الكوهن يحلل المجموعة الجديدة التي تناولت فيها كاتبتها قضايا المرأة صدر حديثا للكاتبة والقاصة آمال الحرفي مجموعة قصصية اختارت لها عنوان "عبور" عن منشورات الراصد الوطني للنشر، وبغلاف للتشكيلي عبد اللطيف العمراوي. وكتب الباحث أمين الكوهن معلقا على المجموعة الجديدة للحرفي قائلا " وحتى تكون وفية لتيمة ال"عبور"، عَبَرت من خلال عشر نصوص إلى بعض الفصول الصغيرة من الحياة، زاوجت فيها بين إطار قصصي وعبور نحو قصة أخرى، قطعت مسافات، مكانية أو زمنية، لاستحضار أحداثها وحتى بعض من جزئياتها، قد تكون متخيلة أو من عوالق الذاكرة". واعتبر الكوهن في ورقة نقدية خاصة بالمجموعة أن الحرفي تمتعت في هذه المجموعة بقدرة خاصة وظفتها في "تصفيف الكلمات وإعادة ترتيبها لتعطيك منتوجا مغريا، ويجعلك تغوص في تفاصيل يوميات حياة امرأة، عبر مجموعة من الأحداث التي احتاجتها المجموعة القصصية بتكثيف أفكار وتعابير ذات صياغات واضحة، قادرة على تبليغ المعنى، وهو ما نجحت فيه بامتياز". ويوضح المتحدث نفسه "فهي لا تعرض القصة بقدر ما عرضت القضايا الثاوية التي تحتاج إلى إعمال فكر وتدقيق. ولا يمكن لهذه النصوص إلا أن تحرضك على التفاعل معها وتجاوز حيادك المسبق، أمام الكثافة التي كتبت بها، ما يوضح القدرة الكبيرة للنصوص الصغيرة على استفزازنا، ويدعو إلى تناول بعض قضاياه، وعلى رأسها الحركة الدائرية التي اتبعتها في صياغة متنها". وتعكس المجموعة القصصية "عبور"، حسب الكوهن، أساسا قضايا المرأة، على الأقل من خلال مستويات متداخلة، نقلت من خلالها صور حول المرأة من المهد إلى الحياة بكثير من تفاصيلها وبعض من أحاسيسها المرهفة، وقد عبرت عنها برقي وسماحة نادرة. ويضيف الكوهن أن متابعة "عبور" لها امتدادات، حيث تجد في المجموعة القصصية لآمال الحرفي البدايات، بدايات مراحل عمرية أو حياة جديدة أي ما يسميه الانثربولوجيون (شعائر المرور)، فكان صيام أول يوم مع ما يقتضي ذلك من إثبات طفولي للتعبير عن رغبة في العبور إلى عالم الكبار، ثم العبور نحو عالم النساء ببدايات الدورة الشهرية، وعبور آخر نحو الزفاف وما يرافق ذلك من احتفاليات وطقوس بعضها بدأ يختفي... وأخيرا العبور إلى عالم الموت بأسئلته الوجودية، وما يرافقها من اعتصار الجوارح ويفتح باب الاستمرارية. هكذا يتحول ال"عبور"، وفقا للكوهن، "إلى وضعيات جديدة، وتبدأ مسؤوليات من نوع آخر "ثم عبور آخر نحو البنيات الذهنية من خلال الأمثال المغربية المستحضرة، إضافة إلى تمثلات لبعض حكاياتنا الشعبية، إذ المجموعة القصصية مليئة بالرموز، شارات كانت أم علامات، ويعود الأمر إلى أنها سجلت بعض التفاصيل المرتبطة بالعمق المغربي بما يقتضيه من عادات وتقاليد. عزيز المجدوب