ومن الحب ما حبس!

غريبة هي القضية التي شهدت أطوارها القاعة 2 بالغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الزجرية بالبيضاء، أول أمس (الأربعاء)، والمتابع فيها في حالة اعتقال شخص من المهاجرين القاطنين بالخارج، الذي اختار البحث عن حبيبته المفترضة بافتعال جريمة. القضية لا تخص فيلما سينمائيا، وإنما واقعة حقيقية، تشخص بأن من الحب ما أدى إلى السجن، بعد أن ادعى فيها هذا المهاجر أنه حل أخيرا بالمغرب، وفي الأحد الماضي، زار أحد الأسواق الكبرى قصد التبضع، وعند مغادرته السوق لفتت انتباهه شابة جميلة فتبادلا نظرات الإعجاب ودعاها إلى مرافقته في السيارة، وتبادلا أرقام الهاتف وحسابات "فيسبوك"، على أمل لقاء ثان، غير أنه بعد أن غادرت الفتاة إلى حال سبيلها اكتشف برهة أن هاتفه المحمول اختفى، وهو هاتف تبلغ قيمته حوالي 15 ألف درهم ويحتوي على معطيات حساسة، من بينها التصميم الهندسي للشركة التي يشتغل بها ببلد المهجر، وهي شركة متخصصة في المعلوميات الدقيقة، وهويات ومعطيات شخصية لمجموعة من الزبائن عبر العالم. كان ذلك ما أفاد به المصالح الأمنية التي وضع شكاية لديها، الاثنين الماضي، وأضاف أنه بحوزته صور للمعنية بالأمر استقاها من حسابها على "فيسبوك"، كما يتوفر على اسمها عبر الحساب ذاته. وإثر تلك المعلومات، تحركت المصالح الأمنية لكشف خيوط تلك الجريمة، خاصة أن المشتكي أكد أن هاتفه يحمل العديد من المعلومات السرية التي تخص عمله، فتم تنقيط المعنية بالأمر على الناظمة الآلية تبعا للاسم المضمن بحسابها على "فيسبوك"، فتم تشخيص هويتها بنجاح وربط الاتصال بالنيابة العامة وإحاطتها علما بفحوى الشكاية، خاصة أن الهاتف يتضمن معطيات حساسة، وأن الشرطة تمكنت من التوصل إلى الهوية الكاملة للمعنية بالأمر، فأصدرت النيابة العامة تعليماتها من أجل الانتقال إلى عنوان الشابة واستقدامها إلى دائرة الشرطة، قصد مزيد من البحث في الموضوع وإعادة ربط الاتصال بالنيابة العامة، من أجل تلقي المناسب من التعليمات تبعا لتقدم خطوات البحث. أثناء المواجهة، أكد المشتكي أنها فعلا الشابة موضوع الشكاية، لكنها لم تقم بسرقة هاتفه، إذ سبق له أن تعرف عليها عبر "فيسبوك" وتبادلا الأرقام الهاتفية، وكان حينذاك بالدولة التي يقيم بها، وبعد فترة حل بالمغرب، والتقيا وأعجب بها، وكان ذلك منذ أربع سنوات، وأن التواصل انقطع بينهما فجأة، بعدما غيرت رقم هاتفها، وقامت بحظره على "فيسبوك" و"واتساب". وزاد أنه عاد إلى المغرب، وحل بمطار مراكش، وكلما التقى شخصا طيلة الرحلة إلا وحدثه عن مدى إعجابه، بل وحبه للمعنية بالأمر ورغبته في الزواج منها، إلا أن حبل الوصال بينهما انقطع، وأمام لهفته للقائها مرة أخرى، سافر إلى البيضاء حيث تقطن حبيبته المفترضة، وحاول البحث عنها في كل مكان ممكن أن يجدها به إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فما كان منه إلا أن لجأ إلى الشرطة، لأنه يؤمن بأن الشرطة في خدمة الشعب، وأنه بادعائه تلك القصة ستساعده في العثور عليها، وهو ما تحقق له فعلا، ليجد نفسه متابعا في حالة اعتقال من أجل إهانة الضابطة القضائية والتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها. كريمة مصلي

ومن الحب ما حبس!

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحقيقات تزلزل 10 أقاليم

أطنان "الشيرا" في علب "لانشون"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات