الاعتراف الأمريكي يحرج “الفرنسيس”

خطوة ترامب أضعفت موقف حكام بلاد الأنوار وفضحت مناوراتهم يقول جلالة الملك في إحدى فقرات خطابه لمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب "أمام هذه التطورات الإيجابية، التي تهم دولا من مختلف القارات، أوجه رسالة واضحة للجميع : إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات"، وأضاف جلالة الملك "لذا، ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل". من اليوم فصاعدا لم يعد مجال لازدواجية المواقف ولا للغموض في ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، تلك إحدى الرسائل التي أجمع عليها عدد من المحللين السياسيين ووسائل الإعلام الوطنية والدولية، والتي أكدها الخطاب الملكي لمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، ولعل فرنسا إحدى الدول التي يجب أن تلتقط الإشارة قبل أن يفوتها القطار، بعدما تخلفت أمام مبادرات دولية لعدة دول وازنة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تصوغ التقرير السنوي بشأن النزاع في الصحراء قبل أن تعرضه على مجلس الأمن للمصادقة عليه. وبالرجوع إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية إثر قرار الرئيس ترامب إصدار مرسوم رئاسي يقضي بالاعتراف بمغربية الصحراء من دون قيود أو شروط، وهو المرسوم الذي لا يمكن أن يتغير حتى لو تعاقب عدة رؤساء، فإنه أحرج فرنسا التي وجدت نفسها مطالبة أكثر من أي وقت مضى بضرورة حسم موقفها عوض الازدواجية، إذ لا يمكن أن تكون لفرنسا شراكة إستراتيجية قوية وصداقة وتحالف مع المغرب وموقفها غامض بترددها بالاعتراف بمغربية الصحراء والاكتفاء بدعم حل عادل للنزاع المفتعل. وفي الوقت الذي ينتظر فيه المحللون والمراقبون والمغرب، إعلان فرنسا الاصطفاف إلى جانب القوى التي دعمت مغربية الصحراء حرصا على إنهاء نزاع مُفتعل من قبل أعداء الوحدة الترابية، خاصة بعد الموقف الأمريكي والإسباني الأخير، مازال الرئيس الفرنسي مترددا، مقابل حرصه على الاحتفاظ بحليف مهم هو المغرب، وهو ما علق عليه نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ب"فرنسا دايرة مع المغرب قضية "يخ منو وعينيا فيه". وما يترجم تخبط الدولة الفرنسية زيارة رئيسها إيمانويل ماكرون إلى الجزائر بحثا عن مصالح باريس المتعددة في الجارة الشرقية التي تجعلها تحسب جيدا كل خطواتها قبل الإقدام على أي تقدم في الملف، خوفا من خسارة أحد الطرفين، رغم معرفتها بعدالة القضية المغربية. محمد بها

الاعتراف الأمريكي يحرج “الفرنسيس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لفتيت يقر باعتداءات الرحل

مصرع شابتين في سيول طوفانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات