كريم زياد المدير الفني لمهرجان كناوة قال إن المزج يمنح تاكناويت حياة متجددة قال كريم زياد إن فكرة المزج الموسيقي كانت جواز مروره إلى مهرجان كناوة الذي يشغل منصب مديره الفني، وتحدث الفنان الجزائري عن مجموعة من القضايا تتصل بالموسيقى ومستقبل المهرجان. في ما يلي نص الحوار. من خلال حضورك على رأس الإدارة الفنية لمهرجان كناوة منذ حوالي عشرين سنة كيف تطور هذا المهرجان من الناحية الفنية والموسيقية؟ استناد المهرجان على فكرة المزج الموسيقي كانت نقطة جوازي إليه، منذ دوراته الأولى، إذ سبق أن شاركت في إحدى الدورات موسيقيا وعازفا على آلة الباتري خلال تجربة فيزيون اعتمدت فيها فكرة جديدة في الاشتغال على تاكناويت والآلات الموسيقية العصرية بالاعتماد على توزيع حديث، وهي الفكرة التي راقت المنظمين، آنذاك، وكانت منسجمة مع فلسفة المهرجان، وهو ما دفعهم إلى اقتراحي مديرا فنيا للمهرجان رفقة المعلم عبد السلام عليكان وهي المغامرة التي استمرت طيلة هذه المدة في سبر أغوار تجارب المزج الموسيقي، وجعلني أقترب أكثر من هذه الموسيقى التي عشقتها منذ طفولتي. كما أنني سعيت إلى ضبطها من الناحية التقنية والإيقاعية حتى يسهل علي التواصل مع المشتغلين فيها، أما بالنسبة إلى تطور المهرجان فهذا راجع إلى تعاقب العديد من الموسيقيين والفنانين الكبار على دوراته وهو ما أكسبه روحا متجددة. ما هي الخصائص التي تتميز بها موسيقى كناوة وتجعلها قابلة للمزج مع موسيقى العالم؟ تاكناويت عالم موسيقي روحاني يتميز بثرائي النغمي والإيقاعي الذي لا يمكن التعامل معه إلا إذا كان ساريا في عروق المشتغل به، أو بالموسيقى بشكل عام، وقوة موسيقى كناوة تكمن أيضا في تركيزها على المقام الخماسي، وهو المقام الذي نجده حاضرا في الموسيقى التقليدية للعديد من الشعوب، ما يجعل تاكناويت قابلة للمزج مع موسيقاها، فضلا عن خلوها من ربع الصوت، ما يجعلها أيضا منفتحة على الموسيقى الأوربية والأمريكية خاصة أنماط البلوز والجاز وغيرها، بل كانت هناك تجارب ضمن المهرجان للمزج مع الموسيقى الصينية والأرمينية أعطت نتائج باهرة. أنت رجل إيقاع والملاحظ أن فكرة المزج كنت متشبعا بها قبل التحاقك بإدارة المهرجان... فعلا كانت هناك تجربة لي مع المعلم عبد الكبير مرشان وأنجزنا شريطا مشتركا عبارة عن تجربة فنية كتبت فيها ألحانا خاصة للبيانو والكيتار والباص حتى يتسنى مزجها مع تاكناويت على أكمل وجه، إذ أني لا أحبذ فكرة المزج الخام بين موسيقى الشعوب دون التصرف فيها، بل أحرص على أن يكون المزج مفكرا فيه وعلى المقاس، إذ أعتبر تاكناويت بمثابة الجسد البشري ووظيفتي مثل الخياط والمصمم الذي عليه أن يعثر على الزي والحلة المناسبة. إلى أي حد جعلتك نشأتك في الجزائر متشبعا بفكرة المزج الموسيقي خاصة أن هذا البلد معروف بموسيقى الراي التي كانت سباقة إلى الانفتاح على الموسيقى العصرية؟ عندما كنت أسمع الإيقاعات المغربية في طفولتي كنت أشعر أنها قريبة جدا إلى مزاجي، وكأنها جزء مني، فالتقارب بين الشعبين ومزاجهما الشخصي والموسيقي، لا يمكن أن تتحكم فيه الحدود الجغرافية، فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، لهذا نشأت وأنا مشدود إلى الانفتاح على موسيقى العالم، وأيضا موسيقى البلد الأقرب إلي من الناحية الجغرافية والحضارية. ما هي الوصفة التي تراها كفيلة بتجنيب مهرجان كناوة الوقوع في فخ التكرار؟ الوصفة تتحدد في المزج الموسيقي الكفيل بمنح تاكناويت حياة متجددة، وهنا تتحدد مهمتي في المهرجان بالبحث عن فنانين من العالم لديهم القابلية للتفاعل مع هذه الموسيقى وفهم أبعادها، ونقلها إلى أوسع جمهور كما هو الشأن بالنسبة إلى تجارب عديدة منها مع الفنان ماركوس ميلر، الذي ظل يتحدث عنها في حواراته بأمريكا وغيرها، ما منح كناوة أفقا وجمهورا آخرين، ونحن في بحث دائم عن كل ما يدفع بهذا الفن نحو الاستمرار. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور < من مواليد 1966 بالجزائر العاصمة. < مدير فني بمهرجان كناوة < عضو في أول مجموعة للـ"هارد روك" الشرقي واسمها "خنجر". < انضم كريم إلى "كونسرفتوار فونتوني" وإلى "المدرسة العليا للإيقاع إيمانويل بورسو". وقد عزف بفرنسا إلى جانب "جيف غاردنر"، و"الشاب خالد"، و"الأوركسترا الوطنية لباربيس"، و"الشاب مامي".