fbpx
حوادث

أسرار شبكة “ميسي” للمخدرات 7 … مكالمة تطيح برئيس منطقة

تدخل لفائدة البارون “إحرامن” ومكالمات فضحته رغم نفيه العلم بنشاط المهرب

هي شبكة مخدرات عابرة للقارات، هربت عشرات الأطنان من الشيرا عبر موانئ أكادير وطنجة وسواحل العرائش. أطلق عليها اسم “ميسي”، نسبة إلى لقب رئيس أمن إنزكان، التي سقط فيها، وأدين ابتدائيا ليخرج منها بريئا. اعتبرت الواقعة من أكبر الشبكات التي سقط فيها رؤساء مناطق إقليمية وأمنية ورؤساء للاستعلامات العامة والشرطة القضائية والهيأة الحضرية، من شمال المغرب إلى جنوبه. ووجد مسؤولون أمنيون كبار إلى جانب آخرين بالجمارك والإدارة الترابية، أنفسهم في موقف محرج، بعدما فضحتهم خبرات تقنية على هواتفهم وتصريحات بارونات كبار للمخدرات، كما سقط بعدهم ضباط سامون للدرك. ولمناسبة رمضان تعيد “الصباح” تركيب القصة، بعد النطق بالحكم استئنافيا على ما يزيد عن 72 متابعا.

عبدالحليم لعريبي

أثناء استخراج مضمون المكالمات الهاتفية الذي أمرت به النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، من أجل إماطة اللثام عن فرضيات قوية مفادها استغلال مسؤولين أمنيين مهربين دوليين للمخدرات بعد حجز ستة أطنان ونصف كانت في طريقها للتهريب الدولي للمخدرات بميناء طنجة المتوسط، أظهر بعض من الخبرات التقنية أن رئيس المنطقة الإقليمية للأمن المضيق الفنيدق، له علاقات مشبوهة مع المهرب الدولي للشيرا الشهير ب”إحرامن”.

ووجد المسؤول الأمني نفسه أمام مجموعة من الاتصالات المشبوهة، والتي يفهم من مضمونها حسب استنتاجات ضباط التحقيق التمهيدي بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية وجود علاقة وطيدة بين الطرفين، سيما طلبات البارون من رئيس الأمن التدخل له في بعض القضايا.

وبعد مواجهة العميد الممتاز بتلك المعطيات أقر أنه تعرف على “إحرامن” كونهما يقطنان بالمجمع السكني نفسه، وبعد توطد علاقتهما أخبره البارون أنه هاجر إلى الديار الإسبانية من أجل العمل، وهناك أفلح في جني ثروة مهمة بعدما أسس مقاولة للبناء، ثم بعدها عاد إلى أرض الوطن بهدف الاستثمار، فأسس شركة للنقل الدولي، وبعدما نجحت استثماراته بات يملك العديد من وكالات الأسفار وشركات كراء السيارات بكل من الرباط والبيضاء.

ولإبعاد الشبهات عنه نفى رئيس المنطقة الإقليمية للأمن علمه بنشاط البارون “إحرامن” في تهريب المخدرات، إلا بعد حجز الستة أطنان ونصف التي كانت في طريقها للتهريب الدولي، مضيفا أنه أجرى مجموعة من التحريات وتوصلت الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية أن هذا البارون متورط في قضية جارية لدى مصلحة الشرطة القضائية بالمضيق تتعلق بالاعتداء على الملك الغابوي، كما كشف البحث أنه صهر زعيم الشبكة الدولية لتهريب المخدرات الملقب ب”التمسماني”.

وبعدما أنهى المسؤول الأمني روايته واجهه ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتسجيلات المكالمات الهاتفية التي جمعته بالبارون، وكان مضمونها يتمحور حول طلب الأخير منه التدخل في قضية جارية، فأجاب أنه قبل حجز الكمية المعدة للتهريب بميناء طنجة المتوسط وأثناء وجوده مع المهرب، أشعره الأخير أن أحد أقاربه الملقب ب”الحمامة” مبحوث عنه من قبل المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان والشرطة القضائية بالمضيق وأنه يرغب في تقديم نفسه أمام أمن تطوان، وطلب منه أن يبعث بمجموعة من فرقة الشرطة القضائية للاستماع إليه في قضية تتعلق بمحاولة سرقة بالعنف والضرب والجرح، وهو الأمر الذي استجاب له دون تردد.

استنطاق
رغم نفي المسؤول الأمني علمه بالنشاط المحظور للبارون الدولي، إلا أن النيابة العامة أمرت بتقديمه أمامها من أجل استنطاقه في الجرائم المشتبه في ارتكابها، ووجد نفسه أمام اتهامات ثقيلة وأبواب المركب السجني العرجات تنظره، لتعفيه المديرية العامة للأمن من مهامه وتعين بدله مسؤولا آخر على رأس منطقة أمن المضيق الفنيدق.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى