الوكيل العام بطنجة أمر بالتحقيق في الأفعال المنسوبة إليه أمر الوكيل العام للملك لدى استئنافية طنجة بفتح تحقيق مفصل حول ظروف وملابسات الاعتداءات الجنسية، التي تعرض لها عدد من الضحايا المغاربة، ذكورا وإناثا، من قبل رجل الأعمال الفرنسي، المعتقل بباريس، على خلفية الاشتباه في ارتكابه جرائم خطيرة، بالمغرب وفرنسا، تتعلق بالاتجار بالبشر والتحرش الجنسي واغتصاب قاصر. وكشفت الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، خلال ندوة صحفية عقدتها، الجمعة الماضي بطنجة، أن الوكيل العام للملك أعطى تعليماته للمصالح الأمنية بالمدينة، لمباشرة التحقيق في شكايات تقدمت بها أربع فتيات مغربيات، تعرضن لأبشع مظاهر الاستغلال والاعتداءات الجنسية، من قبل مليونير فرنسي يدعى "جاك بوتيي"، بمساعدة موظفي ومسيري مركز للنداء يقع وسط عاصمة البوغاز، الذين يقومون بدور الوسيط، مستغلين هشاشة الضحايا لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وذكرت عائشة كلاع، رئيسة الجمعية، التي نصبت نفسها طرفا مدنيا لمؤازرة الضحايا في هذا القضية، أن المشتبه فيه "بوتيي"، له عصابة من المستخدمين داخل شركاته المتخصصة في الاتصال الهاتفي بالزبائن، الذين يعملون على اختيار شابات في وضعية هشاشة تتراوح أعمارهن بين 18 سنة و24، لتوظيفهن بإحدى شركاته، ويمارسون دور الوساطة لإقناعهن بممارسة الجنس مع رئيسهم بطرق شاذة، إذ يكون مصير الرافضات الاستفزاز والضغط النفسي، قبل أن يتم الاستغناء عنهن وطردهن من العمل. من جانبها، ذكرت نزهة خبيزة، المحامية بهيأة الرباط، وعضو مكتب الجمعية، أن المستثمر "بوتيي" استعمل أمواله من أجل التطاول على قوانين هذا البلد، من خلال استغلال الفتيات جنسيا داخل شركاته الثلاث بطنجة، وطرد كل من رفضت ممارساته الشاذة، وهو ما أكده محامي الضحايا، الذي أبرز أن شركات الفرنسي لا تحترم قانون الشغل وتتعمد انتهاك حقوق الموظفات المغربيات وتمارس فيها كل مظاهر التعسف، مشيرا إلى أن الضحايا لهم كامل الثقة في السلطات القضائية والأمنية المغربية لتحقيق العدالة. وشهدت الندوة حضور ثلاث ضحايا، تم التغرير بهن من قبل المليونير الفرنسي، اللواتي كشفن، بكل جرأة وشجاعة، كيف يتمكن المعني من استدراج الموظفات لممارسة الجنس معهن، وكيف كان يتحرش بهن في العمل غير مبال بوضعهن الاجتماعي إن كن متزوجات أو مطلقات أو أرامل… إذ كان يرسل لهن رسائل عبر "واتساب"، ويعرض عليهن هدايا فاخرة وإغراءات متعددة، من قبيل السفر والإقامة بفرنسا، قبل أن يشرع في الاعتداء عليهن، مستغلا حاجتهن وفقرهن. وفي السياق نفسه، أفصح مستخدم بالشركة ذاتها، أن "جاك بوتيي" كان يبدأ خطته بالتجول داخل الشركة لاختيار ضحاياه، غير آبه إن كانت الضحية محتجبة أو متزوجة، ثم يستعين بأحد المسؤولين بالشركة للحصول على هاتفها، ليقوم بعد ذلك بالاتصال بها للتحرش بها ومطالبتها بحضور حفلات بفضاءات متنوعة، قبل أن يقوم بهتك عرضهن مقابل إغراءات متعددة، مؤكدا أن هناك عشرات الضحايا غير قادرات على الإفصاح عما يتعرضن له داخل الشركة، خوفا من التوقف عن العمل وعدم التوصل بمستحقاتهن. وفي ختام الندوة، ناشدت الجمعية القضاء بإنصاف الضحايا وجبر ضررهن ومعاقبة المتورطين في الأفعال الإجرامية موضوع الشكايات المقدمة للنيابة العامة، وطالبت بحماية الشهود خلال المحاكمة وبعدها، مع استحضار حماية النساء من كل أنواع العنف عند وضع الإستراتيجيات الجديدة للاستثمار. المختار الرمشي (طنجة)