إقحام مكتب الفوسفاط في لعبة تحايل

شركة للتنمية المحلية بالبيضاء وقعت اتفاقية بـ 150 مليونا دون علم الجماعة أأقحمت شركة للتنمية المحلية بالبيضاء مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في لعبة تحايل، دون توفير جميع المعطيات الأساسية، ومنها أن هذه الشركة تشتغل لحساب جماعة البيضاء، ولا يمكنها أن تتخذ أي قرار، أو توقع أي اتفاقية، أو عقد مع أي جهة، دون إخبار مسبق لصاحبة المشروع. فقبل سنتين، تواصل مسؤولو الشركة مع إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، وأقنعوها بتمويل مشروع عبارة عن مجسم في حديقة الجامعة العربية وسط البيضاء. واقتنعت إدارة الفوسفاط بالمشروع الفني، ووافقت على تمويله، وفي اعتقادها أن الجماعة على علم بالموضوع، وأنها صاحبة الفكرة، والشركة تتكلف بالتنفيذ فقط. وجرى، بالفعل، التوقيع على الاتفاقية التي تتضمن عددا من البنود والالتزامات، منها أن تدفع إدارة الفوسفاط في حساب فنان ونحات أجنبي مبلغا من المال، مقابل إنجاز تحفة فنية وسط الحديقة نفسها. وبالفعل، توصل الفنان والنحات الفرنسي دانيال بيغان، بمبلغ 1.1 مليون درهم (100 ألف أورو)، مدفوع مباشرة من المكتب الشريف للفوسفاط، لإنجاز مجسم، تعرض إلى الإتلاف، بعد أيام من الانتهاء منه، بشهادة من لجنة رسمية زارت الموقع والتقطت صورا له. ولا تعلم جماعة البيضاء، صاحبة مشروع حديقة الجامعة العربية، بأمر هذه التحفة الفنية وصاحبها، والشركات والمؤسسات التي تعاقدت معه ودفعت له، كما لا توجد أي وثيقة تدل على رغبة مجلس المدينة في وضع مجسم عبارة عن سور من الأقواس. وتشكل هذه المعطيات واحدة من الفضائح التي تتداول اليوم بالمدينة، إذ لجأت شركة للتنمية المحلية إلى توقيع اتفاقية مع مؤسسة عمومية بهذا الحجم والقيمة والسمعة، دون علم صاحب المشروع (الجماعة)، وتنص بنود هذه الاتفاقية على التكلف بمصاريف وأتعاب الفنان والنحات الفرنسي وتعويضاته وإقامته وتنقلاته بالبيضاء أثناء إنجاز المجسم من قبل هذه المؤسسة العمومية، ثم تستفيد شركة التنمية المحلية من مبلغ آخر حدد في 530 ألف درهم. وجرى التوقيع على الاتفاقية بين الطرفين، دون حضور ممثل عن الجماعة، أو حتى إخبارها بالموضوع، إذ تفاجأ الجميع بوجود فريق من العاملين يضعون لمساتهم على تحفة فنية وسط حديقة عمومية. وتضمنت الاتفاقية عددا من البنود والالتزامات التي تتجاوز صلاحية شركة للتنمية المحلية، إذ وقعت على بنود تؤكد بأن الجماعة هي التي ستتكلف، لاحقا، بصيانة هذا المجسم الفني، بعد أن يسلم إليها ضمن مكونات الحديقة العمومية، كما قطعت الشركة على نفسها وعدا أمام مجموعة الفوسفاط بأن المجسم سيكون في حالة جيدة في السنوات المقبلة، مادامت صاحبة المشروع ستتكلف بذلك، علما أن الأخيرة لا تعلم أي شيء عن الموضوع من أصله. وتعتبر هذه الاتفاقية واحدة من العشرات التي وقعتها شركات للتنمية المحلية من طرف واحد، دون اعتماد رأي الجماعة، ودون التزام بمساطر التبليغ والإخطار والاستشارة، قبل الإقدام على أي خطوة. يوسف الساكت

إقحام مكتب الفوسفاط في لعبة تحايل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدرهم يفجر قنبلة الريع بالصحراء

المونديال يعمق ورطة البطولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات