هوجين فجرت القضية

"فيسبوك" ... الحقيقة المقلقة (الأخيرة) قالت إنها اقتنعت بالهدف النبيل لـ"فيسبوك" قبل أن تكتشف العكس نقدم في هذه السلسلة من الحلقات، خلاصات كتاب حول موقع التواصل «فيسبوك»، باسم «الحقيقة المقلقة»، صدر نهاية السنة الماضية، وتطرق بالدلائل إلى الأهداف الخفية للموقع الأكثر استعمالا في العالم، إذ وصل عدد مستخدميه إلى ما يقارب ثلاثة ملايير، منهم عشرات الملايين من الحسابات من المغرب. ترى شيرا فرينكل وسيسيليا كانغ، الصحافيتان المحققتان، صاحبتا الكتاب، أن مالكي «فيسبوك» وهما مارك زوكربورغ وشيريل ساندبيرغ، طبعا مع عدد من الممارسات غير الشرعية، مثل بيع المعطيات الشخصية والتجسس على الحياة الشخصية للمستخدمين وتسهيل تمرير خطابات عنصرية وعنيفة، ثم إخضاع مستعملي الموقع لأفكار سياسية معينة، وراءها سياسيون فاسدون في العالم بأسره. ويعتبر الكتاب أن «فيسبوك» بات من أكبر الأخطاء التي تهدد البشرية، واصفا إياه ب «قوة الشر» . العقيد درغام فرانسيس هوجين، كانت وراء تفجير فضيحة ضخمة ضد «فيسبوك» في نهاية السنة الماضية، بعدما قبلت بنقل كل المعلومات التي تتوفر عليها للقضاء وللبرلمانيين الأمريكيين، لإقناعهم بأن طريقة عمل الموقع غير شرعية وتهدد المواطنين في كل أنحاء العالم. هوجين استعانت أيضا بكتاب فرينكل وكانغ، بل اعتبرته «تقريرا مفصلا عما يحدث داخل فيسبوك»، وقالت إنه يمكن الاعتماد على المعلومات التي تضمنها، من أجل إثبات ما تقوله حول الموقع الأزرق. لم تخش هوجين من تسريب وثائق كثيرة داخلية ل»فيسبوك»، تؤكد الأهداف الحقيقية للموقع، وهل يتعامل فعلا مع المخاطر التي يشكلها على المجتمع، إذ قامت بجولة عالمية في ندوات وجلسات استماع، من أجل فضح سياسة الموقع. قالت هوجين، إن «فيسبوك» يضع تحقيق الربح أولوية أمام الأمن الإلكتروني. اعتمد كتاب فرينكل وكانغ على تصريحات هوجين أيضا، التي كانت من الذين تم استجوابهم لإعداد الكتاب، حتى قبل أن ترحل عن الموقع في يونيو الماضي. اعتبرت شهادة هوجين من أهم الشهادات المقدمة في الكتاب، أيضا، إذ قالت إنها اقتنعت في البداية بالعمل الاجتماعي والهدف النبيل ل»فيسبوك»، قبل أن تكتشف العكس مع مرور الوقت. وطالبت هوجين بضرورة الضغط على الموقع ليكون أكثر شفافية في ما يخص طريقة تعامله مع الأحداث السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، مبرزة أن الأمر يتعلق بكل وسائل التواصل الاجتماعي وليس فقط «فيسبوك»، وأن الحديث عن الموقع الأزرق بسبب أنه الأكثر استخداما في العالم. شددت هوجين على ضرورة أن تقدم هذه المواقع التفسيرات اللازمة لتصرفاتها، ويجب أن توضع قواعد جديدة للتعامل معها. واعتبرت المسؤولة السابقة بالموقع الأزرق، أن عدم مراقبة تصرفاته لم يعد مقبولا، مبرزة أنه يجب إحداث طريقة لمراقبة وتتبع قرارات «فيسبوك»، وإجباره على تقديم بياناته وتوضيحات بخصوص كل عمله، بشكل أسبوعي، من أجل حماية المستخدمين. طلبات هوجين تتناسب مع ما يطلبه الاتحاد الأوربي من «فيسبوك»، إذ مازالت المفاوضات بين الطرفين مستمرة، وبسببها هدد الموقع بالرحيل عن أوربا، بفعل الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من قبل البرلمان الأوربي. يرفض الموقع الأزرق التحكم في طريقة عمله واتخاذ قرارات مكانه، وهو ما فجر الخلافات بينه وبين أوربا. واعتبرت هوجين المناسبة جيدة من أجل فرض قواعد عمل جديدة على «فيسبوك»، وعلى كل المواقع المماثلة التي تعمل على الأنترنت، محذرة من كوارث وحوادث إذا استمر «فيسبوك» في العمل «بمفرده في الظلام»، دون حسيب ولا رقيب. في 2018، تقول هوجين، اتخذ «فيسبوك» قرارا مهما وخطيرا، اتضح بعد ذلك أن نتائجه سلبية. القرار يتعلق بتقسيم الأخبار على صفحات المستخدمين، إذ أراد منح الأفضلية للمقربين من الموقع، وأن يتم إيصال تدويناتهم وأخبارهم للعالم كله أولا، قبل أي أخبار أخرى. أخبار سياسية وعدوانية أغلب التدوينات والأخبار التي تم نشرها من قبل هؤلاء المقربين من «فيسبوك»، ذات طابع سياسي وعدواني، والأخطر كان بعضها يتضمن أخبارا زائفة، وهو ما أثر بشكل سلبي وصادم على توجهات المستخدمين في تلك الفترة. اقترحت هوجين أن يعود «فيسبوك» إلى طريقة عمله في 2009، والتي تمنح الأولوية للتدوينات والأخبار الاجتماعية والعائلية، بعيدا عن السياسة والتوجهات العدائية.

هوجين فجرت القضية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عيطة سيدي حسن ... رثاء ملك

سيدي بليوط... تضارب الروايات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات