أثقاب مائية سرية أنشئت تحسبا لأي هجوم خارجي على السدود تم السطو عليها من قبل ضيعات اكتشفت دوريات تابعة للمديرية العامة بوزارة التجهيز سطو أصحاب ضيعات على أثقاب مائية عالية الصبيب، أنجزت منذ سنوات من قبل مصالح الأحواض المائية، تحسبا لأي هجوم خارجي على السدود. وعلمت "الصباح" أن السلطات لم تستعمل مسطرة نزع ملكية البقع التي حفرت فيها تلك الأثقاب العميقة، الأمر الذي جعل أصحاب الأراضي يضعون اليد عليها ويستعملونها للسقي، في ظل غياب المراقبة المفترضة من قبل السلطات المحلية. ورصدت عناصر شرطة الماء مجموعة حالات خروقات مخالفة لبنود الالتزامات الموقعة من أصحاب أراض شرعوا منذ مدة في استغلال أثقاب احتياطية منجزة من قبل الدولة في إطار برنامج "باجير" تم تجهيزها بمضخات ومنصات للطاقة الشمسية بشراكات مع إيطاليا وألمانيا. ولم تتمكن فرق التجهيز من الوصول إلى أثقاب عمد أصحاب الأراضي إلى ضمها إلى أسوار الضيعات، ما حرم سكان مراكز العطش من التزود بالماء، كما هو الحال بالنسبة إلى مركز جماعة "الغوالم" دائرة الرماني التابعة لإقليم الخميسات. ونبه مصطفى فارس، كاتب عام وزارة التجهيز والماء، أثناء أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لكير-زيز-غريس إلى أهمية التشدد في الحفاظ على الأمن المائي، بالنظر إلى أن هذه المادة الحيوية هي الأساس الذي تنبني عليه الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، وتشكل عاملا رئيسيا لاستقرار التجمعات البشرية، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، مبرزا أن ما حققه المغرب من إنجازات كبيرة في مجال الماء، والتي مكنته من اكتساب تجربة متميزة فيه، تم بفضل السياسة المتجددة التي ينهجها الملك محمد السادس، والتي تشكل امتدادا للسياسة المائية الاستباقية التي أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني. وأوضح فارس أن سلطات الحوض المائي المذكور تسارع الزمن من أجل استكمال مشاريع هادفة إلى تعزيز المنظومة المائية، أهمها انتهاء أشغال سد "قدوسة" (إقليم الرشيدية)، بسعة تخزينية تبلغ 227 مليون متر مكعب، ما سيمكن من تنمية الري بالدوائر السقوية، وحماية المناطق الموجودة بسافلة السد من الفيضانات، وانتهاء أشغال سد "تودغى"، بسعة تخزين تبلغ 33 مليون متر مكعب، للتمكن من سقي الأراضي الفلاحية بسافلة السد، وتغذية الفرشة المائية، وكذا الحماية من الفيضانات، وإطلاق طلبات العروض لإنجاز أشغال سد "خنك ك رو" (إقليم فكيك). ومن جهته شدد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، على ضرورة التعاون مع الجماعات الترابية من أجل مواجهة شبح العطش، كاشفا بحر الأسبوع الماضي، في معرض جوابه عن سؤال شفوي حول التدبير المفوض، تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، أن الحكومة بصدد العمل على توجه جديد، سيرى النور قريبا، يقوم على إحداث شركات جهوية متعددة الخدمات لتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير السائل، بهدف التوفر على شركات ذات إمكانيات مادية ولوجستية وبشرية قادرة على تسيير هذه القطاعات على أكمل وجه. ياسين قُطيب