سيدي بوزيد … “سْكْر وزيد”

ست حانات وأخرى في الهواء الطلق والمنتجع أحرز لواء "السكرة والخمور" كان صالح المزيلي العامل الأسبق للجديدة، الذي التحق بها على رأس السلطة الإقليمية في 1969 يمني النفس وهو يفتح سيدي بوزيد أمام المصطافين بتخفيف الثقل عن شاطئ الجديدة، الذي كان محجا حقيقيا لسكان مدن داخلية، في مقدمتها مراكش. وكان أكثر من ذلك يأمل في أن يكون حلقة أخرى تدعم سياحة البحر التي يعول عليها إقليم الجديدة، لإنعاش سياحته الداخلية، علها تكون مدخلا لتحريك عجلة قطاعات أخرى تابعة. سارت الأمور في البداية كما رسم لها، لكن انحرف مسار التنمية السياحية بسيدي بوزيد، وبدل أن يحوز المنتجع اللواء الأزرق، يبدو أنه بدون منافس انتزع عن جدارة واستحقاق لواء " الخمور والسكرة " في الحانات كما في الهواء الطلق ، مع انحرافه نحو الشيشا والدعارة وكل ما يمكن أن يحيل على الممنوعات بشتى أشكالها. شيء من التاريخ كان سيدي بوزيد وإلى غاية سنة 1970 مجرد شاطئ غير مصنف في خريطة الشواطئ الوطنية ، إلى أن دفعت مؤهلاته السياحية، وجودة موقعه غير بعيد عن الجديدة، صالح لمزيلي الذي اعتمد على الإنعاش الوطني لتأهيل بعض مرافقه، وفتحه في وجع عموم المصطافين من داخل الإقليم وخارجه، ولم يمتلك المنتجع الجاذبية التي عليه اﻵن، بفعل أنه كان منتجع الأثرياء لتوفرهم على وسائل النقل ، والذين وفي ظل زمن مضى لم يكن فيه "التحكار" استفادوا من بقع فيلات وشاليهات بأثمان تفضيلية، ولم تكن بالمنتجع سوى حانة واحدة " القرش الأزرق " مملوكة لجماعة مولاي عبد الله، التي كانت تسيرها عن طرق سمسرة كرائية. خمور وممنوعات كان لابد من الانتظار إلى العشرية الأخيرة وخاصة السنوات الثلاث الأخيرة ، ليتأكد الجميع فعلا، أن سيدي بوزيد نقطة سوداء في خريطة منتجعات الجديدة، ليس هو ذاك الذي خطط له المرحوم المزيلي، ففي الوقت الذي كان سكانه والوافدون عليه يتوقون إلى احتضانه لأنشطة ترفيهية وثقافية، تتقدم به درجات نحو تصنيف أحسن في سبورة ترتيب المنتجعات الوطنية، ما حققه هو أنه انتقل من حانة واحدة إلى ست حانات، أغلبها لا يحترم الأوقات القانونية للإغلاق، فضلا عن أن ضعف إنارة معظم دروبه وأزقته، بل انعدامها في الكثير من الأحيان، كونه أضحى خارج الزمن الجماعي لمولاي عبد الله أمغار، التي يتبع إليها ترابيا، كل ذلك ساهم بشكل لافت للنظر، في استغلال مدمنين ومنحرفين ضمنهم قاصرون، ذلك الظلام الذي ساعدهم على معاقرة الخمر، وتدخين الملفوفات، في حانات على الهواء الطلق بعيدا عن أعين رجال الدرك، الذين لا يقوون على كسر جنوحهم، بسبب قلة الموارد البشرية، ومن ذلك الحانة التي تقع بجانب ضريح الولي الصالح سيدي بوزيد، حيث جنباته مؤثثة بما فضل عن السكارى من قنينات" الروج والبيرا". ولأن المخدرات توأم للخمور، فإن استهلاكها يتم في الأماكن المظلمة وبمواقف السيارات، التي هي الأخرى موضوع نقاش آخر، ويكون ذلك السبب الرئيسي في وقوع مجموعة من حوادث سير مميتة وجرائم أخرى أبطالها شباب يستعرضون " فتوتهم " بشكل يظهر المنتجع أنه "سايب" و"خارج الزمن اﻷمني". فيلات دعارة وساعات "الباص" اضطر الكثير ممن عشقوا السكن بسيدي بوزيد لهدوئه في وقت سابق، إلى بيع فيلاتهم ومنازلهم ، نظرا للرذيلة التي انخرط فيها المنتجع ، الذي لم يحافظ على سمعة الفترة بين 1970 و2010 ، ذلك مرده إلى انتشار أشخاص يمتهنون كراء فيلات ومنازل للدعارة الراقية ، التي تتأسس على ليال حمراء يؤثثها الجنس والممنوعات بكل أصنافها، كما أن تلك المنازل تحتضن متعا عابرة لبضع سويعات أو ما يعرف عند من "يقرقبون " المفاتيح بـ"الباص". وفي أحيان كثيرة تمت إماطة اللثام عن شبكات تنشط في الدعارة الراقية بالمنتجع، تسخر في ذلك فتيات ضمنهن قاصرات، كتلك الشبكة التي فككها المصطفى رمحان رئيس الشرطة القضائية ، والتي ألقى من خلالها القبض على امرأة كانت تتفنن في خدمة الباحثين عن إشباع نزواتهم الجنسية، بما في ذلك خدمة " الجنس أومبورتي". تغطية أمنية ضعيفة أحدث مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد لتقريب الخدمات الأمنية، الإظهار الأمن العمومي وسيلة لردع تنامي سلوكات خارج القانون، لكن هذا المركز لا يتوفر سوى على 28 دركيا ضمنهم الذين يقومون بأعمال إدارية ، وهذا المركز له مجال ترابي ممتد يتحكم في جماعتين ترابيتين، أكبرهما جماعة مولاي عبدالله التي يصل عدد سكانها 120 ألف نسمة، وجماعة سيدي عابد 30 ألف نسمة، ما يجعل التغطية الأمنية ضعيفة بمعدل دركي لكل 5400 مواطن، وهذا يحد من الفعالية والنجاعة الأمنية المطلوبة للتصدي لكل الانحرافات وتلميع الصورة العامة لمنتجع سيدي بوزيد. وإلى أن يتم فعلا التفكير في إستراتيجية أمنية جديدة بالمنتجع ، لن يتمكن سيدي بوزيد من اللواء الأزرق، بل سيحضن وإلى إشعار آخر لواء "السكرة والانحراف". عبد الله غيتومي (الجديدة)

سيدي بوزيد … “سْكْر وزيد”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توالي جرائم القتل بآسفي... عودة السيبة

قبول استئناف حكم إعدام سعدون

مقالات ذات صلة