اضطر سكان بمنطقة المسارح بمشيخة آيت حسان بجماعة أولاد علي يوسف ببولمان، لنقل مريض على نعش حملوه على أكتافهم قطعوا به مسافة طويلة للوصول للمركز الصحي المحلي، لاستحالة ولوج وسائل النقل للمنطقة بسبب خسائر طالت الطريق المتربة جراء الأمطار الرعدية الأخيرة. وتناوب 20 شخصا على حمل النعش طيلة الطريق بطريقة أقرب للعصور الوسطى، وكلما تعبت مجموعة تكلفت أخرى بحمله لمسافة قدرتها المصادر بكيلومترات، متحملين صعوبة التضاريس والحرارة المفرطة، وهم يمنون النفس لإنقاذ حياة المريض الذي كان يتوجع من شدة الألم. وبعد ساعات من التعب، وصلوا للمركز الصحي وقدمت ممرضتان إسعافات أولية للمريض، لكن استمرار الآلام وعدم استقرار وضعه الصحي، تطلبا توجيهه إلى مستشفى أحمد بن إدريس الميسوري بأوطاط الحاج، قبل إحالته على المستشفى الإقليمي المسيرة الخضراء بميسور. مسار طويل ومتعب قطعه المريض الذي اتضح أنه يعاني نزيفا في الأمعاء كما كشف ذلك التشخيص الدقيق لحالته، وتعب وشقاء تحملهما حاملوه لإنقاذ حياته بمنطقة غارقة في التهميش زادت الأمطار الرعدية التي تهاطلت في 10 غشت، في عزلتها وسكانها الحالمين بالتنمية. رداءة الطريق المؤدية إلى منطقة المسارح، زادت بفعل انجراف التربة وجرف المياه لجنبات منها، ونداءات استغاثة أطلقها سكانها أملا في تدخل آليات المجلس الإقليمي لفك عزلة قاربت الشهر عن المنطقة. حميد الأبيض (فاس)