انبعاث روائح فضح مكان الجثة وخلافات حول المال وراء الجريمة شهد درب الحمام بحي باب أيلان بالمدينة العتيقة لمراكش، مساء أول أمس (السبت)، اكتشاف واقعة إجرامية على شاكلة أفلام الرعب، تمثلت في تصفية مهاجر مغربي على يد جان لم يكن سوى شقيقه ودفنه وسط منزله قبل 15 يوما. وحسب مصادر «الصباح»، فإن المعلومات الأولية للبحث، كشفت أن الجاني قرر تصفية شقيقه بعد أن احتج على خذلانه إثر التصرف في الأموال التي كان يرسلها إلى الأسرة، من أجل بناء منزل بها، وهو الاحتجاج الذي تحول إلى خصام بين الطرفين، قبل أن يجهز عليه بسكين موجها له طعنات قاتلة كانت كافية لإزهاق روحه. وأضافت المصادر ذاتها، أن الأخ بعد استيعابه خطورة سلوكه المتهور، قرر تبني سلوك أخطر من سابقه، بعدما لجأ إلى حفر حفرة وسط بيته الذي يعيش فيه وحيدا، وعمد إلى دفن جثة شقيقه الهالك، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة والتمويه على المصالح الأمنية. وفي ما يتعلق بالهالك، كشفت مصادر متطابقة، أنه حل لدى عائلته أخيرا بمراكش عائدا من ألمانيا التي يعمل بها لقضاء العطلة ببلده، إلا أنه بعد استفساره عن مآل حوالاته التي كان يرسلها لأجل تأمين مستقبله «باش ادير علاش ارجع»، صدم بإخباره عدم بناء أي منزل، باعتبار أن تلك المبالغ المالية تم التصرف فيها من قبل شقيقه، وهو ما أثار غضبه وجعله يقرر التوجه إلى بيته للاحتجاج عليه ومطالبته بإعادتها، دون أن يدري أنه سيكون ضحية جريمة قتل، من قبل أعز شخص لديه. وتم افتضاح الجريمة المروعة، بعدما توصلت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، بإشعار من قبل جيران المشتبه فيه، كشفوا فيها انبعاث رائحة كريهة من بيته، مقابل اختفاء جارهم، وهي المعطيات التي استنفرت الشرطة، التي حلت بالعنوان المذكور مصحوبة بفرقة الشرطة العلمية والتقنية التابعة لها وعناصر الوقاية المدنية، قبل أن يتم استخراج الجثة المتحللة من الحفرة الموجودة وسط المنزل، بعد تحديد مكانها. وبأمر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الذي أمر بنقل الجثة إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح الطبي، باشر المحققون أبحاثهم وتحرياتهم حول الجريمة وتفاصيلها المرعبة، لإيقاف المشتبه فيه الرئيسي، الذي اختفى عن الأنظار بمجرد تنفيذ عمليته لتفادي الاعتقال والمساءلة القضائية. وباشرت فرقة الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مراكش، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، لفك ملابسات القضية التي مازالت تفاصيلها متشعبة في ظل تداول معطيات تفيد تورط بعض أفراد العائلة في الجريمة عن طريق أخت الهالك، التي تم اقتيادها للتحقيق معها حول التستر عن جريمة وعدم التبليغ إثر تصريحها، أنها عاينت شقيقها الجاني لحظة الإجهاز على أخيها المهاجر دون أن تقوم بالمتعين قانونا، ولكشف ظروف وخلفيات الجريمة وتحديد مسؤولية كل طرف قبل ترتيب الجزاءات قانونيا. وعلمت «الصباح»، أن المصالح الأمنية بمراكش، مازالت تسابق الزمن، لتحديد مكان وجود المشتبه فيه الرئيسي، الذي فر إلى وجهة مجهولة، من أجل وضع حد لعملية فراره في أقرب وقت ممكن، والتحقيق معه حول الأفعال الإجرامية الخطيرة المنسوبة إليه. محمد بها