الفتيات يصنعن التاريخ

المنتخب النسوي لأقل من 17 سنة يتأهل إلى المونديال حقق المنتخب الوطني النسوي لأقل من 17 سنة إنجازا تاريخيا، بتأهله إلى نهائيات كأس العالم، المقرر إجراؤها بالهند السنة الجارية، بعد فوزه على نظيره الغاني بالضربات الترجيحية (4-2)، عقب انتهاء المباراة بهدفين لصفر، التي جمعتهما، مساء أول أمس (السبت)، بملعب الأمير مولاي الحسن بالرباط، لحساب إياب الدور الرابع. وجاء تأهل المنتخب الوطني النسوي لأقل من 17 سنة، بعد الاحتكام للضربات الترجيحية أمام نظيره الغاني، بالنظر إلى فوزه في مباراة الإياب بهدفين لصفر، سجلتهما فاطمة الغزواني في الدقيقة 16، وسامية مسناوي في الدقيقة 47، علما أن مباراة الذهاب بأكرا قبل أسبوعين، انتهت بالنتيجة ذاتها لفائدة منتخب غانا. ولعبت العديد من العوامل في تحقيق المنتخب الوطني النسوي للفتيات هذا الإنجاز غير المسبوق، في مقدمتها، تصدي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لظاهرة تزوير الأعمار، التي باتت اختصاصا إفريقيا، الشيء الذي دفعت ثمنه منتخبات شمال إفريقيا، التي عانت هذه الظاهرة لسنوات، وحرمت منتخباتها الصغرى من الحضور في مثل هذه المحافل الدولية الكبرى. ودفع الاعتراض الذي تقدمت به جامعة الكرة للاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى بث الخوف في الاتحاد الغاني، الذي اضطر إلى سحب مشاركة ثماني لاعبات، خوفا من معاقبة "فيفا" لمنتخب بلاده بالحرمان من المشاركة، وإقصائه من التصفيات الحالية، وهو ما كان سيمنح المغرب تأهلا بالقلم، في الوقت الذي حرم المنتخب الغاني من أقوى لاعباته. كما لعبت كورونا دورا كبيرا في حرمان المنتخب الغاني من مجموعة من اللاعبات، إذ لم تتبق له سوى ثلاث لاعبات في الاحتياط، وأثر ذلك على أدائه، وزاد من حرمانه مما تبقى من لاعباته القويات. وعلمت "الصباح"، أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أكد للاعبات أنهن صنعن التاريخ، بعد أن تمكن من تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس العالم، إذ يعد إنجازا غير مسبوق. تصريحات كوردوبا: أشكر الجامعة على دعمها أعرب باتريك كوردوبا، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، عن سعادته البالغة بهذا الفوز، والتأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم، التي تحتضنها الهند السنة الجارية. وأكد كوردوبا أنه سعيد أيضا للمغرب بهذا التأهل غير المسبوق، وسعيد للفتيات، اللواتي قدمن مستوى كبيرا في التصفيات، مضيفا أن التأهل فرصة لتقديم الشكر لكل من ساهم في ذلك، بمن فيهم أعضاء الطاقم التقني والطبي والإداري، ومسؤولو جامعة الكرة. وصرح كوردوبا أن جامعة الكرة مشكورة على الدعم الذي قدمته للمنتخب، ووضعته، في أحسن الظروف للتحضير لهذه المنافسة، التي لم تكن سهلة، لكن الأمور سارت على أحسن ما يرام، بسبب تضافر جهود جميع المسؤولين. زهير: تأهل مستحق أكدت ياسمين زهير، لاعبة المنتخب الوطني النسوي لأقل من 17 سنة، أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم مستحق لهذا الجيل من اللاعبات والطاقم التقني المشرف عليه، بعد المجهودات التي بذلها الجميع خلال التصفيات، التي لم تكن سهلة. وأضافت ياسمين أنها فخورة بأداء المنتخب الوطني، وسعيدة بهذا الإنجاز التاريخي، الذي يعد الأول من نوعه، على صعيد الكرة المغربية، معربة عن أملها في أن يكون بداية لانطلاقة عهد جديد للكرة المغربية، مع المشاركة في المحافل الدولية. وقدمت ياسمين شكرها للجامعة وإلى الجمهور المغربي، الذي حج إلى ملعب الأمير مولاي الحسن بالرباط بكثرة، من أجل مساندتهن، ودعمهن، للفوز في هذه المباراة، مشيرة إلى أن هذا التأهل سيبقى خالدا في الذاكرة، وبداية مرحلة جديدة للكرة المغربية. مشروع لقجع يعطي ثماره منتخبا الفتيات والشابات أبرز المستفيدين من برنامج «دراسة ورياضة» تجني كرة القدم النسوية ثمار برنامج دراسة ورياضة، الذي وضعه فوزي لقجع، قبل سنوات، بتأهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إلى كأس العالم، وتأهل المنتخب الأول إلى كأس إفريقيا، المؤهلة إلى كأس العالم. ويعد برنامج دراسة ورياضة الخاص بفئتي أقل من 17 سنة و20 بصيص أمل للكرة النسوية، خاصة على صعيد المنتخبات الوطنية، التي أثبتت إمكانية ارتقاء الكرة الوطنية على الصعيد القاري في هذه الفئات. وأبان برنامج دراسة ورياضة الذي ترعاه الإدارة التقنية منذ عهد ناصر لارغيت، المدير التقني السابق، إمكانية الاعتماد عليه، لتعويض ضعف الأندية، وتكوين الخلف، وتشكيل منتخبات قادرة على مواجهة أقوى المنتخبات على الصعيد القاري. وظهرت بوادر نجاح هذا الرهان بتحسن نتائج منتخبي أقل من 17 سنة وأقل من 20 السنة الماضية، في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، لكنها ألغيت بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بسبب تداعيات فيروس كورونا، قبل استئنافها من جديد هذا الموسم. وحاول فوزي لقجع إيلاء أهمية لهذا المشروع، خاصة أنه يتماشى مع أهداف وبرامج الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد أن كشف ذلك رئيسه جياني إنفانتينو في الكثير من المناسبات، وطالب بإحداث بطولات خاصة بالفئات الصغرى. وأطلقت الجامعة قبل سنتين أول بطولة احترافية في كرة القدم النسوية. ويأتي نجاح ورش الكرة النسوية، ليعزز الدينامية الكبيرة التي يعرفها المغرب، سياسيا واجتماعيا، إذ بعد عقود كانت فيه الفتاة المغربية في هذه السن خادمة بيوت، أو تقوم بالأشغال قاسية في العالم القروي، صارت اليوم قادرة على رفع العلم الوطني في المحافل الدولية. إنجاز: صلاح الدين محسن وعبد الإله المتقي

الفتيات يصنعن التاريخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونا بالمعمورة

‭"‬بوليساريو‭" ‬ومصير‭ ‬المحتجزين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات