الفتوحات العربية هيأت فضاء لأغلب اليهود

يهود الأندلس والمغرب ... قصة تعايش 4 الإسلام لم يكن أي عداء للتجارة والحرف التي طورها اليهود الذين تركوا قراهم ليحلوا في المدن نقدم لكم في هذه السلسلة من الحلقات، تاريخا من التعايش بين اليهود والمغاربة، تحدث عنه حاييم الزعفراني، ابن الصويرة، الذي اعتبر من أشهر الكتاب في عهده. من أصل 15 كتابا نشره حول علاقة اليهود والعرب، اعتبرت جلها وثائق تاريخية عن التعايش السلمي والفكري والثقافي السليم بين الديانتين، يعتبر كتاب “يهود الأندلس والمغرب” من أشهرها، إذ تحدث فيه عن طريقة عيش اليهود في المغرب، وكيف وجدوا فيه بيئة هادئة ومتينة لربط علاقات مهمة، والنجاح في مهن مختلفة. توفي في 2004، لكنه ترك خلفه إرثا لن يموت، وكتبا سلطت الضوء على حقبة من التعايش السلمي الجميل بين “الإخوة”. العقيد درغام الإسلام لم يكن أي عداء للتجارة والحرف التي طورها اليهود الذين تركوا قراهم ليحلوا في المدن يرى الزعفراني أن “الموقع الجغرافي الذي احتلته أرض المغرب، هو موقع وسط بين المشرق والأندلس، كما جعل التاريخ السياسي والاجتماعي والديني من هذا البلد، موطنا التقى فيه تياران كانا وليدي ذلكما القطبين اللذين مثلا القوة والعلم”. كانت الحياة الفكرية والإبداع الأدبي “يستقيان من هذين القطبين أيضا”، فكان “الشرق مصدر العلوم والإنسانيات الربية وموضوعات التلمود، بل مصدر مذاهب “الزهر” و”القابالا”، بينما كان تأثير الإرث الأندلسي الرائع متمثلا في جميع أنواع التعبير الفكري”. وحسب الزعفراني، “قد اتضح هذا التأثير في الأعراف والعادات والتقاليد الأدبية، التي حافظت عليها طوائف هذه الديار بكل عناية، بوصفها مياسم نبل تشد إلى الماضي”. رغم ذلك، هناك “صبغة محلية في الكتابات العبرية أو الآرامية، يصعب اكتشافها، “فيظهر أنها كانت وقفا على الأنواع الأدبية الأخرى السائدة، مثل الأدب الشعبي المكتوب باللهجة الدارجة، وفي بعض تقنيات القصيدة الشعبية”. لفهم هذا الفضاء الجغرافي السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي والديني، كان لابد حسب الزعفراني، “أن نولي وجهنا شطر الشرق أولا، ثم بعد ذلك نعود للحديث عن الغرب الإسلامي: الأندلس والمغرب”. يعتبر الزعفراني أن الفتوحات العربية بين السنوات 632 و711، “هيأت فضاء استظل بظله في مهد الخلافة تحت راية الإسلام وتحت سلطته، جماع تسعين في المائة من كافة اليهود إذ ذاك. وهي ظاهرة لم يعرفها الشتات اليهودي إلا في زمن “قورش” ملك الفرس. وفي هذا المدى الشاسع تحققت استقلالية متكاملة، وتهيأت أسباب فريدة مكنت من حياة اقتصادية معطاء. كما عرفت الحياة الفكرية والروحية ازدهارا كان سببه عهد الخلافة الجديد، بما له من أثر جميل”. يقول الزعفراني إن «الإسلام لم يكن أي عداء للتجارة والحرف التي طورها اليهود الذين تركوا قراهم ليحلوا في المدن» التي تم فتحها من قبل العرب، إذ أقاموا فيها معسكرات وتحولت لمدن. بل ساهم الإسلام «بالقدر الكافي» في النشاطات التي كان يقوم بها اليهود، «وفي نمو العواصم الكبرى مثل بغداد والقيروان شرقا. وفي بلاد إفريقيا حيث استقروا في مدن الغرب الإسلامي، ومن بينها مدينة لوسيانا التي أصبحت مدينة يهودية خاصة». ويضيف الزعفراني، «إن تكوين أمة واحدة من الشعوب تحت راية الإسلام، وإن سلطة دولة الخلافة التي امتدت فشملت المسالك البرية وطرق البحر المتوسط والمحيط الهندي، وإن يسر الوصول إلى صادر النتاج كالتوابل والحرير، كل هذا ساهم بشكل كبير في المبادلات التجارية التي عرفها عالم العصر الوسيط، الذي لم يكن يفصل بين أقطاره حد من الحدود. وبالنسبة لليهود خاصة، الذين كانوا يتوزعون على رقعة هذا الفضاء الجغرافي السياسي الشاسع، فإن وشائجهم العائلية واتصالاتهم الطائفية، كانت عاملا مساعدا آخر لم ينحصر أثره في العلاقات الفكرية والدينية الخاصة بهم وحدهم، ولكنه كان أيضا عاملا أساسيا في المبادلات التجارية والصناعية على وجه العموم". تجارة وفلاحة يقول الزعفراني إن أنواع التجارة والحرف المختلفة، كانت مصدر رزق اليهود داخل المدن، في حين بقيت الفلاحة مصدر رزق عدد كبير منهم خارجيا، خاصة لدى يهود المناطق الأمازيغية في بلاد المغرب.

الفتوحات العربية هيأت فضاء لأغلب اليهود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مبتز خليلته بالجديدة

الاعتزال الصعب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات