مخابرات الجزائر تغرق المخيمات بالأفارقة

ثلث السكان من جنسية جزائرية و34 في المائة يحملون الوثائق الإسبانية بقلم: الفاضل الرقيبي تعيش مخيمات الصحراويين بتندوف الجزائرية حالة من الارتباك والتخبط، التي تسببت فيها السياسات الأمنية للمخابرات الجزائرية وعصابة الرابوني، بمساندة حرس الحدود الجزائري، بعدما استشعروا خطر هروب سكان المخيمات، أو على الأقل تناقص أعداد المقيمين بها، الذين لا يحوزون وثائق جزائرية، كما هو حال أغلب "رقيبات الساحل" وبعض الأقليات القبلية الأخرى بالمخيمات، الذين بدؤوا يهاجرون جماعات، باتجاه الشمال الموريتاني، حيث يسهل عليهم الحصول على وثائق هذا البلد، خصوصا بالنسبة إلى أولئك الذين حالفهم الحظ في التسجيل بقوائم إحصاء 2012، بـ "بئر أم كرين" الحدودية. ولتفادي تناقص أعداد سكان المخيمات، الذي يشكل خطرا على مشروعها بالمنطقة، حركت المخابرات الجزائرية أذرعها وخلاياها في بعض دول الساحل الإفريقي من أجل استجلاب مجموعات من المهاجرين إلى المخيم، حيث أصبح وجودهم اللافت للنظر حديث السكان. العملية التي أطلقتها الأذرع الأمنية للجنرالات في منطقة الأزواد، وبعض المناطق الحدودية في النيجر، تراقبها الوحدات الجزائرية المشرفة على تأمين المخيمات، بينما، من جانب "بوليساريو"، تم إسناد هذه المهمة لمسؤول أمن ما يعرف بالرئاسة، سيد احمد اليف وإبراهيم أحمد محمود بيد الله، الملقب بـ "كريكاو"، ومجموعة تابعة لدرك "بوليساريو"، التي تنسق مباشرة مع الداه الجنوب، مسؤول استخبارات "بوليساريو" في منطقة "فديرك" الموريتانية، والذي يشتغل مع مجموعات تهريب البشر عبر الأشرطة الحدودية. وبالإضافة إلى ذلك، عملت السلطات الجزائرية على نقل عدد من المهاجرين الموقوفين من مراكز الاحتجاز بولاية "تمنراست" إلى المخيمات تحت ذريعة العمل في ورشات الترميم والتلحيم، إذ تقوم بإسكانهم داخل المخيمات، وتمنحهم خيما جديدة، وتضعهم ضمن قوائم المستفيدين من المساعدات الإنسانية، تحضيرا لإدماجهم في قوائم سكان المخيم. وتقدر مصادر مطلعة أعداد المهاجرين الأفارقة، الذين وصلوا، أخيرا، إلى مخيمي أوسرد والعيون فقط، بأزيد من 700 شخص، بينهم نساء وأطفال، من جنسيات مختلفة، ما يعني أن المخابرات الجزائرية وعصابة الرابوني بصدد بناء مخيم جديد بالطريقة نفسها التي بنت بها دوائر كاملة في ثمانينات القرن الماضي. فليس سرا أن جل سكان دائرة الفارسية بمخيم السمارة يتحدرون من إقليم "أزواد" المالي، كما أن دائرتي العركوب واجريفية بمخيم الداخلة يسكنهما فقط ذوو البشرة السمراء، الذين لا ينطق أغلبهم اللغة العربية بشكل صحيح. ورغم ذلك، يتم تقديمهم على أنهم لاجئون صحراويون، ويتم تجنيدهم في صفوف وحداتها العسكرية بالمنطقة العازلة، خصوصا بعد رفض الصحراويين الالتحاق بتلك المليشيات، كما يتم استخدامهم لتنفيذ بعض المهام الأمنية داخل المخيم لقمع الصحراويين، الذين أصبحوا يجاهرون برفضهم لمشروع العصابة التي أصبحت في عزلة تامة عن سكان المخيمات. وفي الحقيقة هذا هو دين المخابرات الجزائرية وقيادة "بوليساريو". فمن استطاع، في 1975، بناء مخيم من مجموعات بشرية قادمة من مختلف الاتجاهات لن يجد صعوبة في إعادة الكرة مرة أخرى. فحسب أرقام دقيقة مسربة من لجنة الإحصاء، التي يعد مقرها أكثر حراسة من رئاسة "بوليساريو"، ولا يشتغل به سوى الجزائريين، فإن ثلث سكان المخيمات يحملون الجنسية الجزائرية ويحوز 34 في المائة منهم على الوثائق الإسبانية، ويتوزع الباقون بين حاملي الجنسيتين الموريتانية والمالية وبعض الجنسيات الإفريقية الأخرى، غير أن "بوليساريو" تقدمهم على أنهم سكان صحراويون لهم الحق في تقرير مصير منطقة لم يروها يوما ولا يمتون إليها بأي صلة. هذا الخليط البشري غير المتجانس، الذي يتقاتل بين الفينة والأخرى، تحت أعين المخابرات الجزائرية، هو ما يمنع الجزائر من قبول إحصاء سكان مخيمات تندوف، مخافة أن يكتشف العالم حقيقة تركيبتها الديمغرافية التي يمثل فيها الصحراويون المتحدرون من الإقليم المتنازع عليه قلة قليلة جدا.

مخابرات الجزائر تغرق المخيمات بالأفارقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

انطلاق فرقة محاربة العصابات بالناظور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات