تحلية مياه البحر … المرحلة التجريبية

انطلقت من محطة اشتوكة وبلغت تكلفتها 4.4 ملايير درهم لسقي 15 ألف هكتار

كشف نورالدين كسى، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، عن انطلاق المرحلة التجريبية لاستعمال مياه وحدة محطة تحلية مياه البحر باشتوكة ضواحي أكادير، في استهلاك الماء الصالح للشرب، واستعمال مياه المحطة في سقي الأراضي الفلاحية بسهل اشتوكة. وأكد بأن جميع الأشغال بالمحطة التي بلغت تكلفتها الإجمالية 4.4 ملايير درهم، انتهت بالكامل، سواء الأشغال البحرية، أو المنشأة الكبرى للتحلية بجميع مرافقها، والتصفية والتصفية الداخلية، ومآخذ المياه ومعالجتها.

إعداد: محمد إبراهمي(أكادير)

أكد كسى أن فريق العمل تمكن من تزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب انطلاقا من المحطة، ابتداء من 26 يناير 2022 الماضي، منبها إلى إعطاء الأسبقية للماء الصالح للشرب لأن الجهة عرفت خصاصا فيه، كما شدد على أنه تم خلال يونيو الماضي البدء في عملية السقي التجريبي بشكل تدريجي، تنفيذا للعقود التي انطلق الفلاحون في إمضائها.، وأوضح أنه بنهاية غشت ستكون شبكة الري جاهزة بكاملها على طول 488 كيلومترا من القنوات الرئيسية والثانوية والثلاثية، استعدادا لإعطاء الانطلاقة الرسمية لاستغلال المحطة في السقي وتزويد أكادير بالماء الصالح للشرب.

تقدم أشغال المشروع المهيكل
أنهت الإدارة المسؤولة عن تنفيذ المشروع توفير العقار المخصص له ، سواء الشق المرتبط بالاحتلال المؤقت للملك العام البحري ، أو نزع الملكية بالنسبة إلى محطة التحلية ، أو الاحتلال المؤقت للملك العام الطرقي، ونزع الملكية بالنسبة لشبكة الري، لتصل نسبة تقدم الأشغال بالمحطة إلى 100 %، بعد الانتهاء من الدراسات التقنية التنفيذية، وتموين المعدات وأشغال الهندسة المدنية والأشغال البحرية وأشغال التهيئة الحضرية للمحطة. كما تؤكد جميع المعطيات بأن نسبة تقدم الاشغال بشبكة الري بلغت %97، بينما وصلت نسبة إنجاز الدراسات التقنية التنفيذية 100 % والأشغال الطبوغرافية 100 % وتموين المعدات100% واشغال الهندسة المدنية 100%. ودخلت محطة تحلية مياه البحر باشتوكة تاريخ الخدمة يوم 29 يناير الماضي، مع تسليم الأحجام الأولى من المياه المحلاة المخصصة لتزويد الماء الشروب بأكادير الكبير، وذلك بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لموقع المشروع، بحضور جميع المديرين التنفيذيين للمشروع والاطر التقنية في مديرية الري بالوزارة و المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة والمساعدة التقنية لإنجاز هذه الخطوة المهمة في مسار المشروع.

تفاصيل مكونات المشروع
تتألف المحطة من مأخذين لمياه البحر وقناتين للربط بطول 1100 متر للواحدة، إضافة إلى قناة للتسريب تمتد على طول 700 متر، وحوض لتجميع المياه وضخ مياه البحر، يتشكل من عدد من معدات للتصفية والتنقية من الرمل، الذي يعتمد التنظيف الأوتوماتيكي، ونظام التصفية القصوى ، كما يتكون المشروع من حوض وسطي للماء المرشح، ونظام التصفية بتقنية التناضح العكسي مع آلية الاسترجاع الجزئي للطاقة. هذا، فضلا عن تجهيزات خاصة بصب المواد الكيماوية، وخزان للماء الشروب تم إنشاؤه بالإسمنت المسلح بسعة 35000 متر مكعب، إضافة إلى خزان لمياه الري بسعة 43000 متر مكعب، وكذا محطة لضخ الماء المصفى، وحوض تسريب الماء المالح .
وتضم المنشأة الضخمة بناية إدارية خاصة بفريق العمل وقاعة للمراقبة ومختبرا للتحاليل ومعملا كبيرا، إضافة إلى المبنى الكهربائي. وتبلغ الطاقة الكهربائية المثبتة مقدار 68 ميغاواط. وتبلغ سعة المحطة، في المرحلة الأولية 275.000 متر مكعب في اليوم، منها 125.000 متر مكعب في اليوم للري، و150.000 متر مكعب في اليوم للماء الصالح للشرب. وستصل السعة النهائية للمحطة ما مقداره 400.000 متر مكعب في اليوم، تشكل منها 200.000 متر مكعب في اليوم للري، و200.000 متر مكعب في اليوم للماء الصالح للشرب.
وتتألف المنشأة المهيكلة من بنية تحتية للسقي مكونة من خمس محطات للضخ، و21.7 كيلومترا من قنوات توصيل المياه المحلاة، و490كيلومترا من قنوات المد وتوزيع مياه الري، و380 كيومترا من قنوات الوصل بالضيعات، تنتهي ب1200 صنبور لتوزيع مياه الري.

