fbpx
ملف الصباح

صفحـات الابتـزاز … تصفيـة الحسابـات

شبكات تستغل صفحات مشبوهة لنشر أخبار كاذبة

برزت بالمدن الشمالية عامة، على مدى السنوات الأخيرة، أشكال مختلفة لجريمة الابتزاز الإلكتروني أو الفيسبوكي، التي ترتكب من خلال إنشاء صفحات وحسابات مشبوهة على شبكات التواصل الاجتماعي، تدار من قبل أشخاص بأسماء وهمية أو شركات لا وجود لها، بقصد تصفية حسابات عن طريق نشر أخبار كاذبة وتلفيق التهم لأشخاص ذاتيين ومسؤولين بقصد الضرر بهم، أو تسريب معلومات خاطئة للتشهير والإساءة إلى مؤسسات حساسة عمومية وخاصة دون تقديم أي أدلة على ذلك، ناهيك عن صفحات تهدف إلى إحداث البلبلة وتأجيج الأوضاع الاجتماعية بالدعوة إلى الاحتجاج والتحريض على العنف بواسطة شائعات لا أساس لها من الصحة.

وللحديث عن أخطر النماذج الإجرامية، التي ارتكبت بالمنطقة الشمالية عن طريق الأنظمة المعلوماتية، لا بد من التطرق لشبكة الابتزاز الفيسبوكي بتطوان ونواحيها، التي تتكون من ثلاثة أشخاص أدينوا ابتدائيا واستئنافيا بعقوبات حبسية وغرامات مالية متفاوتة، الأول مدون مشهور بمرتيل حكم عليه بسنة ونصف السنة حبسا نافذا، ورجل أعمال بسنة واحدة حبسا نافذا، ومتهم ثالث ملقب بـ “الضبابة” بستة أشهر حبسا نافذا، وذلك بعد جلسات التدقيق والبحث التفصيلي لدى قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها.

وتوبع المعنيون الثلاثة، بتهم ثقيلة تتعلق بـ “تشويه سمعة مسؤولين على رأس مؤسسات حساسة وإهانة هيآت منظمة ونشر معطيات ووقائع كاذبة وصور شخصية لأفراد دون موافقتهم عبر المواقع الاجتماعية والمس بالحياة الخاصة للأفراد والتشهير بهم والحصول على مبالغ مالية عن طريق التهديد، مع تسفيه جهود الدولة في إقامة مشاريع مهيكلة يمكن من خلالها تحقيق أهداف التنمية وتوفير فرص الشغل”.

وتفجرت هذه القضية، عندما أعطى وكيل الملك لدى ابتدائية تطوان تعليماته للمصالح الأمنية بالمدينة، وأمر بفتح تحقيق حول حيثيات وأهداف إنشاء صفحات فيسبوكية متخصصة في نشر الصراعات الدائرة بين رجال أعمال معروفين بمنطقة الشمال ومسؤولين كبار على رأس مؤسسات حساسة، وتوجيه اتهامات ثقيلة لهم للتشهير بهم وابتزازهم عبر مطالبتهم بمبالغ مالية مقابل التوقف عن النشر، بالإضافة إلى التحريض على الاحتجاج ومحاولة نسف جهود الدولة في التعامل مع وقف التهريب وتحقيق التنمية.

وبناء على تصريحات عدد من المشتكين، وكذا الأبحاث والتحريات التي قامت بها الضابطة القضائية بالمختبر الرقمي بولاية أمن تطوان، تم التوصل إلى هوية القائمين على صفحتين فيسبوكيتين، وكذا مكان وجودهم والجهات المحتمل دعمها لهذه الأعمال الإجرامية، ليتم إيقاف خمسة أشخاص يتزعمهم مدون مشهور بمرتيل، حيث أدين ثلاثة منهم بالحبس النافذ والغرامة، فيما برأت المحكمة متهمين توبعا في حالة سراح.

مدينة طنجة هي الأخرى شهدت عدة أعمال إجرامية نفذت عن طريق حسابات فيسبوكية أصبحت سلاحا رهيبا يستعمله بعض المنحرفين من أجل أهداف غير معلنة، ومن بينها قضية، لازال البحث جاريا بشأنها، تتعلق بحساب على تطبيق “سنابشات”، يشرف عليه مجهولون، يقومون من خلاله بنشر صور لعدد من الشباب والشابات بعاصمة البوغاز، ويرفقونها بأكاذيب وعبارات خادشة للحياء بغرض التشهير بهم، ما أثار ارتباكا لدى الفرق الأمنية الساهرة على أمن الفضاء الافتراضي، التي وجدت نفسها، أمام جريمة معقدة تحتاج إلى الكثير من الجهود والوقت لفك خيوطها الشائكة.

وحسب شكاية تقدم بها أمام المصالح الأمنية آباء وأمهات عدد من الشباب المتضررين، فإن هذه الصفحة تسببت لأبنائهم في قلق واضطراب نفسي أثر عليهم بشكل كبير وشتتت انتباههم، خاصة أنها تعمدت النشر في هذه الفترة المتزامنة مع الامتحانات، وطالبوا السلطات الأمنية وفرقة جرائم المعلومات بفتح تحقيق رسمي للكشف عن هوية القائمين على هذا العمل الإجرامي، الذين يختبئون خلف حسابات وأسماء مستعارة، والعمل على إيقافهم ومعاقبتهم طبقا للقوانين المعمول بها.

المختار الرمشي (طنجة)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.