مصرع شابتين في سيول طوفانية

خسائر بشرية ومادية بسبب قوة الأمطار وغياب بنية لمواجهة الكوارث جرفت سيول طوفانية بمنطقة أيت بولي، شابتين في مقتبل العمر، وأودت بحياتهما، بسبب قوة تدفق المياه، التي جرفت كل ما صادفتها في طريقها، إذ بالإضافة إلى قتلها الفتاتين اللتين تبلغان من العمر 18 سنة و14 على التوالي، أحدثت خسائر مادية بالجملة، إذ أضرت بممتلكات السكان، من أراض وغلات ومحلات وسيارات. وعلمت «الصباح» أن عاصفة رعدية ضربت المنطقة، وخلفت أمطارا كثيفة أدت في وقت قصير إلى سيول ضخمة، جرفت معها مواشي السكان، وألحقت ضررا ببعض المنازل، ناهيك عن الأراضي الفلاحية المزروعة بجانب الوديان، وهي ظاهرة تتكرر مرارا، إذ لا تمر سنة إلا وتتسب السيول في كوارث بالمنطقة، ورغم مطالب السكان المتكررة لبناء حواجز على مستوى الأودية، للتقليل من قوة السيول، إلا أن المنتخبين لا يولون اهتماما لهذه المطالب. وفي هذا السياق قال عمر أوزياد، فاعل جمعوي بالمنطقة، إن هناك غيابا كبيرا لتوعية السكان بمثل هذه الكوارث الطبيعية قبل حدوثها، مبرزا أن دولا أخرى تخبر السكان بتاريخ هذه العواصف لتجنب الكوارث، وهذه التوعية يجب أن تمارسها مصالح الأرصاد الجوية والسلطات المحلية، وكذا الجمعيات، مؤكدا على غياب تام للجوانب التوعوية. وأضاف أوزياد، أن جل جبال أزيلال لا تعمل بها شبكة الأنترنت والهاتف، والإذاعة أيضا لا تشتغل، ويجب أن يوضع حد لهذا التهميش، وعلى المسؤولين المحليين الترافع عن هذه الأمور في البرلمان، فكيف سيعلم شخص في هذه المناطق بوجود كارثة طبيعية قادمة، مبرزا أن الجبل له خصوصيته، وهناك ضحايا سواء في موسم الأمطار أو الثلوج أو غيرها، لأن السكان خارج التغطية ولا يعلمون بما يقع وما هو آت. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الضحيتين هما راعيتان للأغنام، مبرزا أن هذا الأمر يطرح السؤال على المدافعين عن حق الفتاة القروية، إذ أن مكانها اليوم ليس الجبل ورعي الأغنام، إنما التعلم، مشددا على أنه من العيب في مغرب اليوم أن تموت فتاتان في مقتبل العمر، بهذه الطريقة المأساوية، إذ وجب أن نرتقي بالمواطنين. وتابع أوزياد، أن 11 سنة والسلطات المنتخبة، تخسر الملايين في تنظيم المهرجانات بالمنطقة، بذريعة جلب التنمية، في حين أن عاصفة رعدية أو ثلجية قادرة على إحداث خسائر بشرية مهمة، وما تزال الحوامل يحملن فوق النعوش إلى المستشفى، متسائلا عن حظ الضحيتين من التنمية التي يتحدث عنها المجلس الجماعي والإقليمي وسلطات الجهة. وخلص أوزياد، إلى أن أزيلال تتصدر قائمة الأقاليم من حيث موت الحوامل، كما أن هذه المأساة التي تجلبها الأودية تتكرر مرارا، دون تحرك الجهات المسؤولة، في حين نجد رئيس الجهة يرقص في المهرجانات، مستغربا طريقة الانسحاب الجماعي للمنتخبين وتخليهم عن مسؤوليتهم، بعدما استعانوا بالشاحنات وسيارات رباعية الدفع لصعود تلك الجبال في الانتخابات الأخيرة، لكن اليوم يترك المواطنون يواجهون الموت، ولا يتوفرون حتى على شبكة الهاتف أو الإذاعة، من أجل تلقي المعلومة. عصام الناصيري

مصرع شابتين في سيول طوفانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاعتراف الأمريكي يحرج "الفرنسيس"

التزوير والاختلاس يورطان مسير ضيعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات