جنايات فاس استمعت إليه وللشاهد حوالي 11 ساعة أخرت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية فاس، مساء أول أمس (الثلاثاء)، محاكمة عبد العالي حامي الدين القيادي في العدالة والتنمية على خلفية قتل الطالب اليساري (محمد بنعيسى آيت الجيد)، للمرة 18، بعد 11 ساعة استغرقها الاستماع إليه وللشاهد الخمار الحديوي. وحددت الغرفة صباح 20 شتنبر المقبل، تاريخا لاستكمال المرافعة. ونفى المتهم بجناية «المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد»، وجوده ضمن طلبة إسلاميين هاجموا بالعصي والسلاسل الحديدية، الشاهد ورفيقه بنعيسى زوال 25 فبراير 1993، بعد إنزالهما من سيارة أجرة صغيرة قرب معمل للمشروبات الغازية قريب من كلية الحقوق ظهر المهراز، في طريقهما لحي القدس بليراك. وأوضح أنه أصيب في توقيت سابق لذلك، بحجر طائش بمؤخرة رأسه بعد خروجه من مكتبة كلية الحقوق، بعدما سمع ضوضاء داخلها، مؤكدا أن أستاذا جامعيا نقله على متن سيارته لمستعجلات مستشفى الغساني، إذ أجريت له عملية جراحية قبل استنطاقه في ثلاثة مخافر. وأشار إلى أنه لم يعلم بالحادث الثاني، إلا لاحقا. وساءلته هيأة الحكم والوكيل العام ودفاع عائلة آيت الجيد والجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنتصبين طرفا مدنيا، طيلة 3 ساعات ونصف، عن حيثيات وتفاصيل دقيقة تتعلق بتوقيت ومكان إصابته ونقله للمستشفى وانتمائه السياسي وإدلائه بشهادة رابطة المستقبل الإسلامي للاستفادة من تعويضات هيأة الإنصاف والمصالحة. واضطرت هيأة الحكم لرفع الجلسة في مناسبتين أثناء استنطاقه لتوتر الأجواء بالقاعة 2 بين دفاعه والطرف المدني، ما تكرر خلال الاستماع لتصريحات الشاهد الخمار الحديوي الذي حضر الجلسة 113 في تاريخ محاكمات ذات صلة بقتل رفيقه وقررت المحكمة تخصيص 300 درهم عن كل جلسة حضرها في الملف الحالي الرائج. وسرد الخمار في شهادته بعد أداء اليمين القانونية، تفاصيل ما وقع بعد مغادرته وبنعيسى كلية العلوم بعد حوار مع عميدها لإعادة تسجيل 450 طالبا مطرودا. وأكد أنه أبلغ الطلبة بنتائج الحوار وامتطيا سيارة الأجرة لعدم وجود حافلة للنقل الحضري بالمحطة الموجودة بالساحة الجامعية ظهر المهراز، في ذاك اليوم الرمضاني. وأشار إلى أن سيارة أجنبية الترقيم عرقلت طريق سيارة الأجرة قرب معمل المشروبات الغازية، ففوجئ ورفيقه ب 25 طالبا إسلاميا يحاصرونهما ويعتدون عليهما بالضرب بعدما أخرجا بنعيسى من السيارة، موضحا أن ثلاثة منهم مدانون في ملفين سابقين أحدهما منقوض أمام محكمة النقض، تناولوا لبنة من الإسمنت وهووا بها على رأسه. وسرد بدقة تفاصيل ذلك ونقلهما لمستشفى الغساني وكيفية تعرفه على المتهم الذي اعتبر شهادته «زورا وكيدا وبهتانا ولا تمت للحقيقة بصلة». والتمس ودفاعه اتباع مسطرة الزور بشأن تصريحات الشاهد، ما عارضه ممثل الحق العام وقررت المحكمة صرف النظر بشأنه، قبل أن تقرر تأجيل مرافعة الدفاع استجابة لملتمس. حميد الأبيض (فاس)