التشهير بالراسبين… ظلم ذوي القربى

أساتذة "مراهقون" يبحثون عن "البوز" على حساب احتقار تلاميذهم أصبح البعض مستعدا للقيام بأي شيء، من أجل الحصول على جرعة "بوز" وإعجاب، ولو تطلب الأمر خروجا عن القواعد الأخلاقية والمهنية والإنسانية، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، بل انتقل في الأيام الأخيرة إلى بعض الأساتذة، الذين صححوا امتحانات "الباك"، والذين شهروا بتلاميذهم "الكسالى". داس بعض الأساتذة على القانون والأخلاق، وسمحوا لأنفسهم بالتقاط صور لبعض أوراق الامتحان، التي تتوفر فيها شروط وقابلية "البوز"، وقاموا بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها مدمنو التشهير، باحتقار إجابات التلاميذ ومستواهم المعرفي، مع العلم أن بعض الأساتذة فشلوا مرات عديدة في "الباك"، ومن "يحمي لهم الطرح" فشلوا بدورهم، بل إن بعضهم "مكيفكش الخط"، ومع ذلك، يسخرون من التلاميذ. ماذا يعني أن يسخر أستاذ من تلميذه؟ هل المقصود أن القدرات الذهنية للتلميذ ضعيفة ومتخلفة، أم أنه مهمل لدراسته، أم أن الظروف الحالية لا تسمح للجميع بالحصول على الفرص نفسها في التعليم؟ أيا كان الجواب، فالأستاذ هو المسؤول الأول عن مستوى التلاميذ، لكن الإشكال الحاصل هو افتقاد بعض الأساتذة للمستوى الأخلاقي قبل المعرفي، الذي لم يمنع البعض من التشهير بتلاميذهم. إن تلك الإجابات حصاد ونتيجة طبيعية لضعف مستوى المنظومة، وعلى رأسها الأساتذة، وغياب "الكبدة" على أبناء المغاربة، وإهدار الزمن المدرسي بالإضرابات. وهناك بعض التلاميذ الذين يعانون كثيرا في صمت، لأنهم يعتقدون فعلا أنهم فاشلون وكسالى، وهذا قدرهم، فحينما تمتد إليهم ميكروفونات "البوز"، بعد نهاية الامتحان، يقولون أشياء غريبة، وهي حيلة نفسية هدفها إنكار وتجاهل الواقع المؤلم، فتجدهم يتحدثون بلغة ومصطلحات غريبة، ويقوم أحدهم بصفع صديقه الذي يتحدث إلى الكاميرا، بل إن بعضهم يلبس شخصية "الكلون"، ويقوم ببعض الحركات والتصرفات يجهل الهدف منها. إن أحد التلاميذ وصل به الحد إلى محاولة إرشاء المصحح، بـ 50 درهما خضراء، ألصقها في بطن ورقة الامتحان، ظنا منه أنه يملك حق المحاولة، لكن الأستاذ الذي صحح الورقة، قام بسلوك منحط أكثر من التلميذ، إذ التقط لها صورة خلافا للقانون، بل تمادى إلى نشرها والاستهزاء بالتلميذ، وكأنه يريد أن يقول إنه لا يرضى برشوة 50 درهما، وربما يقصد بطريقة غير مباشرة أن من أراد المحاولة يجب أن يكون أكثر سخاء. إن أكبر تحد تواجهه المنظومة التربوية، ليس تحديا معرفيا أو لوجيستيكيا أو بيداغوجيا، بل تحد أخلاقي وقيمي، إذ أن مستوى جزء كبير من التلاميذ والأساتذة ومسؤولي المنظومة ضعيف، ويجب أن نعمل باعتبارنا مجتمعا على الرقي بأخلاقنا وقيمنا، أما النقاط فلا معنى لها، في زمن أصبح فيه النقاش حول أهمية المدرسة في حد ذاتها، وراحت بعض الأسر تعلم أبناءها في المنزل دون حاجة إلى المدرسة، التي يمكن أن تلعب أحيانا أدوارا عكسية، خاصة إذا كانت عمومية، ويمكن أن تضر التلميذ أكثر مما تنفعه، إذ أصبحنا أمام حالات تحرش بالأطفال، وتربيتهم على قيم وأفكار ليست بالضرورة في صالحهم، ناهيك عن التنمر والإنهاك بكثرة الدروس والتنقل صباح كل يوم، من أجل تعلم عملية حسابية يمكن إجراؤها في البيت. عصام الناصيري

التشهير بالراسبين… ظلم ذوي القربى

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قروض "محاباة" لرجال أعمال

شكرا لكم

مقالات ذات صلة