fbpx
بانوراما

السباحة وآلام الظهر… داء ودواء

الدكتور يشو قال إنها علاج غير أن بعض الأخطاء تؤدي إلى نتائج عكسية

قال الدكتور ياسين يشو، طبيب وباحث في العلوم العصبية، والسلوك البيولوجي وجراحة الدماغ الوظيفي، إن السباحة من أفضل الوسائل للتخلص من آلام الظهر، شرط أن تكون دون عنف، وتروم الاسترخاء والاستجمام، مبرزا أن السباحة ضد التيار وبعض الأخطاء الأخرى، يمكن أن تكون لها نتائج عكسية على صحة الشخص. وفي ما يلي نص الحوار:

< فيزيائيا ما يميز السباحة هي قوة الطفو، أو دافعة أرخميدس، أي أن الجسم المغمور في الماء يفقد شيئا من وزنه (نظريا). على اليابسة، المنطقة السفلى من العمود الفقري هي نقطة التي يتمركز فيها كل ثقل الجسم، مما يجعل هذه المنطقة عرضة لتوتر بيوفيزيائي ضخم، كلما زاد وزن الشخص وزاد مجهوده البدني والمهني، من قبيل حمل الأثقال بطريقة خاطئة، ما يمكن أن يؤدي إلى تمزق الغضروف بين الفقرات، مما يسبب ألما في الظهر والأرجل (سياتيك).

لكن داخل الماء، وبسبب قوة الطفو، يتغير مركز ثقل الجسم، مما يخفض الضغط عن العمود الفقري، كما أن الاسترخاء على الماء يقلص التوتر البيوفيزيائي على غضروف ما بين الفقرات، إضافة إلى أن الاستجمام والاسترخاء يساعدان على تهدئة الأعصاب والعضلات، ومنها عضلات الظهر، الأمر الذي يخفض الضغط عن الفقرات.
 
< إن السباحة المعتدلة (أي سباحة غير عنيفة) تعتبر علاجا لأمراض العمود الفقري، وقد تكون جد فعالة في بعض الأحيان، خصوصا إذا كانت مؤطرة من قبل اختصاصيي الترويض الطبي، عكس السباحة العنيفة التي تستدعي مجهودا بدنيا كبيرا، والتي تحتاج إلى جهد عضلي كبير مما يؤدي إلى الرفع من توتر العضلات، ما ينتج عنه ضغط عضلي إضافي على العمود الفقري، وهو ما يسبب آلام الظهر.

السباحة أيضا ضد التيار أيضا، قد تؤدي إلى ضغط رهيب على العمود الفقري، أو في بعض الحالات إلى اعوجاج فيه أو كسره، بسبب الضغط الذي يسببه التيار القوي جدا أو موجة قوية جدا في لحظة معينة على العمود الفقري، لذا أنصح بالسباحة لما فيها من فوائد كثيرة على صحة العمود الفقري، وباعتبارها علاجا فعالا للعديد من أمراض الظهر، مقابل أن تكون بدوافع الاسترخاء والاستجمام، دون ضغط بدني وعضلي.

 وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون أمراض الظهر، يستحسن أن يسبحوا في حمام السباحة (piscine) وحبذا أن تكون السباحة تحت إشراف متخصصين في الترويض الطبي، خصوصا الترويض المائي، الذي يعتبر تخصصا مستقلا (balnéothérapie) ، وأهم ما في الأمر أن يتوفر شرط الاسترخاء، لخفض التوتر العصبي والعضلي والنفسي، الذي أعتبره من الأسباب المباشرة لجل الأمراض.

نصيحة عامة
< آلام الظهر بشكل عام هي مشكل منتشر كثلرا، ولا يوجد شخص تقريبا بيننا لم يشعر يوما بآلام الظهر لبضع ساعات أو أيام، ونصيحة عامة لتفاديه، يجب التعامل مع العناصر المسببة للتوتر البيوفيزيائي على العمود الفقري، وهي الوزن الزائد ومركز ثقل الجسم، إذ على الجميع أن يحاول خفض وزنه، إذ كان يعاني السمنة، والحد من الأسباب التي تغير مركز الثقل، مثل الجلوس بطريقة غير سوية، إذ يجب أن يكون الظهر مستقيما دائما، وحمل الأثقال بطريقة خاطئة، إذ يجب الانحناء عند حمل الأثقال، بل يجب الجلوس على الركبة، والوقوف بشكل معتدل، ومحاولة استعمال الهاتف في مستوى العنق نفسه، والنوم بشكل صحي وغيرها من السلوكات الصحية اليومية.
أجرى الحوار: عصام الناصيري

في سطور:
– طبيب و باحث في العلوم العصبية
– خبير في السلوك البيولوجي وجراحة الدماغ الوظيفي
– عضو الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.