مقادير الوصفات السحرية تصل 600 درهم وتعاملات حذرة لمحلات "العشابة" لتجنب كمائن الشرطة إذا كانت ليلة القدر مناسبة لاجتهاد المصلين في استغلال أكبر وقت من التعبد والدعاء للظفر بأجر وبركة ليلة وصفها الله عز وجل في كتابه الكريم بأنها خير من ألف شهر، وخصها بميزة متفردة يفوق فيها ثواب عبادة ليلة واحدة عبادات أشهر السنة، فإن هناك فئات تسارع الخطوات وتعد العدة ليس للسير على منوال مختلف أفراد المجتمع المغربي، بل لإقامة شعائر تتخللها الشعوذة ومعتقدات الشرك والدجل. بالعاصمة الاقتصادية، لا تكتمل طقوس "ليلة السابع والعشرين من رمضان" التي تتسابق فيها النسوة وعدد من الدجالين الممتهنين للشعوذة والسحر لتحقيق الربح السريع، باستغلال الجهلة، اعتقادا منهم أن الجن والشياطين تتحرر من قيودها بعد أن تم تكبيلها خلال شهر الصيام، (لا تكتمل) إلا بالتوافد على سوق جميعة بدرب السلطان بالبيضاء، حيث يحرص عدد من الأشخاص على عدم التفريط في الإقبال على محلات "عشابة" مختصة في ترويج منتوجات للسحر والشعوذة. وتتسابق عدد من النسوة، وكذا دجالون يتخذون هذه المناسبة الدينية فرصة لتحقيق مآربهم وتجارة مربحة للجهلة الذين يؤمنون بطقوس تجاوزتها البشرية، إذ تحرص بعض النساء على تنفيذ مخططاتهن الشيطانية وعدم احترام حرمة الشهر ولا الليلة العظيمة، باتخاذها وقتا للقيام بأعمال سحرية تستهدف إما الزوج أو أحد الأقارب أو حتى الجيران. ويكفي المرء القيام بجولة بسوق "جميعة" حتى يصعق لمشاهد صادمة تتمثل في تهافت زبناء من نوع خاص على محلات العشابة ليس بهدف اقتناء أبخرة من النوع الجيد لتعطير أرجاء البيت احتفاء بليلة مقدسة، أو منتوجات طبيعية للتداوي من قبيل "الزعتر" "والشيح" و"الأزير" والحلبة المطحونة وغيرها، وإنما بهدف شراء منتوجات للسحر والشعوذة. "سوق جميعة" تنتعش فيه تجارة السحر والشعوذة بشكل كبير خلال ما يصطلح عليه ب"العواشر" سواء في شهر رمضان أو مناسبة عاشوراء التي تتزامن والعاشر من شهر محرم، إذ تشهد محلات العشابة خلال هذه الأيام استنفارا كبيرا من قبل المشعوذين ومن يدور في كنفهم، سواء تعلق الأمر بالمهنيين المخصصين في طقوس السحر، أو الراغبين في تحضير وصفات السحر التي تتضمن بخورا خاصة وأعضاء حيوانات وغيرها من المواد المستعملة في التمائم، التي ترمى أو تدفن بفضاءات متعددة في ليلة 27 من رمضان. ولأن السلطات المحلية والأمنية سخرت عناصرها لمحاربة تجارة الشعوذة بتلك البراكات المترامية بسوق جميعة، الذي يحيل اسمه على السحر بعد أن اكتسب شهرة في بيع مواد خاصة بالشعوذة والدجل، فإن عددا من المحلات اختارت تطوير أساليبها في التمويه لتفادي الشك والمساءلة والاعتقال، إذ تحرص على عرض منتوجاتها المحظورة بحذر شديد، خاصة بعد الحملة غير المسبوقة قبل عامين والتي تمت فيها مداهمة عدد من محلات المشعوذين. ومن خلال جولة بسوق جميعة بدرب السلطان، لوحظ حرص عدد من محلات العشابة على عدم الخوض في أمور السحر والبضاعة المحظورة مع الزبائن الرجال، مخافة أن يكون الزبون ضيفا ثقيلا، باعتباره من الشرطة التي تحرص على نصب كمائن للإطاحة بالمشعوذين والمشتبه فيهم، مقابل التعامل مع النسوة بشكل كبير عبر لغة العيون ومصطلحات خاصة ترمز إلى الغرض غير الشرعي الذي أتت من أجله، قبل الإيذان للزبون بدخول غرفة العمليات السرية المخصصة لطقوس السحر والشعوذة، وتتضمن منتوجات أبخرة ومواد غريبة وجلود حيوانات وسلاحف وسحليات تستغل في أنواع السحر والسحر الأسود. وتنطلق أثمنة "توابل السحر" من 150 درهما إلى 600 درهم وقد تصل إلى مبالغ خيالية، حسب الجودة والطلب وأشكال الخدمة التي يتم تقديمها، لإنجاح عملية السحر المستعملة في جلب "القبول" و"المحبة"، للحصول على حظوة ومحاربة "العكس" أو المخصصة للسيطرة على الزوج أو الحبيب أو لأذية غريم أو عدو سواء في العلاقات الشخصية أو العملية والتأثير على مستقبل الشخص المستهدف حسب معتقدات فئة تؤمن بثقافة "تطويع الجن والشياطين في خدمات الشعوذة". محمد بها