شبـهـات عـائـلـيـة

فحوى رسالة "إن ما في البطن هو الأهم" 3 فحوى رسالة "إن ما في البطن هو الأهم" قاربت واقعة بقر بطن حامل في شهرها الثامن، وإخراج جنينها وتمزيق جثته الصغيرة، على طي 20 سنة من تاريخ وقوعها. الجريمة كانت مزدوجة، قتلت فيها أم وجنينها عمدا ومع سبق الإصرار والترصد، وعن طريق التمثيل بالجثة. والتخطيط للجناية بدا جليا منذ اللحظات الأولى من معاينة مسرح الجريمة بحي السالمية في ذلك اليوم البارد من دجنبر 2003، لكن الجاني أو الجناة ظلوا بعيدين عن العدالة، وتشاء الأقدار، ربما لأن "الروح عزيزة عند الله" أن تطفو القضية إلى السطح بعد 20 سنة.... المصطفى صفر تشعبت الأبحاث وتم حجز هاتف الزوج لإجراء خبرة عليه والتأكد إن كان بالفعل خارج البيضاء، كما تم حجز هاتف الزوجة، لمقارنة الآثار الرقمية والاهتداء إلى كل المكالمات الواردة عليه. وانطلق المحققون في توجيه الأسئلة إلى الزوج يستفسرونه حول مسار حياته مع حليلته القتيلة، وتأخر حملها منه لأزيد من أربع أو خمس سنوات، وإن كانت هناك خلافات بينهما وغير ذلك مما يكون فكرة عن المسارات التي ينبغي للأبحاث أن تسير فيها، إذ لا جريمة بدون مجرم، وليست هناك جريمة كاملة. استمع كذلك إلى أقرباء القتيلة والزوج، وعلى رأسهم شقيقه مهندس الدولة، وزوجته، إذ أن الأبحاث اقتضت توسيع دائرة الاستماع قصد الوصول إلى معلومات مفيدة في البحث. كانت النيابة العامة في شخص نائب الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء، تتابع عن قرب مستجدات التحقيقات الجارية، والتي لم تنته إلى إعطاء أوامر بوضع أي مشكوك فيه رهن الحراسة النظرية، فحصص الاستماع إلى المصرحين، كانت تتم عبر استدعائهم هاتفيا ومثولهم أمام المحققين، إلى درجة أن الملل أصبح يدب في النفوس بسبب التعقيدات البحثية، وكذا لعدم الوصول إلى الجاني بعد أسبوع من التحري والبحث. تقررت إحالة الملف على النيابة العامة ومعه زوج القتيلة وشقيقه، وبعد دراسة المحاضر أعطيت تعليمات بإجراء تحاليل الحمض النووي على أنسجة الجنين ومقارنتها، قصد حل لغز من الألغاز التي طرحتها التحقيقات، وتبعا لذلك أرسلت العينات إلى أوربا، في انتظار التوصل بالنتائج. سارت الأبحاث بعد إرسال العينات إلى أوربا، بطيئة، فانتظار الخبرة العلمية سيحسم أشياء كثيرة، ما قيد المحققين أكثر، كما أن الأبحاث التقنية المجراة على هاتف الزوجين أسفرت عن تحديد الأماكن، واتضح أن هاتف الزوجة لم يكن بالشقة بل كان خارجها. ظلت الجريمة معلقة وبدأت الشهور تمر، كما أن القتيلة نقلت من قبل أفراد عائلتها إلى تاونات حيث شيعت إلى مثواها الأخير وووريت التراب. كانت الصحف تقتفي الأخبار الواردة إليها وتنتظر حل اللغز، إلا أن اللغز ازداد غموضا وظل السؤال المطروح من قتل الضحية ومن بقر بطنها؟ وهل نفذت الجريمة من قبل شخص واحد أو أكثر؟ وما هي الأسباب التي تدفع إلى القتل بهذه الصورة البشعة، التي تحمل حقدا دفينا أو انتقاما قاسيا؟ فالجاني أو الجناة لم يكتفوا بتصفية المرأة، بل بقروا بطنها وأخرجوا الجنين، وكأنهم يتركون رسالة تقول إن ما في البطن هو الأهم.

شبـهـات عـائـلـيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مناورات جوية لمنع تهريب أطنان الحشيش

"تعلاق الشوار" في طريقه للاندثار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات