fbpx
ملف الصباح

الاحتيال عبر وسائط التواصل … زواج بـ”السماوي”

عازبة كلفتها رغبتها في دخول القفص الذهبي 85 مليونا وضياع شقتها

امتدت طرق الاحتيال عبر وسائط التواصل الاجتماعي، إلى الباحثات عن الزواج، من الحالمات بمستقبل ينسيهن مرارة “العنوسة” ويقلب حياتهن رأسا على عقب، معتقدات أنهن سيجدن في العالم الافتراضي، ما عجزن عن الحصول عليه في الواقع الاجتماعي.
نماذج كثيرة لفتيات اضطررن بعد مجازفتهن ووقوعهن في فخاخ النصب، إلى التوجه إلى مصالح الأمن والدرك، لوضع شكاية ضد أشباح، بأسماء مستعارة، وحسابات مجهولة على مواقع التواصل تحمل صورا أنيقة وحقائب وظيفية مهمة.
تنطلق الحكايات بإبحار على الأنترنت في مواقع الدردشة، وتعارف عن بعد تتخلله عبارات استدراج تسيطر عليها الرغبة وتتعطل فيها قوى العقل، لتصدق الفتاة أو المرأة كلما يكتب، وتنغمس في تجربة تعتقد أنها الطريق السريع نحو الزواج والانعتاق من حياة العزوبة التي يراها المجتمع بنظرة دونية.
أستاذة من الجديدة، وجدت نفسها في آخر المطاف في دوامة لم تخرج منها إلا بعد أن أنفقت الملايين، وضيعت شقتها بعد رهنها.
انطلقت حكايتها بعد التعرف على شخص في “فيسبوك” ادعى أنه هولندي متقاعد من هيأة دبلوماسية، وتعبيره عن إعجابه بها لتتطور الأمور إلى طلب الزواج منها ومفاجأتها برغبته في إرسال هدية يعتبرها بسيطة، وهي عبارة عن حلي من الذهب وبعض الملابس والأحذية، ليتمكن من أخذ مقاساتها ثم عنوانها الحقيقي وهاتفها.
وبعد أقل من أسبوع، توصلت الضحية بمكالمة هاتفية من رجل يخبرها أنه كلف بإيصال طرد كبير عليه بياناتها ورقم هاتفها، وأنه ينبغي عليها أن ترسل نسخة لبطاقتها الوطنية عبر و”اتساب”، ومبلغا ماليا قيمته 5000 درهم للتعشير، بواسطة وكالة تحويل الأموال القريبة منها، ويمنحها الاسم الذي سترسله باسمه. وانطلت الحيلة عليها، فأرسلت المبلغ، ثم تلقت اتصالا ثانيا، من مكالمة مشكوك فيها تخبرها أنها من الجمارك، وأنه بعد تفتيش الطرد عثر به على أربعة كيلوغرامات من الحلي الذهبية ومبالغ مالية كبيرة بعملة الأورو، وتمت مطالبتها بضرورة حضورها شخصيا إلى جمارك المطار.
ولم تمض إلا فترة قليلة حتى عاود الشخص الأول الاتصال بها ليخبرها أنه نجا بأعجوبة من الاعتقال، وأن الطرد مرسل من شخص مبحوث عنه دوليا من قبل “أنتربول”، مدعيا أنه لم يكن يعلم بذلك، إذ اتصل به فقط أحد أبناء عمومته ليكلفه بالمهمة، متوسلا للمرأة بعدم تسليم رقم هاتفه لأي كان، لأن الأمر يتعلق بجريمة تهريب أموال مخدرات.
وخضعت الضحية بعد ذلك، إلى سلسلة من المساومات، بعد اتصالات من الخارج والداخل، وانتحال شخص لصفة ضابط، مكلف بالبحث، إثر اعتقال مرسل الطرد بأوربا، ليزيد من تخويفها وابتزازها، بينما باءت محاولات اتصالها بفارس أحلامها بالفشل، إذ لم يعد يظهر على حسابه في “فيسبوك”، لتدخلها شبكة متخصصة في “السماوي الإفريقي”، في دوامة من الابتزاز من أجل تجنيبها المتابعة. واستمرت في دفع الأموال لإبعاد الشبهة عنها، وتلقي مكالمات من الخارج والداخل مرة بالعربية وأخرى بالفرنسية أو الإنجليزية، كلفتها رهن شقتها والاستفادة من قرض لدفع مبالغ وصلت إلى 85 مليونا في المجموع، لينتهي الابتزاز، باستفاقتها متأخرة ووضع شكاية لدى النيابة العامة بالجديدة انتهت باعتقال متهمين اثنين.

المصطفى صفر


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.