انتهى المخرج والكاتب محمد زاغو من تصوير مشاهد الفيلم الوثائقي الجديد بعنوان "ذاكرة جسد"، والذي جرى إنجازه بعدد من مناطق المغرب. واختار المخرج تصوير العمل المنتمي إلى صنف الأعمال الوثائقية التخيلية الطويلة، والذي يسلط الضوء على جانب خفي في وجدان النساء المغربيات، بعدد من القبائل، منها قبيلة آيت سغروشن. وأشار المخرج إلى أن الاشتغال على تيمة الوشم، هو في حد ذاته اشتغال على نوع من الفن أو المورث الثقافي والشعبي والمجتمعي والإنساني، الذي يسير في طريق الانقراض والاندثار، مبرزا أن هذه الطقوس والعادات والتقاليد، توجد فقط في المغرب، خاصة لدى المناطق الأمازيغية، وفي شمال إفريقيا، وهذا ما يعطي للفيلم نوعا من التفرد والتميز. ووجد مخرج العمل صعوبة أثناء تصوير مشاهده من بينها البحث عن النساء الراغبات في الحديث في مناطق متعددة، وصعوبة اقناعهن بالحديث عن أسرارهن الخفية من خلال سحر الوشم، والوقوف أمام الكاميرا، وأيضا الحصول على معلومات من قبلهن بهذا الشأن. وكشف زاغو عن نقط مشتركة تجمع نساء الوشم، ومنها الحكي عن قصص الطفولة والذكريات الممتعة، والتأكيد على جعل الوشم رمزا للجمال والخصوبة والزواج، مبرزا أنه يشكل جزءا من الهوية والتعبير عن النفس والجسد، وعن الحرية لرسم الأحلام في الجسد، كما هو موجود مثلا في العديد من الأشكال والرموز الفنية الأخرى مثل الزربية والرقصات والغناء. يشار إلى أن المخرج زاغو، من مواليد تنغير، كانت بداياته الفنية بالعمل تقني التصوير والإضاءة، ثم مساعدا أول للمخرج في العديد من الأفلام الأجنبية، بعدها التحق بالمعهد السينمائي بورزازات للعمل مؤطرا بشعبة التصوير، وتولى إخراج فيلمين وثائقيين، وفيلمين قصيرين. أمينة كندي