تسجيل السيارات … الرقمنة تريح الموظفين

الشراكة مع مؤسسة البريد تقلص الاكتظاظ بمركز البيضاء الجنوبية لم يعد مركز تسجيل السيارات الدار البيضاء الجنوبية يعرف الاكتظاظ الذي كان يعانيه في السابق، إذ أن عدد زواره أصبحوا يعدون على رؤوس الأصابع، واختفت طوابير الذين كانوا يصطفون أمام مدخل المركز في انتظار الولوج إليه، كما أصبحت ظروف العمل داخل المركز ميسرة. عاينت "الصباح"، خلال زيارتها للمركز، علامات الارتياح بادية على الموظفين، بسبب تراجع الضغط عليهم، وتحسن ظروف العمل. وأوضح أحد العاملين بالمركز أن الوضع لم يكن يحتمل في السابق، لكن الأمر تغير بعد الاتفاقية التي وقعتها وزارة النقل مع مؤسسة البريد للتكفل بتسلم الوثائق من المرتفقين وإيداعها لدى المركز، دون حاجة إلى التنقل إلى مقرات مراكز تسجيل السيارات، إذ يكفي إرسال الوثائق المطلوبة عبر البريد. ورغم إقرار هذه الآلية، فإن بعض الأشخاص ما زالوا يفضلون التنقل إلى المركز، لكن الحركة قلت بشكل ملحوظ، ويتيح تنقل بعض المرتفقين إلى مقر المركز الفرصة لبعض السماسرة لعرض خدماتهم على المترددين على المركز، ما يتسبب في مشاكل للقائمين على المركز، إذ أن بعض السماسرة، الذين يرابضون بالمكان، يتصيدون، كما أخبر بذلك أحد أعوان الحراسة، ضحاياهم من المترددين على المركز بإيهامهم بأن لهم علاقات داخل المركز وأن بإمكانهم التوسط لهم وقضاء أغراضهم بسرعة، إذا قبلوا بأداء مبلغ معين، لكنهم يختفون دون تحقيق وعودهم، ما يتسبب في مشاكل لبعض الموظفين. لكن إذا كان تفويض تسلم الوثائق إلى بريد المغرب مكن من تخفيف الضغط وتقليص الاكتظاظ، فإنه لم يعالج سطوة حراس السيارات، الذين يفرضون سيطرتهم على المناطق الموجودة أمام مدخل المركز، ويقتسمون الرصيف المخصص للركن، ومنهم من سطا على الأماكن المخصصة لركن سيارات بعض المهنيين وأصبح يستغلها. وأكد أحد العاملين بالمركز أن بعض الأشخاص الذين يعرضون خدمة الوساطة لهم سوابق، ويمثل لهم المركز، مصدرا أساسيا للدخل، خاصة أنهم خبروا المساطر والوثائق المطلوبة من أجل الحصول على الوثائق التي يطلبها المركز والمساطر التي يمكن سلكها لقضاء بعض الأغراض الإدارية، ويجعل بعض المرتفقين يقصدونهم لتسهيل المأمورية عليهم. لكن بعضهم يتسبب في مشاكل كثيرة لمسؤولي المركز، الذين يتم اللجوء إليهم، في نهاية المطاف، عندما تكون هناك حالات نصب، إذ أن بعض السماسرة يقدمون أنفسهم للمرتفقين أنهم موظفون بالمركز، ما يدفع الضحايا إلى اللجوء إلى المسؤولين لتقديم شكاياتهم، فيكتشفون أنهم كانوا ضحايا عملية نصب، وأن الأشخاص المشتكى بهم لا تربطهم أي علاقة إدارية بالمركز. ويعاني المركز، الذي يغطي أربع عمالات الحي الحسني، وعين الشق، ودرب السلطان الفداء والنواصر، خصاصا في الموارد البشرية المحدودة، إذ لا يتجاوز عدد العاملين به 17 موظفا، خمسة منهم مكلفون بالشبابيك، والعدد ذاته يتكفل بإجراء ومراقبة الامتحانات، في حين أن المتبقين يتكفلون بمعالجة الملفات. وينتظر أن يتقلص العدد أكثر بعد إحالة بعض الموظفين على التقاعد، ما يفرض تعويض المغادرين، لضمان استمرار وتيرة العمل داخل المركز. ألف مرتفق في اليوم رغم أن عدد المرتفقين الذين يقصدون المركز عرف تراجعا باعتماد الوساطة في تسلم الوثائق وإيداعها بالمركز، فإن عدد المترددين لا يقل في المتوسط عن ألف مواطن في اليوم، حسب ما أخبرنا أحد أعوان الحراسة، الذي ينظم عملية الولوج إلى المركز. ويصبح من الصعب معالجة أغراض كل هؤلاء الوافدين، إذ لو تم تخصيص 15 دقيقة، في المتوسط، لكل مواطن، فإنه يتعين على العاملين بالمركز العمل دون انقطاع لأزيد من 10 ساعات في اليوم سيستغرقون لاستقبال الوافدين، ما يعكس حجم الخصاص الذي يعانيه المركز. لكن ذلك، لم يمنح بعض العاملين من إبداء استحسانهم للإجراءات التي تم اتخاذها أخيرا ومكنت من تحسين ظروف الاشتغال، رغم أن هناك عددا من المشاكل التي تتعين معالجتها، خاصة بمحيط المركز. عبد الواحد كنفاوي

تسجيل السيارات … الرقمنة تريح الموظفين

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تمرد بـ36 بالبيضاء

مشاكل صحية ونفسية وراءه

مقالات ذات صلة