سواء ما تعلق منها بالصحة أو بالأخطار المحدقة نتيجة تحولها إلى فضاء للغرق والانتحار والتخلص من جثث القتلى في جرائم تصفية الحسابات. ومنذ تشييد المركب السكني إقامات الفردوس وتعميره من قبل مقتنيي الشقق، ارتفعت حصيلة الضحايا الذين عثر عليهم بضاية الألفة، وتنوعت أسباب الوفاة بين القتل والغرق والانتحار.كما عرفت الضاية تلوثا بيئيا متزايدا، لم تفلح المصالح المختصة في الحد منه، وارتبط بمد قنوات عشوائية للصرف الصحي، وقناة أخرى قديمة تصب فيها وتحمل معها القاذورات، وهي القناة المشيدة منذ فيضانات 1996، ناهيك عن قناة جديدة ربطت بالضاية ومصدرها مسشروع مستشفى الشيخ زايد المحادي، إذ رغم احتجاجات السكان، بسبب التلوث وما يخلفه من روائح كريهة وتناسل الحشرات التي تقض مضجع السكان صيفا وتمنعهم من فتح النوافذ، ظل موقف السلطات هو الصمت وترك الأمور على حالها، مع تدخلات بسيطة كلما انتشرت الروائح الكريهة ووصل مداها مكاتب الموظفين بعمالة الحي الحسني المحادية.وكانت الضاية موضوع مشروع منتزه للطيور والألعاب وفق دفتر تحملات بين شركة عقارية ووزارة البيئة، في عهد العامل الأسبق الزبادي، وعقد في 2004 اجتماع حضره ممثلو الجمعيات المهتمة بالبيئة وممثلو الشركة العقارية، إذ التزمت الأخيرة، بأن تترك المجال البيئي فسيحا، وأن لا تمرر طرقا أو أزقة من جنبات الضاية، لحمايتها من التلوث، كما رصدت غلافا ماليا خاصا بالممرات وتسوير الضاية من جهة الإقامات، ووضع حينها «ماكيت» يحمل صورا رائعة لمستقبل الضاية المنتزه، إلا أن الماكيت اختفى وظهرت مع توالي الأيام الأخطار المحدقة والناجمة عن هذا الفضاء البيئي ذي مساحة تسعة هكتارات تغمرها المياه من كل جانب.المصطفى صفر

جثة أخرى بضاية الألفة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إجراءات جديدة لضبط سلوك البرلمانيين

اعتقال ثلاثة رجال أمن متورطين في رشوة

مقالات ذات صلة