الأعراس المغربية...بين الأمس واليوم 6 لا يمكن أن تكتمل مراسيم حفل الزفاف دون طقس الحمام التقليدي المغربي، الذي مازال يفرض نفسه بقوة ضمن البرنامج الاحتفالي، مع مواكبته لكثير من مظاهر التطور والعصرنة. وقبل يوم من تنظيم طقس الحناء أو تنظيم حفل الزفاف يحدد أهل العروس موعد الحمام، إذ يتكلف والدها بحجز الحمام بكامله أو إحدى غرفه حسب القدرة المالية له أو للعريس، لأنه هو الذي يؤدي تكاليفه قبل أسبوع من موعد العرس، كما يكون متفقا عليه. إعداد: أمينة كندي من جانبها، تتولى والدة العروس دعوة الأهل من الأخوات والعمات والخالات وصديقات العروس وبنات الجيران لحضور حمام العرس. وكانت العروس تذهب إلى الحمام التقليدي القريب من منزل أسرتها في موكب توقد فيه الشموع وتتعالى فيه الزغاريد ويرتفع فيه الهتاف بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام. ونظرا لأهمية طقس الحمام كانت عائلة العروس تحجز الحمام ليوم كامل حتى يتسنى للعروس وقريباتها وصديقاتها المقربات والجارات الاستحمام وحدهن بعيدا عن عيون نساء قد يشعرن بالحسد أو الغيرة، حسب ما كان معتقدا. ويتحول أول مكان تصله العروس، مرتدية لباسا أبيض مزينا بخيوط ذهبية، رفقة قريباتها داخل حمام إلى فضاء احتفالي تؤدى فيه الأغاني وتتعالى فيه الزغاريد، كما تشاركهن فيه العاملات به اللواتي يكون لهن نصيب من أجواء الحفل. ولم يكن ممكنا مرور طقس الحمام دون إيلاء عناية إلى "الطيابات" وتقديم هدايا لهن غالبا تكون عبارة عن سكر وتمر وحليب، كما أنها تصبح أعلى قيمة بالنسبة للأسر الميسورة التي تمنحهن أثوابا وفواكه جافة ونقودا، إلى جانب الآجر المتفق عليه لخدمة العروس وقريباتها. ووسط أجواء احتفالية تدخل العروس الحمام على وقع الأغاني وتضاء لها الشموع وترتفع الزغاريد، كما تساعدها قريباتها و"الطيابات" على الاستحمام بماء الورد والحناء. ويحظى الحمام المغربي بأهمية كبيرة لدى العروس، إذ له صفات ومميزات تمنح العروس جمالا خاصاً في يوم حفل الزفاف. ويمر العريس وعائلته أيضا بتقليد يوم الحمام، ولكن من دون مظاهر البهرجة المرافقة للعروس، إذ يقتصر الأمر على مرافقة بعض أقاربه وأصدقائه له. وفي الوقت الذي كان يقتصر فيه الأمر في السابق على حجز الحمام، فإن كثيرا من العرائس حاليا يحافظن على طقس الحمام، لكن غالبا ما يتم اللجوء إلى الحمامات العصرية، حيث تقدم خدمات مختلفة مثل "الصونا" و"الماساج".