قرن لعصابة الاختطاف و”الحريك”

تستدرج الراغبين وتحتجزهم وتسلب منهم أموالهم باستعمال أسلحة بيضاء لم يكن أعضاء عصابة إجرامية خطيرة يعتقدون أن تكشف المصالح الأمنية أمرهم وتنهي مغامراتهم بهذه السرعة، بعد أن تمكنوا من النصب على عدد كبير من الراغبين في الهجرة سرا إلى الخارج، واستدرجوا أغلبهم إلى طنجة ليقوموا باحتجازهم وسلب ما بحوزتهم من أموال وممتلكات تحت طالة التهديد والضرب والجرح باستعمال أسلحة بيضاء. وتبخرت أحلام عناصر هذه الشبكة، التي كانت تتكون من تسعة أشخاص ينتمون إلى مدن ومناطق مختلفة، حين وجدوا أنفسهم أمام هيأة تابعة لغرفة الجنايات الأولى باستئنافية طنجة، التي يترأسها قاض يخشى كل المجرمين المثول أمامه، والذي قرر أن يسلط عليهم عقوبات قاسية ليكونوا عبرة لأمثالهم من المجرمين الخارجين عن القانون، ووزع عليهم قرنا و35 سنة من العقوبات السجنية النافذة. وقررت هيأة الحكم إدانة زعماء هذه الشبكة (ر.ا) و(س.ف) و(م.ع)، وحكمت عليهم بالسجن 20 سنة لكل واحد منهم، فيما قضت بالسجن 15 سنة في حق كل من (ي.ا) و(أش.ا) (ز.ا)، وحكمت على شركائهم (ر.ا) و(ي.ا) و(م.ا) بالسجن 10 سنوات لكل واحد منهم. وناقشت الهيأة ملف هذه القضية، في غياب المصرحين، معتمدة على المحاضر المنجزة من قبل الضابطة القضائية وحيثيات البحث التفصيلي الذي أجراه قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، الذي قرر متابعة المتهمين بجناية "تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز باستعمال ناقلات ذات محرك، بهدف تسهيل ارتكاب جريمة السرقات الموصوفة المقرونة بالتعدد والعنف والتهديد والضرب والجرح بالسلاح والنصب وتزوير صفائح السيارات واستعمالها وحيازة أسلحة بيضاء بدون مبرر مشروع والسكر العلني البين". ونفى جميع الأظناء التهم المنسوبة إليهم، مؤكدين أنهم لم يقوموا بأي اختطاف أو نصب أو سرقة، بل حصلوا على الأموال من أشخاص كانوا يمنون النفس بالهجرة إلى الخارج ودفعوا المبالغ المتفق عليها بمحض إرادتهم دون أي عنف أو تعذيب، وهو ما أكده دفاعهم الذي التمس إعادة تكييف التهم الموجهة إلى موكيلهم والحكم ببراءتهم لعدم وجود أدلة تدينهم، إلا أن المحكمة لم تقتنع بهذه الدفوعات، وقررت إدانة كل المتهمين وفقا للتهم المنسوبة إليهم، المنصوص عليها وعلى عقوبتها بالفصلين 293 و294 من القانون الجنائي. واكتشف أمر هذه الشبكة الإجرامية، بعد أن وردت على مقرات الدوائر الأمنية ومصالح الشرطة شكايات تقدم بها عدد من المواطنين، الذين أفادوا بأنهم تعرضوا للنصب من قبل مجهولين ربطوا الاتصال بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأوهموهم بقدرتهم على تهجيرهم سرا إلى الخارج مقابل مبالغ مالية متفاوتة، وقاموا باستدراجهم إلى طنجة ونقلهم، بواسطة سيارات تحمل لوحات ترقيم مزورة، إلى مناطق خالية خارج المدينة ليسلبوا منهم أموالهم بالقوة والتهديد بواسطة أسلحة البيضاء. وبناء على الأبحاث والتحريات الميدانية والتقنية، التي باشرتها المصالح الأمنية بالمدينة، بما فيها فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية، عملت فرق البحث على نصب كمين محكم بتعاون مع إحدى الضحايا التي سلب منها مبلغ مالي يقدر بـ 18 مليون سنتيم، حيث أوهمت العصابة بأنها ترغب في الهجرة رفقة زوجها وابنها إلى اسبانيا، وحددت موعدا للقائهم، ليتم القبض على أحدهم، قبل أن تتوالى سلسلة الاعتقالات لباقي أفراد هذه العصابة الخطيرة. المختار الرمشي (طنجة)

قرن لعصابة الاختطاف و”الحريك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

4 سنوات لـ"فراقشي"

أقدم: اختلالات نفسية وعقلية

مقالات ذات صلة