الحفاظ على المياه الجوفية
تتمركز أهداف المشروع حول الحفاظ على المياه الجوفية، ومن ثم الحفاظ على المحيط الحيوي لمنطقة اشتوكة وخاصة المنتزه الطبيعي لسوس، فضلا عن الحفاظ على النشاط الفلاحي في المنطقة، بما في ذلك المزروعات ذات القيمة المضافة العالية. ويهدف مشروع محطة تحلية المياه إلى تأمين تزويد منطقة اشتوكة بمياه الري من خلال تحلية مياه البحر كبديل للمياه الجوفية. وذلك لسقي مساحة إجمالية تقدر ب 15000 هكتار، تستفيد منها 1500 ضيعة فلاحية.

الانطلاقة مع بداية الموسم الفلاحي
طمأن مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، مهنيي القطاع الفلاحي، لأن بوادر انطلاق السقي بالمحطة يتزامن مع انطلاق الموسم الفلاحي في اشتوكة في يوليوز الحالي. وأوضح أن المشروع جاء للحفاظ على ريادة سوس، بالنسبة للإنتاج لأن الجهة تعتبر أول منتج للخضر والفواكه انطلاقا من أكتوبر حتى مارس، إذ تكون 85 في المائة من الصادرات الوطنية و92 في المائة من صادرات الطماطم.
وأكد بأن انطلاق الموسم الفلاحي سيكون في وقته وفي ظروف عادية بعرض مائي مهم، خاصة أن المديرية بذلت مجهودا كبيرا، في هذا الإطار، من خلال 6 ملايين متر مكعب من سد يوسف بن تاشفين ستمكن الفلاحين من انطلاق موسمهم، باستغلال مياه السد حتى نونبر، ليتم ربط الفترة بموسم الشتاء.
ويندرج تنفيذ وتنزيل مشروع بناء وحدة تحلية مياه البحر في منطقة الدويرة بالجماعة الترابية إنشادن التابعة لإقليم شتوكة آيت باها، لري منطقة اشتوكة وتزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، في إطار الشراكة بين القطاع العام- والخاص وجاء نتيجة تجميع مجهودات وموارد وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.

كسى: المشروع تم تنزيله في ظروف استثنائية
خلال استعراض نورالدين كسى،، في لقائه مع”الصباح” لحالة تقدم المشاريع المندرجة في إستراتيجية الجيل الأخضر، أبرز أن أهم ركائز هذه الإستراتيجية، تتمثل أولا في تنمية العنصر البشري والحماية الاجتماعية، بينما ترتبط الركيزة الثانية باستدامة التنمية الفلاحية، خاصة الشق المتعلق بالمياه. وشددد على أن الماء يعتبر محور التنمية بالجهة،خاصة المشروع الكبير مشروع تحلية مياه البحر.
وأوضح بأن هذا المشروع المهيكل، جاء لتعبئة الموارد المائية غير الاعتيادية لتجويد العرض المائي بالجهة، خاصة وأن نسبة ملء السدود لا تتعدى 14 في المائة، لأن التساقطات المطرية لهذه السنة لم يتجاوز معدلها 130 مليمترا فقط، لذلك، يقول كسى، تتجلى أهمية المحطة التي يهم 15 ألف هكتار بالنسبة للقطاع الفلاحي (السقي وتزويد أكادير الكبير بالمياه الصالحة للشرب).
وتم إنجاز المشروع في إطار شراكة بين القطاع والخاص، ووزارة الفلاحة في إطار تعاضدي مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ويعتبر إنجازا كبيرا تم تنزيله في ظروف استثنائية، وغير عادية، لأنه تزامن مع جائحة “كوفيد” لمدة سنتين. إذ رغم الصعوبات، يضيف كسى،” تمكنا من تحقيقه في وقته المحدد نتيجة تضافر الجهود جهويا ومحليا ومركزيا بمنظومة متكاملة تحت إشراف اللجنة الجهوية للماء”
وتهم المحطة شقين، يرتبط الأول بالماء الصالح للشرب والثاني بالسقي، وتم استكمال إنجازها في الوقت، مشيدا بعمل المنظومة ذات العلاقة بالتنزيل.