تحقيق بعد 20 سنة

الجريمة اللغز ( الأخيرة) انطلق منذ ثلاث سنوات وتجري فيه آخر المواجهات دون اعتقالات قاربت واقعة بقر بطن حامل في شهرها الثامن، وإخراج جنينها وتمزيق جثته الصغيرة، على طي 20 سنة من تاريخ وقوعها. الجريمة كانت مزدوجة، قتلت فيها أم وجنينها عمدا ومع سبق الإصرار والترصد، وعن طريق التمثيل بالجثة. والتخطيط للجناية بدا جليا منذ اللحظات الأولى من معاينة مسرح الجريمة بحي السالمية في ذلك اليوم البارد من دجنبر 2003، لكن الجاني أو الجناة ظلوا بعيدين عن العدالة، وتشاء الأقدار، ربما لأن "الروح عزيزة عند الله" أن تطفو القضية إلى السطح بعد 20 سنة.... المصطفى صفر عادت قضية قتل الحامل للظهور بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، وفق ملتمس للوكيل العام للملك، وتدور حاليا بمكتب قاضي التحقيق بالغرفة الأولى، بناء على محاضر أنجزتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. تضمنت تصريحات متهم كان رهن الاعتقال بسجن عكاشة، يشير فيها إلى أن تصرفات المشتكي، ذي المستوى التعليمي العالي (مهندس)، تنم عن تورطه في الجريمة البشعة التي تعرضت لها زوجة شقيقه، وأن جلسة خمرية بين المعتقل والمشتكي نفسه، كانت كافية للبوح بأسرار مذكورة في المحاضر، إلا أن أبحاثا ركزت على جنحة النصب والابتزاز، المحددة في تعليمات النيابة العامة، ولم تتعمق في الشق المتعلق بجناية القتل والتمثيل بجثة الحامل. يسير التحقيق بعد توجيه الاتهام إلى الزوج وشقيقه وزوجته، للكشف عن الحقيقة وتطبيق القانون، كما تم الاستماع إلى كل الأطراف، وإلى المتهمين المدانين في ملف الابتزاز في أربعة ملايير. وانطلق التحقيق منذ 2019، إلى اليوم، إذ تجري فيه آخر المواجهات، دون اعتقال أي شخص، رغم توجيه النيابة العامة لملتمس بإضافة متابعة جديدة. وكما يقول المثل الشعبي "الروح عزيزة عند الله"، سيما أن القضية كادت تنسى، وطويت، كما تلاشت الأدلة وضمنها الحمض النووي، وتعاقب على محكمة الاستئناف ثلاثة وكلاء عامين للملك، لكن رغم كل ذلك لم تتقادم الجريمة، وبعثت من جديد للبحث فيها، بل تم استدعاء أقرباء الضحية الذين يتحدرون من تاونات، للاستماع إليهم أمام قاضي التحقيق. وبدت من جديدة أسئلة تربط بين الجريمة، ومن كان الهدف الحقيقي، هل الزوجة الحامل، أم الجنين الذي كان في أحشائها، إذ أن المعاينة التي أجراها ضابط ينتمي إلى أمن ابن مسيك، أحيل على التقاعد منذ سنوات قبل أن تخطفه المنون في عز جائحة كورونا، رسمت مسارات ضيقت الخناق ووصلت إلى النتائج منذ 2003، لكن تعقيدات الأبحاث التقنية والأدلة العلمية حالت دون اعتماد حنكة الضابط الراحل، فعمرت القضية لـ 20 سنة، من أجل حل لغزها. استقراء طريقة تنفيذ الجريمة، وحرص الجناة على بقر بطن الحامل وإخراج الجنين، لا يمكن أن يفسر إلا بالرغبة في إزهاق روح الجنين، فهو المشكل والدافع لارتكاب الفعل الجرمي، ولو كان الجاني أو الجناة يستهدفون المرأة فقط، لما عمدوا إلى إخراج من بلغ شهره الثامن في بطن أمه، ليقتلوه ويتأكدوا من أنهم أنجزوا المهمة التي كانت دافعا للتخطيط لتصفية الزوجة.

تحقيق بعد 20 سنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشارقة يصدم الرجاء

شهـادة "البكاروليـا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات