زفاف تحول إلى "مندبة" بسبب قطرات دم وعروس كادت تفقد حياتها نتيجة الشك تحظى عذرية المرأة بأهمية كبيرة في المجتمع المغربي، كما هو حال عدد من المجتمعات المغاربية والعربية. حيث انتشرت في العديد من هذه المجتمعات ومنذ عقود خلت، عادة استعراض "شرف" الفتاة ، التي تعرف في المغرب بعادة "السروال"، وهي العادة التي تقوم على التلويح بسروال العروس الملطخ بالدم الناتج عن افتضاض بكارتها، في "ليلة الزفاف" أو ما يصطلح عليه في كثير من البلدان العربية ب"ليلة الدخلة" أي دخول العالم الجديد الذي ينتظر العروسين، تاركين وراءهما لحظات الوحدة والملل والشجار مع الأهل، مقبلين على حياة جديدة من المعاشرة والسعادة. ولكن، هل يمكن الحديث عن السعادة عند النظر إلى ما قد يحدث في هذه الليلة؟ هذا ما سنكشف عنه من خلال تسليط الضوء على حالتين رصدتهما "الصباح" في هذا الشأن. نذكر منها، حالة سبق أن هزت قرية عين الجمعة ضواحي مكناس "ليلة الدخلة". ففي الوقت الذي كان أفراد عائلتي العروسين "الجديدين" ومعهم العشرات من المدعوين ذكورا ونساء في غمرة أجواء الفرح والبهجة والزغاريد تتعالى ليلا في فضاء بيت فسيح بالقرية المذكورة يحتفون ب"ليلة الزفاف"، فجأة تتعالى أصوات النحيب والعويل لتتحول "ليلة الزفاف"، إلى مأساة وكابوس حقيقي، كان وراءها تشكيك العريس في "عذرية" عروسه بعد أن دخل بها. تقول الفتاة، ضحية الشك، في تصريحها، "كل ما كنت أفكر فيه تلك الليلة المشؤومة هو أن أضع حدا لحياتي، نتيجة ما تعرضت له من إهانة وتعنيف من طرف زوجي ونظرات السخط والعار من كل أفراد عائلتي وعائلة شريك حياتي. مشهد سيظل عالقا في ذاكرتي ما دمت حية، وأتساءل دائما كيف تحولت فرحة ليلة العمر إلى جحيم". مضيفة أنها خضعت لفحص تقليدي للعذرية قبل الزواج، من طرف إحدى المولدات التي أكدت سلامة بكارتها، غير أن عدم ظهور قطرات الدم تلك الليلة كان بالنسبة لزوجها والعائلة دليلا قاطعا على فقدان عفتها وشرفها. وتحدثت كيف اقتادها عريسها الغاضب وعائلته في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي إلى إحدى العيادات الطبية من أجل إجراء فحص للبكارة دون مراعاة لحالتها النفسية أو الجسدية. ويعجز اللسان عن وصف حجم الضرر النفسي الذي لحقها تلك الليلة. لقد وجدت العروس نفسها ورغما عنها في موقف محرج أمام الطبيب الذي فحصها وأثبت عذريتها في النهاية. موقف لن تنساه نوال مدى الحياة، إنه كابوس حياتها نزل عليها كالصاعقة، وبسببه لم تستطع أن تعيش حياتها الزوجية بشكل طبيعي، ولأن علاقة الزوجين طغى عليها الشك وعدم الثقة، لتطلب في نهاية الأمر الطلاق بعد مرور أقل من أربعة أشهر فقط من زواجهما. تعنيف ومحاولة تصفية الحالة الثانية التي لا تقل إثارة عن سابقتها، تعود وقائعها حين تحولت ليلة زفاف شابة عشرينية إلى جحيم حقيقي، بعد أن كاد زوجها تصفيتها لشكه في عذريتها. إذ قام الزوج بتعنيف زوجته بشكل فظيع ليلة "الدخلة"، لدرجة كادت تفقد العروس حياتها. وقالت العروس "طلبت من زوجي الذهاب معا إلى الطبيب، للكشف عن عذريتي حتى أتمكن من الحصول على شهادة ضرورية لأوراق الزواج ، لكنه رفض وأكد لي أنه يثق بي". رغم ذلك، ذهبت العروس لوحدها إلى الطبيب وقامت بكشف عذريتها، وحصلت على وثيقة تثبت ذلك، إلا أن زوجها شك في أمر عذريتها ليلة الزفاف، فعنفها بشدة، وأذاقها وابلا من اللكم والركل، ودفع برأسها نحو الجدار، مما كاد يتسبب في فقدان بصرها، ورغم خطورة حالتها لم يبادر أهل العريس المعتدي إلى إنقاذها على حد تعبير العروس. قبل أن يلجأ والد الضحية إلى الاستعانة بأفراد عائلته، لتخليص ابنته مما تعانيه جراء الاعتداء، لكن دون جدوى، وفي النهاية، تمكن من الاتصال بسيارة الإسعاف، ليتم نقل الضحية التي كانت في حالة غيبوبة إلى المستشفى. وسلمت شهادات طبية تثبت عذرية العروس (الضحية) والعنف الذي تعرضت له بدعوى أنها ليست عذراء، فيما اعتقل العريس لاحقا من أجل المنسوب إليه. حميد بن التهامي (مكناس)