قاطنو دوار سند ببنسودة قضوا ساعات في جحيم الخوف وانهيار قنطرة عزل سكانا ببولمان عرت دقائق معدودات من الأمطار العاصفية هشاشة البنيات التحتية في مدن وجماعات جهة فاس، فاضحة تهاون مسؤوليها في اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتنقية قنوات صرف المياه سيما أمام وجود نشرة إنذارية، وأن بعض المواقع مألوف "انفجار" الواد الحار فيها كلما تهاطل المطر ولو بكميات قليلة ومتوسطة. وإن كان مشهد روض أطفال عائم بالجماعة القروية سرغينة ببولمان، قد يكون عاديا أمام هشاشة بنياتها ولو أن لسكانها الحق في بنيات في مستوى التطلعات، فإن سباحة سيارات وأشخاص ومنشآت فوق الماء، غير مستساغ بمدينة عمرها 12 قرنا، سيما أن الأمر يتكرر في غياب آذان صاغية. مياه الأمطار والرواسب أغرقت شوارع بفاس سيما بمقاطعة زواغة والأحياء الشعبية التي يبدو أنها وسكانها خارج اهتمام مسؤولي المدينة. وذاك متوقع طالما أنه لم تشاهد قبل ذلك أي عمليات لتنقية المجاري والقنوات وتلافي مثل هذه الحوادث التي ليست جديدة بمدينة تراكم خيبات الأمل في انتظار حلول تنموية حقيقية. ساعات قليلة من الأمطار أغرقت شوارع فاس، بعدما عجزت مجاري صرفها عن استيعابها لاختناقها، لتتحول الشوارع إلى برك ووديان بمنسوب متفاوت جرف سيارات ودراجات نارية ببعض المواقع بأحياء متفرقة، اكتفى فيها مواطنون بتنقية المجاري المختنقة دون تدخل مصالح معنية اكتفت بالتفرج على الفيضانات إلكترونيا. مساحة الضرر لم تقتصر على الشوارع المختنقة، بل توسعت في اتجاه سكان دوار عين سند ببنسودة الذين غرقت دور الصفيح التي يقطنونها، تحت الماء ليقضوا ساعات في جحيم الخوف، قبل تدخل المسؤولين لإيوائهم مؤقتا في خيرية التجموعتي ببنسودة، في انتظار حلول جذرية تستأصل هذا التجمع الصفيحي الفاقد لكل البنيات. "عتقونا من الواد الحار" صيحة أطلقها سكان هذا الدوار، أكثر المواقع تضررا من الفيضانات التي تسببت فيها ساعات قليلة من الأمطار العاصفية بفاس المحتاج ليقظة يومية تنجي سكانها من كوارث طبيعية وشيكة، سيما أمام تكرار حالات الفيضان دون البحث عن حلول جدرية ودائمة لمشكل مؤرق للسكان والفعاليات. وإن كان هذا حال فاس، فإن حال قرى في محيطها، أصعب بعدما غرقت مراكز جماعات في الوحل والسيول وانقطعت حركة المرور بمحاور طرقية مختلفة، سيما الطريق بين جماعتي المرس وسكورة ببولمان، التي انقطعت بسبب انجراف قنطرة لكثرة السيول التي أتلفت أيضا سواقي وحقولا فلاحية بينها ساقية عين إخزيزن. حميد الأبيض (فاس)