اعترافات للزج بالخصوم في السجن

يلجأ عادة الكثير من المتورطين في قضايا تتعلق بترويج المخدرات أو جرائم الدم أو الضرب والجرح، إلى اعترافات وهمية ومخدومة أحيانا كثيرة، يسعون من ورائها (المتورطون) إلى تصفية الحسابات مع الخصوم أو المناوئين لهم للزج بهم في السجن وبالتالي التخلص منهم أو إبعادهم عن مجال تحركهم. «الصباح»، تعرض ملف تورط شخص في قضية تتعلق بالضرب والجرح والحرق العمد في حق حارس ضيعة فلاحية. وتفيد محاضر الضابطة القضائية أنه التحق بالضحية، الذي كان يقضي الليل في كوخ وسط حقل مزروع بالبطاطس. ووجد عنده شخصين بصدد تناول مسكر ماء الحياة، وشاركهم في الجلسة إلى وقت متأخر من الليل. وفي اليوم الموالي، لما التحق صاحب الحقل بمكان وجود الحارس الليلي، فوجئ بعدم وجود الكوخ، ولما اقترب منه وجده عبارة عن كومة من الرماد. ولفتت انتباهه كتلة من العظام وهي رميم، أصيب بالرعب واتصل بـ»مقدم» الدوار وأخبره بما اكتشفه. التحقت فرقة دركية بمكان الحادث، وعاينت بقايا الكوخ واستعانت بالفرقة العلمية والتقنية، واستمعت إلى صاحب الضيعة الذي أعطاها اسم ولقب الحارس، مضيفا أنه اعتاد على استقبال عدد من أقرانه ومعارفه. وباشرت الضابطة القضائية أبحاثها وتحرياتها بالاستماع إلى المشتبه فيه الأول الذي دلت جميع التصريحات على أنه اعتاد التردد عليه. ونفى في البداية علاقة له بما وقع، موضحا أنه شاركه الجلسة لكنه غادر المكان وترك معه شخصين آخرين. ونفى الأخيران ما ورد في تصريحاته، بل أكدا أنهما هما من غادرا المكان قبله. وأعيد الاستماع إلى المتهم واضطر إلى الاعتراف بأن نقاشا حادا نشب بينه وبين الهالك، فأجهز عليه بأداة فلاحية، وبعد أن تأكد من وفاته، أضرم النار في الكوخ للتغطية على جريمته، وأكد أن المتهمين كانا معه أثناء وقوع الحادث. وأحيل الثلاثة على النيابة العامة وتمت إحالتهم على غرفة الجنايات الابتدائية، ولم يتم الأخذ بعين الاعتبار تصريحات المتهمين اللذين ظلا ينفيان المنسوب إليهما. وتمت إدانتهما ابتدائيا ب30 سنة سجنا لكل واحد منهما. وظلا يعولان على الغرفة الاستئنافية لإنصافهما، لكنها أيدت الحكم الابتدائي. وطمأنهما دفاعهما بأنه سينقض الحكم، لكن النقض رفض. وتم تنقيل المتهمين البريئين إلى السجن المحلي بأسفي. ولم يعد في إمكانهما بذل المزيد من الصبر، إذ اختليا بالمتهم في مكان بعيد عن الأنظار وهدداه بالقتل إن لم يعترف بالحقيقة. ولم يجد بدا من التراجع عن تصريحاته، مؤكدا أنهما لم يكونا معه وأنه رغب فقط في الزج بهما إلى جانبه بسبب حسابات قديمة. وتمت إعادة محاكمتهما وأفرج عنهما بعد قضائهما خمس سنوات داخل أسوار السجن. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

اعترافات للزج بالخصوم في السجن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لمعلوماتك

حملة ترافع جديدة لإعادة تشغيل "سامير"

مقالات ذات صلة