150 منتحرا بدكالة في ثلاث سنوات

الاختصاصي الركادي قال إن ضعف التواصل الأسري وتهميش الصحة النفسية من أسباب تنامي الانتحار عرفت دكالة خلال ثلاث سنوات الأخيرة تناميا مخيفا في حالات الانتحار، التي لم يسبق لإقليمي الجديدة وسيدي بنور معرفتها من قبل، إذ أكدت إحصائيات أنه تم تسجيل ما يقارب 150 حالة انتحار في ظروف تنوعت ملابساتها خلال ثلاث سنوات فقط ، بمعدل 50 حالة انتحار في السن. ولئن كان في الماضي الانتحار مقتصرا على الذكور والإناث البالغين سن الرشد، فإنه ضمن 150 منتحرا بدكالة، أطفال صغار منهم من لا يتجاوز عمره 14 سنة، كما الحال بالنسبة لتلميذ انتحر بجماعة أولاد غانم، وآخر أنهى حياته بدوار بني عجم بسانية بركيك إقليم سيدي بنور، حزنا على وفاة والدته . ومس الانتحار فئات لم يسبق لها التمدرس، وآخرين على قدر مهم من التعلم وهو حال مقتصد ثانوية أم الربيع، الذي شنق نفسه بسكنه الوظيفي بحر الأسبوع الماضي. وخلال العشرية الأخيرة ازدادت الأمراض النفسية بشكل لافت للانتباه بدكالة، ولم تكن أبدا وزارة الصحة في الموعد، لتوفير أطقم طبية وتمريضية ضرورية لمصاحبة المرضى وتقديم العلاجات الضرورية لهم، إذ يبدو مخجلا أن نخصص طبيبة أمراض نفسية واحدة لكل سكان إقليم الجديدة الذي يبلغ عدده 700 ألف نسمة، بينما لم تنصرف النية أبدا لأنسنة جناح الأمراض النفسية والعقلية ببناية المستشفى القديم بالجديدة . هذا الواقع الصادم والمخيف حملته "الصباح" إلى عيادة عبد اللطيف الركادي ، الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية ، والذي لم يتردد في القول بأن الانتحار ظاهرة عالمية، ولكن بالحدة التي يتنامى بها في دكالة ، فهو مقلق بدرجة كبيرة ، مبرزا أن أسبابه تظل متعددة ومتداخلة في مقدمتها مرض " ثنائي القطبين " الذي يعيش من خلاله المريض لحظات متناقضة تماما، إذ يظهر مرة في قمة انتشاء بفرح شديد حد الإفراط، ويتحول بسرعة إلى مكتئب، ثم يحاول الانتحار، بل منهم من يقوم بالانتحار الجماعي بقتل أبنائه ومقربين له ، لتجنيبهم العيش بعده في ظروف صعبة . واستطرد الركادي، أنه ليست وحدها الأمراض التعفنية هي التي تنقل العدوى، بل حتى الانتحار يصبح معديا، خاصة في صفوف الأطفال والمراهقين، الذين لا يمتلكون مناعة نفسية قوية ويزداد الأمر اتساعا بفعل الفضاء الازرق . وأكد على أنه يتعين على اﻷسر أن تعود لدورها القوي في التأطير والتنشئة الاجتماعية، متسائلا ما أحوجنا اليوم إلى تلك الأسرة الملتفة حول بعضها على مائدة الطعام و" صينية " الشاي، حيث رب الأسرة يمارس دور مقوم الاعوجاجات السلوكية . ووصف الركادي الطبيب السابق للأمراض النفسية والعصبية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، واقع الصحة النفسية بالمخجل، وقال عنها إنها مهمشة بشكل رهيب، وتساءل كيف كان مستشفى الجديدة يتوفر على 5 أطباء بجناح الأمراض النفسية ولم تبق منهم اليوم سوى طبيبة واحدة، في زمن يشهد باستمرار تزايد أعداد المرضى النفسيين. واضاف "من غير المقبول أن نبني مستشفى من الجيل الجديد ، ليس به جناح للطب النفسي" . ونصح بمزاوجة العلاج الكيماوي بالأدوية مع العلاج النفسي، الذي يتأسس حسبه على ممارسة الرياضة والقراءة والعودة إلى المرجعية الروحانية. عبدالله غيتومي (الجديدة)

150 منتحرا بدكالة في ثلاث سنوات

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أشرطة مشبوهة تقود للانتحار

"بوليساريو" تلعب بنار الإرهاب

مقالات ذات صلة