البدراوي … “من الخيمة خرج مايل”

نقابة الصحافيين تستنكر هجومه على "شوف تيفي" وإساءته لتاريخ الرجاء "من الخيمة خرج مايل"... مقولة تعكس إحباط عدد كبير من المهتمين بشأن كرة القدم الوطنية، الذين اعتقدوا أن فريق الرجاء البيضاوي قطع مع عهود الأهواء والمشاحنات والحروب، وأن المرشح المقبل لرئاسته من الكياسة والنباهة (والأموال طبعا)، ما يجعله يعيد الفريق الأخضر إلى سكة الانضباط الإداري والانتصارات لإسعاد جماهيره. لقد سقط عزيز البدراوي، المدير العام لشركة للنظافة ومشروع رئيس للرجاء، في المحظور، وتابع الآلاف ندوته الصحافية، التي لا تختلف كثيرا عن جموع عامة للفرق الهاوية التي يكثر فيها اللغط والفوضى. فما هكذا تورد الإبل يا البدراوي. اعتقد البدراوي أن التفاف الرجاويين حول ترشيحه، يضمن له حصانة لشخصه، ويشفع له في ارتكاب الأخطاء القاتلة، ونسي أن دفاتر المحبين والمهتمين تسجل إخفاقاته الأولى للاستعانة بها "وقت الحساب"، حين ينتهي مفعول الحماس والأموال، ولو تنبأ بمصيره مستقبلا، للجم لسانه، لا أن يطلقه لسب الصحافة، واللجوء إلى الألفاظ البذيئة ضد منبر إعلامي معين، بحثا عن شعبوية زائفة، أو طمعا في رضى فئة ما، أو رغبة في رد الاعتبار لنفسه، غير عابئ بمصير سابقيه، بعد نهاية "شهر العسل". خاب أمل المتتبعين، بأن يشكل البدراوي إضافة إلى كرة القدم المغربية، ويساهم من موقعه رئيسا للرجاء في النهضة التي يعيشها عالم الكرة المستديرة بالمغرب، ويحفظ سمعة فريق الرجاء وجمهوره، فلم يستأنس بعظماء تركوا بصمتهم على تسيير الفريق، منهم المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي، لكنه اختار الطريق السهل، كاشفا عن شخصية رئيس يقتدي ببطاقة تعبئة سرعان ما سيتم نفادها، ما دفع النقابة الوطنية للصحافة إلى استنكار "اعتدائه" على موقع "شوف تيفي". في مصر، اختار مرتضى منصور، رئيس فريق الزمالك، المعارك لتدبير شؤون فريقه، حتى اشتهر بلقب "ملك السيديهات" (الأقراص المدمجة)، التي يدعي أنها تحتوي على فضائح وسائل الإعلام ولاعبي ورؤساء الفرق الأخرى. وفي المغرب يسير البدراوي في الطريق نفسه، فقبل ندوته الصحافية جمع حوله عدد من المنخرطين، بأحد فنادق خمسة نجوم بمركز البيضاء، لتعبيد الطريق أمامه لرئاسة النادي، ثم قرر منع المصورين الصحافيين من الدخول للفندق، فكشف، حسب أحد الزملاء الممنوعين، عن "وجه دكتاتور صغير يحيط نفسه بمجموعة من "الفيدورات" مهمتهم التضييق على عمل الإعلام". سيجد المرشح الجديد لرئاسة فريق الرجاء، الذي يحظى بدعم من الجمهور، نفسه وحيدا في أول منعطف بسبب تصرفاته الاستعلائية التي لا علاقة لها بالروح الرياضية، وحرية التعبير والاختلاف وتعدد الآراء، فـ "الراس القاصح" يصاب، دائما، بالجروح حين يصطدم بالصخور، و"الطبيب" لن ينجح في إصلاح ما أفسده العطار... وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليس بين المنخرطين في الجموع العامة. الرجاء كان يسيره الحكماء، والبدراوي فضل السير في حقل شوك معاداة الصحافة، واستغباء الجماهير، لكن يبدو أنه تنطبق عليه مقولة "الفقيه لي تنتسناو براكتو، دخل الجامع ببلغتو". خالد العطاوي

البدراوي … “من الخيمة خرج مايل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتوجات منتهية الصلاحية في الأسواق

محاكمة مغربي قاتل ضد روسيا

مقالات ذات صلة