مهنيون دعوا النيابة العامة إلى فتح تحقيق حول استمرار نهب الثروات السمكية فضحت حادثة سير بضواحي الداخلة وقعت، صباح أول أمس (الثلاثاء)، استمرار تهريب الأخطبوط، رغم قرار الوزارة الوصية بتمديد فترة توقف نشاط صيده، بسبب «الوضعية الحرجة وغير المسبوقة لمخزونه». وقال مهنيون، في اتصال مع «الصباح»، إن سيارة رباعية الدفع محملة بأزيد من طنين من الأخطبوط كانت قادمة من قرية الصيد «البويردة» بجنوب الداخلة في اتجاه المدينة، قبل أن تنقلب بسبب الإفراط في السرعة، مخلفة وفاة السائق، ما كشف عن لوبي تهريب الأسماك ونهب الثروة البحرية، غير عابئ بقرار وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، القاضي بالحفاظ على الموارد السمكية واستغلالها بشكل مستدام، خاصة بعد أبحاث للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري التي عاينت الوضعية الحرجة وغير مسبوقة لمخزون الأخطبوط في المنطقة البحرية الواقعة جنوب سيدي الغازي، ودعت إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على هذا المخزون، ومنها تمديد فترة توقف نشاط صيده. وطالب المهنيون وزارة العدل والنيابة العامة بفتح تحقيق في حادثة السير، وعدم الاقتصار على إعداد محاضر «روتينية» يتم خلالها تسجيل المخالفات ضد مجهولين، داعين إلى إحالة الملف على الفرقة الوطنية للدرك الملكي لتحديد هوية المهربين، والحد من استمرار نزيف الثروة السمكية، ف «الحادث يؤكد لامبالاة المهربين بالقرارات الحكومية، ومنها تمديد الراحة البيولوجية بالمصايد الجنوبية، رغم النتائج المعلنة من قبل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، الذي أكد تراجع المخزون السمكي ب67 في المائة».. وقالت المصادر نفسها إنه في الوقت الذي امتثل المهنيون لقرار وقف صيد الأخطبوط، يواصل المهربون نشاطهم غير عابئين باستنزاف الثروة السمكية، رغم أن البحارة وجدوا أنفسهم في عطالة لعدة شهور، في ظرفية تتسم بصعوبات اجتماعية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى والعطلة الصيفية، مشيرين، في الوقت نفسه، إلى أن قوارب الصيد التقليدي بـ «البويردة»، مثل باقي قرى الصيد بالمنطقة، تنتعش فيها قوارب صيد الأخطبوط بطريقة غير قانونية، واستغلت تحسن الأحوال الجوية لتكثيف نشاطها. ويذكر أن مهنيين دعوا الوزارة الوصية على القطاع إلى التدخل لإنقاذ البحر من كارثة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المغرب، واصفين استنزاف الأسماك بـ «المهول» وتتحمل مسؤوليته جهات متعددة، منها لوبي الصيد وتهريب الأسماك وتورط بعض الشركات في نهب الثروة البحرية، طيلة المراحل من الاصطياد إلى التسويق والتصدير. خالد العطاوي