الغش يسقط هيبة كليات الطب
حيل في مباراة الولوج وغضب عارم بسبب تسريب الموحد وأجوبته
سقطت هيبة كليات الطب على يدي فئة الغشاشين، الذين تمكنوا، أخيرا، من ولوج آخر القلاع المحصنة ضد الغش، يتعلق الأمر بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بمختلف جهات المملكة، فبعد أن كان يضرب بها المثل في الانضباط وجودة الكفاءات التي تستقطبها، مرغت كرامتها وكرامة الدارسين فيها، نتيجة تخفيض معدل الولوج.
ويسود غضب عارم في أوساط طلبة الطب والأطباء، وعموم المهتمين بالمنظومة التربوية والتعليم العالي والبحث العلمي، بعد انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق أحداث غش مفضوحة، مورست الجمعة الماضي، أثناء اجتياز الامتحان الكتابي لولوج كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.
وتظهر الصور المنشورة، تبادل أحاديث في مجموعة خاصة بامتحانات الطب 2022، أسست أياما قبل الامتحانات، وشارك فيها الممتحنون تسريبات للامتحانات وأجوبة الأسئلة، كما تظهر “تسول” البعض للأجوبة على أسئلة الامتحان، و”كرم” البعض الآخر في مساعدة زملائه في الحصول على الأجوبة الصحيحة.
ولا يمكن وصف ما حدث سوى بالسابقة السيئة، التي لم يشهد لها مثيل من قبل في مثل هذه الامتحانات، على اعتبار أن نخبة التلاميذ من يجتازونها، ما دفع كثيرين إلى الربط بين ما وقع، وطبيعة التلاميذ الذين اجتازوا المباراة هذه السنة، على اعتبار أنها السنة الأولى التي يطبق فيها قرار، تخفيض معدل الولوج إلى ما دون 12 نقطة من 20، في سابقة من نوعها في تاريخ كليات الطب.
وقال بعض الأطباء والطلبة الأطباء في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، إن التسريبات والغش تتحمل فيه الوزارة المسؤولية، بسبب اعتمادها امتحانا وطنيا موحدا بين كل الجهات، إضافة إلى أن الامتحان لم يبدأ في وقت واحد، ما أدى إلى تسريب الامتحان من بعض الكليات، وحصول تلاميذ كليات أخرى على أسئلة الامتحان قبل ولوج القاعات.
ووصف كثيرون ما وقع بالعبث، وانتقدت عدد من المجموعات التي تضم الأطباء وطلبة الطب، والأطباء المقيمين، الطريقة التي أصبح يدبر بها القطاع، إذ اعتبروا أن توسيع قاعدة التكوين بطريقة فيها الكثير من التسرع، من خلال تخفيض معدل الولوج، وتخفيض عدد سنوات التكوين، وإدماج طلبة أوكرانيا، كلها أسباب أدت إلى ما يعيشه القطاع من فوضى، في وقت يوجد فيه أطباء أشرفوا على التخرج، دون أن يستفيدوا من يوم تكوين ميداني واحد، ناهيك عن الهشاشة المالية التي يعيشها طلبة الطب.
عصام الناصيري